الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس البيروقراطية النقابية حليفة معلنة لحكومة نداء تونس وحزب النهضة

بشير الحامدي

2016 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تونس ـ البيروقراطية النقابية حليفة معلنة لحكومة نداء تونس وحزب النهضة
لا يمكن أن يكون الموقف السياسي جذريا معبرا عن مصالح الأغلبية دون أن يكون الموقف النقابي جذريا.
الوضع الراهن أبرز إلى أي مدى كان الوضع السياسي عموما مرتبطا ومتشابكا منذ 17 ديسمبر بالوضع النقابي. وقد أبرز خطأ وقصور كل السياسات التي عزلت النقابي عن السياسي.
قوى الانقلاب فهمت ذلك قبل غيرها وبنت كل إستراتيجيتها على ذلك في الوقت الذي عجز فيه الثوريون عن إدراك هذه الحقيقة التي كانت ستقلب كل الأوضاع.
لقد كان التغافل عن ذلك قاتلا و أبقى المسار الثوري ومنذ انطلاقه كسيحا
قوى الانقلاب فهمت ما يمكن أن يمثله جهاز يماثل جهاز التجمع الدستوري الديمقراطي من حيث التوزع الجغرافي والقدرة على التعبئة وكذلك انتشار مظاهر الزبونية والجهوية والفساد والارتباط.
منذ 17 ديسمبر كان الإتحاد يراكم كل عوامل العداء للمسار الثوري والذين نشطوا من النقابيين الجذريين و"المستقلين "في التعبئة والتحريض[منذ انطلاق الأحداث في سيدي بوزيد] في ساحة محمد علي برغم معارضة البيروقراطية لتلك التعبئات ولتلك المعارك يدركون ويعرفون هذه الحقيقة.
لم يكن من قبيل الصدفة أن خرج وقتها في التلفزيون يوم 13 جانفي 2011 عبد السلام جراد يعرض مساومة الديكتاتور على الجماهير التي بلغت نقطة اللاعودة في رفضها لسلطة بن علي .
لم يكن من قبيل الصدفة أن عارض الإتحاد ممثلا في مكتبه البيروقراطي المركزي وفي شريحة عريضة من هياكله الوسطى و الأساسية إعلان الإضراب العام للعب دور الكابح لتجذر مسار 17 ديسمبر أو بالهرولة لهيئة بن عاشور [الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي] والتآمر على تعبئات القصبة 1 والقصبة 2 وتبني مسار الانقلاب ولعب دور بارز فيه.
قد لا يتطلب الأمر كثيرا من الذكاء لنفهم اليوم أن الاتحاد بموافقته ودعمه ومشاركته "غير المباشرة" في الحكومة الثامنة للانقلاب قد مرّ إلى طور جديد في العلاقة بالخدامة وبالأغلبية المتناقضة مصالحها مع مصالح العصابة المنقلبة على مسار 17 ديسمبر طور أساسه أنه سيكون الجسر الذي عبره ستتمكن العصابة من تمرير كل سياساتها التي لم تتمكن من فرضها منذ حكومة الغنوشي الأولى.
إنه طور أيضا سنشهد فيه تغييرات كبيرة في موقف البيروقراطية النقابية من حركة النهضة وحتى من تواجدها داخل الهياكل القطاعية أو حتى في المكتب البيروقراطي المركزي.
إن مواقف البيروقراطية اليوم هي نفسها التي ستكون غدا وهي نفسها التي سيقع تسويقها في المؤتمر القادم للإتحاد الذي يصعب أن ينعقد في موعده الذي حدد له.
إن تشابك السياسي والنقابي وما انتهى إليه الوضع عموما يؤكد ما كنا صرحنا به مرارا ومنذ انطلاق مسار 17 ديسمبر وهو أن المعركة ضد النظام وضد عصابة الانقلاب تبقى محدودة وبلا أفق ثوري حقيقي إن لم يقع خوضها أيضا في ساحة محمد علي مع الوجه الآخر للعصابة و الانقلاب: البيروقراطية النقابية الفاسدة.
نقل المعركة إلى ساحة محمد علي كان مهمة لازمة لتجذير مسار 17 ديسمبر منذ البداية و إنها نفس المهمة مازالت مطروحة إلى اليوم .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
21 أوت 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب