الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتصار منبج انتصار الإنسانيّة

صلاح الدين مسلم

2016 / 8 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم يكن إعلان الانتصار على داعش في منبج وإتمام تحريرها بالكامل المتوافق مع ذكرى قفزة 15 آب التاريخيّة يقع في موضع الصدفة أبداً، بل كان رسالة واضحة إلى أعداء الكرد وأعداء الإنسانيّة مفادها؛ إنّ انتصار منبج استمرار لثلاثة عقود من الثورة الاجتماعيّة الرافضة لكلّ أنواع الظلم والسواد، لكلّ أنواع التفرقة بين الكرد والعرب والأرمن والفرس والترك والتركمان...
لم تتحرّك ما تسمّي نفسها المعارضة السوريّة لهذا الاتصار العظيم كما العادة، وصمتت الأقلام، وكأنّ شيئاً لم يحصل في الإعلام العربيّ الذي يقول: إنّه يعادي داعش، لكن ثبت للعالم من هو الذي رفع راية الحرب الحقيقيّة على الإرهاب ضدّ الإنسانيّة بحقّ، ويوماً بعض يوم ستتوضح الغشاوة عن أعين الكثيرين الذين كانوا يجاهرون العداء لداعش بالكلام فحسب.
لكن ما لفت انتباهي أكثر من تحرير منبج وهذه المصادفة التي تحدّثنا عنها هو إنقاذ 170 ألف مدني في منبج وريفها خلال هذه الحملة؛ حملة الشهيد القياديّ فيصل أبي ليلى، من قبل قوات مجلس منبج العسكري، إنّه الانتصار الحقيقيّ الذي استشففته من هذا الانتصار، فإعطاء درس عظيم في الأخلاق التي يجب تُدَّرس في الجامعات والأكاديميات من خلال هذا الاستفراد في هذه الحرب القذرة التي تجري في كلّ سوريا، إلّا في هذه الحرب المختلفة التي أَوْلَى فيها المقاتلون إلى إنقاذ الإنسانيّة أكثر من إعلان الظفر والانتصار، فكم قدّمت هذه القوات ضحايا ليتم إنقاذ هذا العدد الذي استخدمه داعش كمتاريس له، واستخدمته أعداء الشعوب علّاقة لتعلّق عليها خيباتها.
170 ألف مدني، ففي هذا العدد عائلاتٌ؛ البعض منها قدّم المئات من القتلى الدواعش، وكم من عائلة فيها زوجة داعشي أتى إلى كوباني وقُتل شهيداً مُدافعاً عن وطنه! كم من عائلة فيها أمّ لداعشي أو أخت أو ابن أو ابنة...! وجاء ذاك المقاتل الأخلاقي ليخلّص تلك العائلة من القاتل الذي خرج من بيته، فهل هناك معادلة تماثل هذه المعادلة؟ بين الأخلاقي وعديم الأخلاق، بين ثقافة القتل وثقافة التسامح، بين ثقافة الغزو وثقافة التبشير، إنهم المبشرون الجدد لحضارة التعايش، والأخوة ثقافة تحرر الذهنية.
في كلّ الصولات الطائشة التي جرت في مستنقع الدماء السوريّ لم يهتمّ أحد بالمدنيين أبداً، سواء النظام الذي قصف المدنيين، أو المعارضة بكلّ أشكالها وألوانها العقيمة، وداعش الذي يستخدم الناس كمتاريس، إلّا دعاة الإنسانيّة والعيش المشترك خريجيّ مدرسة المفكّر الإنسانيّ عبد الله أوجلان، وتوضّحت الصورة وزالت الغشاوة عن أعين الذين كانوا يدّعون ويتقوّلون.
كانت قفزة الشهيد عكيد (معصوم قرقماز) في باكور كردستان الشرارةَ، وأضحى الإعلان عن النصر المظفّر في منبج في ذاك التوقيت استمراراً لحركة الانبعاث، واستمراراً لشعلة النار التي لا تخبو أبداً ولن تخبو، بل تتّقد وتشتعل ويزداد لهيبها ونورها يوماً بعد يوم، مهما حاول أعداء الإنسانيّة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام