الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحن الأمل

شريف مانجستو

2016 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور عامين على تولّى الرئيس عبدالفتاح السيسى منصب رئيس الجمهورية، استطيع أن أؤكد أن بائعى الكراهية والتشاؤم أصبحوا فى قمة الشُغل . حيث إنهم نجحوا فى بث الإحباط فى قلوب الجميع ، وقاموا بالتسفيه الممنهج لأى نجاحات تحققت على أرض الواقع ، كما لو كان السيسى هو العدو الصهيونى الذى احتل أراضى الوطن ، أو أنه الاحتلال الفارسى الذى سرق الشعب عُنوةً وقتل النساء و اغتصبهم . بالطبع هُناك أخطاء ارتكبها نظام السيسى فى الملف الأمنى و الاقتصادى و فى ملف الحُريات ، ولقد تحدثت كثيراً عن تلك الأخطاء فى موقع الحوار المتمدن وفى صُحُف أُخرى . لكن علينا أن نتحلى بالموضوعية فى تقييم تجربة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، وهذه الموضوعية لا تعنى أننا ننسب له إنجازات لم تتحقق ، أو أن نتجاهل القصور الواضح فى أداء بعض المؤسسات الحكومية الموجودة . و تحدثت أيضاً هُنا عن العديد من الإنجازات التى تحققت فى عهد عبدالفتاح السيسى . و لا اُخفى على الأصدقاء سراً ، وهو أننى كُنت على المستوى الإنسانى ذو طابع راديكالى فى تقييم كُل شىء ، وكانت تلك الحالة تُحاصرنى مُنذ الصغر ، ولكننى بفضل المولى تعالى تخلّصت منها . فالبشر يا صديقى خطّائون ، وجميعُنا فى لحظات مُعينة نرتكب أخطاء لا يعلمها إلا رب السموات والأرض . فالموضوعية فى تقييم الأمور الخاصة والعامة فن لا يجيده إلا القليل جداً ، وأرغب حتماً أن أكون قريباً للموضوعية فى التقييم ، وأن أتجنب أى مشاعر انفعالية غاضبة أو مُنحازة لأمرٍ ما . غالباً أجدُنى منحاز للحق وللعدل وللوطن وللجيش وللشُرطة وللفقير ، وغالباً أجدنى مُجابهاً لأى لص أو قاتل أو إرهابى أو مُتواطىء ضد وطن يصبو إلى الرفعة الإنسانية . دائماً أبحث عن نغمات تحمل التفاؤل لقلوب طلّقها الحُب وهجرتها الرحمة . هذه النغمات التى تغيب و تتلاشى فى وسَط تعيش فيه الكراهية والتنافر والتناحر . كثيرون يُهاجمون السيسى وهُم أولى بالاتهام ، وكثيرون يدافعون عن السيسى وهُم سر المُعاناة التى نعيشها . حينما أرى مشروعات ضخمة وعملاقة Mega-Projects نجد من أهالينا من يرغب فى انهيار تلك المشروعات ، فقط لأن من أطلقها هو عبدالفتاح السيسى . وهُناك من يُدافع عن جريمة ضد الفقراء ، فقط لأن من أطلقها هو عبدالفتاح السيسى . يا كُرب قلبى على القوم !!!.هذا الاستقطاب لا يقود إلى موضوعية أبداً ولن يقود إلى تعايش اجتماعى بالمعنى المطلوب . أُنظر يا سيدى إن شئت لحال المُعارضة فى مصر ، ستجد جماعات من البشر يجتمعون لاجترار عبارات إنشائية بالية ، أكل عليها الدهر وشرب . ستراهم يرفضون السيسى من مُنطلق صراع ومُكايدة لا معنى لها فى أغلب الأحوال ، ستراهُم وهُم يُنظّرون أمام الجميع ، ويتحدثون بثبات و ثقة عن الديمقراطية والتداول السلمى للسُلطة ، ولكنهم جاثمون على مقاعدهم الحزبية بدون إزاحة أو أمل فى أى تطوير إلا من رحمه المولى تعالى .أرى شُجيرات اليأس وهى تنمو فى محيط المجتمع المصرى ، فارتفاع الأسعار يحرق الجيوب ، والإرهاب يحرق القلوب ، ومحاربة أصحاب الفكر تحرق العقول . ولكننى أسمع أنشودة النجاح والمُستقبل ، ومازلت على يقين أن مصر ستبقى وستقود وستتجاوز كُل الأزمات وكُل المؤامرات والخيانات . أرى الفجر وهو ينسلخ من الظلام الظالم . إنى أتذوق المقطوعة الموسيقية الباعثة على الرجاء والتفوق ، من نظرات أطفال حى الأسمرات ، الذين يلعبون ويمرحون فى ضخب فى ملاعب الحى ، وعلى أسرّة الراحة فى مساكنهم ، التى لا يهددها الموت أو عقارب التلال السامّة . استمعت إلى أنغام الصبر والعزيمة فى وجوه عُمال ينحتون الصخور فى العاصمة الإدارية الجديدة ، و اكتمل عندى اللحن الرائع بالنظرة إلى صورة الجندى - محمد الشوادفة الذى أنقذ زملائه من القتل الدامى من جماعات الإرهاب المتواجدة فى سيناء ، لقد استشهد هذا الرجُل فداءً لشعب مصر ، رحم الله بطلنا الشهيد. إنها نغمات رائعة يعزفها أوركسترا التضحية والتصميم من اجل عيون المحروسة التى قتلها الفقر والرجعية . و على الرغم من سُحُب الحُزن التى تُخيّم على الوضع ، بسبب أزمة سيد القمنى والطفل الذى هاجر إلى إيطاليا للبحث عن علاج لأخيه المريض والجنود الذين قضوا اليوم والامس فى المنوفية وسيناء ، إلا أننى ألمح بصيص النور فى ختام النفق بسبب الحرب التى تقودها الدولة ضد الفساد والمُفسدين . لا تتخلى يا صديقى عن الامل ولو لطرفة عين ، فالخطر مازال موجود ، والإرهاب مازال يبيض ويفقس . ولتستمع معى إن صادفك خوفٌ أو يأس ، إلى قصيدة الاطمئنان ، من ألحان الباحث عن مصير فى وادى الأمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة