الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي-الإسلامي و التقدم الحضاري ، تنافر و استسلام للإنحطاط

مهدي جعفر

2016 / 8 / 21
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لو كانت ( أليس ) الحسناء قادها حظها إلى بلاد العجائب ، فنحن ( الشباب العربي ) قادنا حظنا العاثر أن نعيش فى بلاد العجائز .

لماذا ؟! .. لماذا نعيش فى بحر من التخلف والرجعية ، فى الوقت الذي يعيش العالم كله – ليس الاوروبيين والامريكيين فقط – فى مُستويات مميزة من التقدم التقني والعلمي ؟! .

أزعم أنه لو بُعث كل الفلاسفة والعُلماء القُدماء من قبورهم ، وانضموا لكل الباحثين والفلاسفة المُعاصرين فى مُحاولة للوصول إلى حل اللغز الكوني ( لماذا العرب مُتخلفون تقنياً ؟! ) لما استطاعوا الوصول إلى إجابة واضحة مُريحة .. لماذا تتخلف أمة تعوم على بحار من النفط والأيدي العاملة والموارد الطبيعية والعقول المُفكرة ، فى الوقت الذي تتقدم فيه أمم معدومة الموارد الطبيعية والبشرية أصلاً ؟!

نذكر أن المحتوى العربي على شبكة الإنترنت ، والذي يُعتبر مؤشراً للتعامل مع الادوات التقنية الأساسية فى عصرنا هذا ( الانترنت – الحواسيب – الاجهزة اللوحية – الهواتف الذكية – إلخ ) هو 3 % من المُحتوى العالمي .. على الرغم من أن اللغة العربية هي اللغة رقم ( 5 ) من حيث الاستخدام فى العالم الرقمي .

هناك تقرير لليونيسكو للعلوم فعلا يستنزف الدموع و المآخي ، الصادر عام 2010 :

* الإنفاق العربي على البحث العلمي يتراوح مابين 0,1 % إلى 1 % من الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لتقرير اليونيسكو للعلوم الصادر فى العام 2010 .

* الإنفاق المحلي لكيان الإحتلال الاسرائيلي فى البحث والتطوير العلمي للعام 2006 يتراوح مابين 4,6 % إلى 4,8 % .

* فى العام 2006 ( كمثال ) ، لم تنتج الدول العربية إلا 0,1 % من العدد الإجمالي لبراءات الاختراع المسجلة عالمياً .

* الدول العربية لاتخرج سوى 373 باحثاً لكل مليون نسمة، علماً بأن العدد المتوسط على المستوى العالمي يبلغ 1081 باحثاً لكل مليون نسمة.

* عالم واحد فقط من أصل أفضل 100 عالِم من حيث عدد المُساهمات العلمية على المستوى العالمي ينتمي إلى المنطقة العربية.
* المنطقة لم تخرج سوى شخص واحد حائز على جائزة نوبل في مجال العلوم هو العالِم المصري الأصل الأمريكي الجنسية أحمد زويل الذي نال جائزة نوبل للكيمياء عام 1999 .

* في مجال الاختراعات فإن البراءات المسجلة عالمياً في أكبر دول عربية من حيث تعداد السكان ( مصر ) لم تزد عن (77) براءة اختراع خلال الفترة 1980- 2000 م ، في حين بلغت في كوريا (16328) اختراعاً للفترة ذاتها.. كما ورد فى تقرير الامم المتحدة للتنمية البشرية العربية الصادر فى العام 2002 / 2003 .

أعتقد أن هذه الأرقام والحقائق تُعطيك مؤشراً عاماً على الواقع الذي نعيشه بشكل كاف جداً .. لا حاجة للمزيد من الأرقام المؤلمة إذن !

لا أريد أن أكون مُتشائماً ، ولكن الواقع والأرقام والمُعاناة الذي يعيشها الوطن العربي أصبح لا يُطاق ، ولا يُنذر إلا بكارثة حقيقية أخرى فى المستقبل القريب والبعيد .. إذا استثنينا الوقت الحاضر ، بإعتبار أنه ملئ أصلاً بالكوارث السوداء التى لا يُمكن أن يأتى أسوأ منها فى تصوّري الشخصي.

إذا لم تقم بلادنا ( الثورية والغير ثورية ) بوضع التقنية والعلوم فى قمة اولوياتها ، فسنتحوّل بالفعل إلى أمة من ( القرود ) – على حد تعبير المفكر الراحل مُصطفى محمود – ، فى عالم لم يعد يتقبل الامم ( العالات ) على غيرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل