الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكتبة الجنرال القائد ......... قصة قصيرة

جاسم محمد كاظم

2016 / 8 / 18
الادب والفن


نفخ العجوز تيار الهواء كساحر هندي من فمه الرطب نحو ا لدخان المتصاعد أشبة بمارد مصباح بدا يغادر قمقمه العتيق .
واصطنع بلها متعمدا نحو صوت الإقدام الآتية نحوه وذابت في نفس ذلك القادم برودة الرد المنعكس حين تكسرت حروف تحيته واستدرك نفسه بكلماته المركبة مثيرا سخرية العجوز بهز يده هذه المرة .
لكنة استدرك من أمرة وفتح عينية بقوة مغيرا خط دربة واندفع بسرعة لتخليص ما تبقى من الكتاب الرث من أصابع العجوز وسط ممانعة ذلك الجسد المنهك .
وعاد يرتب كلماته المتأنقة بأسئلة تلقاها ذلك الكهل مستاء كسرت طوق نفسه وأطلق سراح لسانه الحبيس. هه هه. هـــــــــــأ.. من أين؟..... وأشار بأصبعه المتيبس نحو فناء طيني متآكل ..... من هناك ...
وتردد الغريب بخطى وئيدة أمام مغارة الطين كأنها جحر أفاعي مهجور وألجمت عيناه الدهشة وعاد إلى الوراء بأسئلة حيرى . للعجوز الغارق وسط الدخان .
يا الهي . ما هذا ....لمن هذا الكنز الغارق وسط الأطيان ؟.
وأجاب الكهل بترهل ثقيل ...... مكتبة ...أنها مكتبة .... ألا تعرف ؟... إنها مكتبة .. مكتبة الجنرال القائد .
وقهقه العجوز مرة أخرى على سخف أسئلة ضيفة المزعج أبانت قضبان أسنانه الصفراء المتبقية في كهف فمه... ..أخاف ....ومن من أخاف؟ ...الجنرال القائد ......وأين هو الجنرال القائد ..
واستمر ضاحكا مع هز يده الناحلة ...... الجنرال.. يأتي إلى هذه المزبلة ...ومزق أوراق صفراء أخرى حملها كقربان إلى ناره الحمراء الداخنة واستمر بكلماته المتباعدة ..
لا احد يأتي إلى هذه الأزبال البعيدة سوى بديل هرم آخر يحمل فضلات طعام تتفسخ بهذا القدر ..ونظر إلى ضيفة الثقيل ...وبعض المتطفلين ..
وتاه الغريب في لحظة حلم نمت في نفسه الكسيرة وهي تسترق لحظة زمن قصيرة تزيل بها عفونة جسد ا طاغية بتيار الماء القريب من عالم ثكنة عسكرية محصورة بأسلاك حديدية وقضبان صداة اختزنت في قعر باطنها المظلم بقايا أنفاس متكسرة ترى في خيالات الظلام أوجها خلاسية تعاشر عصاب جنونها المزمن تصحا وتنام على إيقاع زمجرة خارجة من فم يعلوه شارب كثيف ..
وعاد ينظر في الكهل المتسربل بالخاكي المتسخ وذابت في عقلة ثورة اهتياجه على زمنه المر وهو ينعش أفكاره المهشمة وهي تواجه فناء الطين المحتقن بأكوام الكتب الممزقة تنتشر على الأرض الرطبة.
مسك كتبا مبعثرة على ارض زلقة مسح طبعات طينية على ظهرها لأحذية عسكرية وتحركت في نفسه رغبة إنقاذ لهذا العالم النابض بالفكر من سجن ظلامه المزمن ..
ونظر الكهل إلى هذا المتأنق بسلوكه الغريب وهو يجمع الأوراق الممزقة من بقايا الكتب وظنه معتوها مستجدا على حياة الخاكي القاسية جلبة إلية حظه المفتقر إلى طعام يعيد الاتزان إلى أمعائه المتمعجه بالجوع .
واصطنع لهجة تحاكي نبرة جنرالات عصره مع إشارة من أصبعه اليابس نحو فناء قرية على مقربة منة أحيت للقادم جزئا من آماله الميتة في ذاته الحبيسة وهو يتأمل الكلمات المتباعدة لرجل العظام البارزة .....كيس خضروات. ..طرية ..و..أرغفة خبز ..... حار .
وعاد العجوز مؤشرا بنفس أصبعه نحو فناء الطين المفتقر إلى الأبواب .....مقابل كيس ...كبير من هذه الأكوام المتناثرة .
.وتلاشت من خيالة ضفة النهر وهو يجلس أمام الأكوام الممزقة وعاد ناظرا في تلك الذات الضائعة وسط الأطيان في زمنها الميت وهي تبتهج بوضع قدرها الأسود على النار الحمراء الداخنة من بقايا مكتبة ..الجنرال القائد .
.......انتهت
/////////////////////////////
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطفل اللى مواليد التسعينات عمرهم ما ينسوه كواليس تمثيل شخ


.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال




.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس


.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-




.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت