الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عابر كغريب مالح

ياسر اسكيف

2005 / 12 / 21
الادب والفن


يفترض بأنها مدينة

سأستبدل’ هذه ِ الشجرة َ بعمود ٍ ذي منقار ٍ مضيء ٍ .
وتلكَ الصخرة َ ببائع ٍ وعربة .
مسكبة’ البقدونس ِ اليانعة ِ سألبسها قميصا ً من َ الإسفلت ِ .
وأجعل’ من هذا الأفق ِ جدرانا ً شاهقة ً
بنوافذ ٍ وأبواب ٍ
لا شرفات ٍ ولا أصص ٍ .

سأضمّد’ جرح َ الساقية ِ بأنابيب ٍ من اسمنت ٍ
وأجمع’ النهرَ في حقيبة ٍ ,
محطّة’ معالجة ٍ , تليق’ بالشراكة ِ معَ أي شريك ٍ .
الأسماك’ , والحشائش’ , والطيور’ , ...
ستكتشف’ , بعد َ فوات ِ الأوان ِ , وبكثير ٍ من الندم ِ ,
كم كانت أكبرَ من نهر ٍ .

ومن أجل ِ البقرة ِ التي لا تكفّ عن الخوار ِ في مربطها ,
سأستدعي الذين صنعوا دعاية ( جبنة لورباك ) ,
وأجهد’ في إقناعها بأن الموت َ
جميل إلى هذا الحدّ .

لن أدع َ لدجاجات ِ أمي فرصة ً للسماع ِ بأنفلونزا الطيور ِ ,
سأتركها , وبكامل ِ رغبتها المفقودة ِ , تتساقط’ في صناديق ٍمذهبة ٍ .

وفي المركز ِ ,
في مركز ِ ما أظن’ بأنني فعلته’ .
في المركز ِ تماما ً .
حتى لو لم يوجد مركز .
سأوزّع’ طاولات ٍ وكراس ٍ , بالشكل ِ الذي يناسب’ تماما ً ,
رصيفا ً من دروع ِ السلاحف ِ وقواقع ِ الحلازين .
وعلى كرسي , في الصفّ الأقرب ِ إلى الشارع ِ ,
بسيجارة ٍ مشرعة ٍ
وضحكة إلى ما خلف ِ الأذنين ِ ,
سأجلس’ مبتهجا ً ,
قبل َ أن يأخذني ,
ودونما رحمة ٍ ,
قرع’ طبل ٍ جافّ , يتنحى وقتا ً ل( مجوز ٍ ) مجروح الصوت ِ .
ومن كلّ مكان ٍ ,
عدا رأسي الذي يتصدّع’ ,
تتدحرج’ كتل صمّاء
( طلّ الصبح ولك علّوش / سبقونا ها الحصادي
هات المنجل والمنكوش / والحقني بي الزوادي )
آتية ً على كلّ شيء .

* - ما اجتمع منجل ومنكوش في حصاد ٍ سوى حصاد ِ الرؤوس ِ , بعد َ صرخة ٍ اتفقَ عليها الدم , واختلف َ العقل’ .
عليهم .... عليهووووووووم .
ومعهما اجتمعت ِ الهراوة’ , والسكين’ , والدبوس’ , والخنجر’ , والأنياب .

( رواه’ كثر حتى بات من الشيوع )



















يفترض’ بأنّه جسر

أننا هنا .
يؤكده’ وجودنا
في الزمان ِ والمكان ِ .
وأما
كيف َ تجاوزنا السعال َ الديكي َ ,
بالعبور ِ خلال َ ثغرة ٍ في جذع ِ توتة ٍ عجوز ٍ !
وكيف َ بالخبز ِ وحده’
جعلنا من ( داروين ) مسخرة ً علميّة ً !
وبالأقدام ِ الحافية ِ
أظهرنا الأفق َ أقلّ سحرا ً مما هو عليه ِ !
فذلك َ من فضائل ِ الخطأ ,
وصواب ِ الشذوذ .

أنّنا وصلنا . !
يعني أنّنا أحياء ,
كفائدة ٍ مركّبة ٍ للذين َ جنحوا على حوافّ الممكن ِ
إطارات ٍ بالية عافها الإسفلت’ .
أو كنا أحياء ً
وبعثرَنا النسيان’ من قبضة ِ مغلوب ٍ سبّح ً اسم َ الربّ ِ على عتبة ٍ خضراء َ .
خضراء’
كآنية ٍ من نحاس ٍ أوقعتها الصدفة ’ بين َ مخالب ِ الماء .

أنّنا وصلنا . !
لا يعني أبدا ً
بأننا هنا .
ما من جسر ٍ .
ما من حطام ٍ
أو أثر ٍ لجسر .

ما من طريق ٍ
ولو دارسة .

لم َ الإصرار’ على أفعال ِ الانتقال ِ
والتبوّل ِ كمَعلم ٍ يَسِم’الاتجاه َ ؟
وهل من غير ِ اللائق ِ أن لا تشبه’ الأنفلونزا النساء ؟

والأنفلونزا تذبحني .
تذبحني بنصلها المثلوم ِ ,
كالنساء ِ اللواتي
سحبن َ شظايا الصوان ِمن بطون ِ النوارج ِ
وجرحن َ أنوفهنّ .

أننا وصلنا !
يعني سنقتات’ أقدامَنا
ونشغِل’ الأجداد َ بزحزحة ِ عظامِهم .




























لا رغبة لدي

لا رغبة لي في أداء ِ التمارين ِ السويدية ِ
حتى لو كانت ابنة ملكة’ السويد , عارية ً , تدعوني إلى ذلك .
لا رغبة َ لي في اللحاق ببوذا ,
العائم في نهر الغانج ,
ولو أوصلني إلى النيرفانا
بلمح ِ البصر .


كنت أقول’:
قليل’ ابتسامتك ِ الصبح’
وكثيرها الزوال’ .
كي يمكنني القول َ
عن تعبي من هذا الزلال ِ ,
من هذه ِ المشيئة ِ المارّة ِ دون َ ارتياب ٍ يذكر’ .


لا رغبة َ لي في حجر ٍ أكثر َ.
إذ ما من حجر ٍ
إلا بَعدي .
ما من فضيلة ٍ
إلا تورّمت عيناي َ في التقاطها .

وكنت’ أقول’
ما قاله’ الكثيرون لامرأة غيرك ِ .
18 – 12 – 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل