الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد أن رفضت أمريكا المطالب التركية، أردوغان يريد الحصول على نفس المطالب عن طريق روسيا و أيران..

هشام عقراوي

2016 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


عن طريق لعب دور المشاغب تحاول تركيا الحصول مركز مهم في الشرق الاوسط و حتى العالم و لكن الادوار في السياسة المعاصرة لا تأتي بالمشاغبة بل بالثبات و كسب ثقة الاطراف الدولية.
السياسة في إحدى مدلولاتها هي مجموعة تحالفات و جبهات تختارها الدول. المستقر فيها هو الذي يكون قطبا او جزءا من قطب و المتذبذب فيها لن يكون سوى عاملا متغيرا في معادلة ثابته. و يمكن أستبدال هذا الرقم المتغير. كل القوى العالمية الكبيرة تعمل على أزالة هذا الرقم المتغير كي يحصل التغيير الفعلي و تتم علمية توسع الاقطاب.
أمريكا الى الان هي سيدة العالم و هي دولة ثابتة عالميا و تسيطر على قطب رئيسي في العالم و تدور حولة الكثير من الدول الاوربية و الاخرى.
روسيا تريد التحول الى قطب عالمي و استرجاع امجاد الاتحاد السوفيتي القديم ليس بنظامة السياسي الذي كان يقال عنه شيوعيا بل عن طريق الراسمالية. و لها ايضا مجموعة من الدول التي تدور في فلكها.
على مستوى المنطقة: تركيا كانت الى حد الامس القريب ضمن القطب الامريكي و كانت دولة مستقرة في ذلك القطب. و كانت عدوة لدودة لروسيا و ضمن هذا الحلف كانت السعودية و دول الخليج.
تركيا قبل الانقلاب العسكري المزعوم و الذي رافقة انقلاب سياسي هو على أبواب التحول من حليف ثابت لامريكا و الغرب الى حليف غريب الاطوار و متقلب و تريد من خلال التهديد بترك حلف الناتو و التغازل مع روسيا أجبار أمريكا على الرضوخ لمطالبها في الشرق الاوسط على الاقل.
و لكي لاتخسر تركيا حليفها ألامريكي بشكل كامل ربطت تحالفها مع روسيا بالتنازل لاسرئيل من أجل ضمان اللوبي الاسرائيلي في امريكا و تفادي ضربة أمريكية تحت حزام أردوغان.
التحرك التركي بقيادة اردوغان أفقده عامل مهم من عوامل التحالفات الدولية و هو ( الثقه) و الثبات. فأمريكا بعد اليوم لا تستطيع الثقة بأردوغان و تركيا كحليف أستراتيجي طالما بقى اردوغان دكتاتورها.
و بمجرد لعب تركيا و أردوغان ( بذيلة) سيفقد ثقة روسيا و ايران المتزعزعة أصلا. فالدول تريد افعالا و ليس اقولا.
على تركيا كي تحصل على ما تريد في سوريا الوقوف ضد السعودية وقطر و على تركيا قطع دعمها للعرب السنة في العراق و لداعش. كما أن على أيران الوقوف عملا ضد الكورد ارضاءا لتركيا و مقابل خدمات ستقدمها تركيا لها.
و على تركيا ايضا التنازل للعلويين في داخل تركيا و انهاء عدائها للشيعة في المنطقة و قبول سيطرة روسيا على القرم و تأييد السياسة الروسية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي في أذربيجان و جورجيا و طاجيكستان و الشيشان و الاهم من ذلك أنهاء حلمها في الدخول في الاتحاد الاوربي.
أكثر الاحتمالات تذهب الى أن تركيا ستتراجع عاجلا أو أجلا عن موقفها حيال أمريكا و الغرب و ترجع الخلافات بينها و بين روسيا و أيران الى الحضيض و لكن امريكا من الصعب أن تثق عندها بتركيا مرة اخرى بوجود أردوغان في السلطة و عليها على الاقل طرد أردوغان و بعدها العودة الى الحضن الامريكي. مطالب تركيا من أمريكا و روسيا تتعلق بالكورد و عدم دعم الكورد في غربي كوردستان. أمريكا رفضت جميع المطالب التركية و لم تنفع ألاعيب أردوغان. تركيا أرادت مؤخرا من أمريكا أن تقوم بتسليم فتح الله غولن أيضا و لكن الى الان رفضت أمريكا ذلك الطلب.
روسيا ليس في يدها تسليم غولن، و لكنها مع أيران قد يعملان ضد التوجة الامريكي في خلق منطقة فدرالية أمنه للكورد في غربي كوردستان و هذا يدفع العلاقات التركية الامريكية الى المزيد من التأزم.
غربي كوردستان لا يتمتع بعلاقات جيدة مع أمريكا فقط بل مع فرنسا و بريطانيا و ألمانيا أيضا. هذة العلاقات مبنية على الثقة و الشجاعة. فوحدات حماية الشعب لم تقم بتوجيه ضهرها الى أمريكا عندما تحسنت علاقاتم مع روسيا بل حافظوا على علاقاتهم الجيدة مع أمريكا.
كما أن الكورد في غربي كوردستان هم العامل الوحيد الذي يضمن قيام سوريا شبه ديمقراطية و غير أسلامية تماما كما هو دور الكورد في أقليم كوردستان في علاقتهم مع العراق من ناحية النظام السياسي القائم في العراق.
وقوف أيران و حزب الله و نظام الاسد ضد الكورد في غربي كوردستان عامل اخر يضيف الى تقوية التحالف الكوردي مع أمريكا و حتى الكثير من دول المنطقة و بهذة الحرب الايرانية الاسدية الحزب اللهية ضد غربي كوردستان يكون هؤلاء قد فقدوا عامل التوازن في معادلة سوريا.
فأيران و حزب الله و الاسد كانوا يحاربون (المعارضة) و الان سيضاف اليهم قواة حماية الشعب المدعوة أمريكيا و ليس من قبل أيران أو الاسد. و هذا سيجعل المعسكر الايراني الاسدي ضعيفا و لا تستطيع تركيا أنقاذه. هذا أذا لم تكن تركيا ضد دخلت الحلف الايراني الروسي اصلا من أجل أنهاء الاسد بيد الكورد و أنهاء تجربة الكورد بيد أيران و الاسد و ضمان فوز المعارضة السورية بعد أضعاف الكورد و الاسد.
اردوغان و تركيا سيحاولون ما أستطاعوا أنهاء تجربة غربي كوردستان سواء كان من خلال التحالف مع أمريكا أو مع روسيا و ايران و لكن السقوط أسهل بكثير عندما يقف اللاعب أردوغان على حبلين و أغلبية العملاء الذين يتم كشفهم و أعدامهم هم الذين يعملون مع وكالتين للمخابرات. و اردوغان لا يخرج من هذة القاعدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا تنظر في حصانة ترامب الرئاسية في مواجهة التهم


.. مطالب دولية لإسرائيل بتقديم توضيحات بشأن المقابر الجماعية ال




.. تصعيد كبير ونوعي في العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل|


.. الولايات المتحدة تدعو إسرائيل لتقديم معلومات بشأن المقابر ال




.. صحيفة الإندبندنت: تحذيرات من استخدام إسرائيل للرصيف العائم س