الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-من الإنكشارية إلى البورقيبية-

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


"من الإنكشارية إلى البورقيبية"
(سيناريو "الضريبة" يعيد إلى السطح تاريخ العلاقات التونسية الجزائرية)
- الباي مراد التونسي و هجومه على الجزائر -
تقول مصادر أن ضريبة العبور التونسية التي استهدفت السياح الجزائريين ، سيناريو افتعله "المخزن"، بعد توطيد علاقاته مع الحكومة التونسية ، و لا يتعلق الأمر بمشاكل اقتصادية تعاني منها تونس، فقد كادت هذه الأحداث أن تؤدي بالعلاقات التونسية الجزائرية إلى حد المواجهات و القطيعة الدائمة، رغم أن الجزائر تمثل السند الأول لتونس من خلال عدد سواحها الذين يقصدون مدنها و مواقعها كل سنة، و قد أثارت قضية الضريبة حفيظة الجزائريين و كانت مثار لغط وسخط كبير، و إن كان هذا القول قريب إلى المنطق، فالخلافات الخفية بين تونس و الجزائر تعود جذورها إلى أيام الاحتلال الفرنسي، و تمتد إلى التقارب التاريخي بين البلدين أثناء الحكم الاستعماري، و الذي يتصفح ما كتبه المؤرخون عن العلاقات التونسية الجزائرية يقف على الحقيقة التاريخية أيام لويس الرابع عشر، ففي مثل هذا الشهر ( أوت) من عام 1682 عندما قرر وزير البحرية الفرنسية غزو الجزائر و جهز أسطولا ضخما و شرع في قنبلتها بدون انقطاع، بم تكن الجزائر في هذه الفترة تواجه هجومات فرنسا فحسب، بل تصدت لبعض القلاقل الداخلية، كلن مصدرها من إيحاء باي تونس و أن له يدًا في ترويجها، تحت قيادة إبراهيم خوجة الذي وجهه الداي إلى وهران ليحاصرها بجيشه و مدافعه، و تقول الكتابات أن الباي شعبان الزناقي هو من حاصر مدينة وهران عندما كانت في أيدي الإسبان ، و كان قد جهز 03 آلاف فارس و ألف راجل، و دار قتال بينه و بين الإسبان في قبة يقال لها " برج العيون"، والحقيقة فقد لعبت الإنكشارية دورا في زرع الانقسامات بين المغاربة، فقد كانت جيوش السلطان المغربي مولاي إسماعيل تغير بين الحين و الآخر على الحدود الجزائرية، حيث دارت رحى الحرب بين الفريقين، و لكن سرعان ما تم الصلح ، بعد أن فتح الداي خزينة القصبة و وزعها على الإنكشاريين الذين كانت لهم الكلمة في الحكم، و بعد هجوم الباي مراد التونسي على مدينة قسنطينة و ذبح حراسها بدأت الإنكشارية تعرف بعض الاضطرابات.
و يروى أن الباي مراد التونسي قتله " التوانسة" بعد فشله في المعركة التي دارت رجاها بينه و بين داي الجزائر الحاج مصطفى ، هذا الأخير عقد الصلح بينه و بين إبراهيم الشريف باي تونس، غير أن الأمور انقلبت من جديد بعدما امتنعت تونس من أداء الضريبة التي في ذمتها، فدارت معركة بين باي تونس و باي الجزائر بالقرب من مدينة الكاف، دام الحصار أربعين يوما و خسر الجزائريون نحو 700 من الجنود، و طيلة الحقبة الاستعمارية عرفت العلاقات التونسية الجزائرية بعض التشنجات ، بعد أن تولى الرئيس الحبيب بورقيبة رئاسة الحكم في 1956 و دعوته قادة الثورة الجزائرية للكف عن الثورة و العيش في كنف فرنسا، و كان ذلك بطلب من الرئيس الأمريكي إيزنهاور مقابل مساعدات اقتصادية تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لتونس وكان أول تصريح للرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في البيت الأبيض في خطاب له قال فيه :" نحن مع الغرب وسنظل معه لا بحكم موقعنا الجغرافي فقط بل بحكم ثقافتنا وتقاليدنا، و كان هدف إيزنهاور هو إقامة حلف عسكري يضم أقاليم المغرب العربي و فرنسا و ايطاليا و اسبانيا وترعاه أمريكا وبريطانيا ويكون مكمّلا للحلف الأطلسي، و حسب المراقبين ما زال هذا الطرح قائما وتروّج للفكرة تونس حيث تعرض الرئيسان التونسي زين العابدين بن علي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى المشروع الأمريكي القاضي بتأسيس شراكة أمريكية مغربية، و زاد في التشويش على العلاقات الثنائية بين تونس والجزائر احتضان الجزائر لبعض الشخصيات المعارضة للحبيب بورقيبة وحكمه، كما أن وقوف بورقيبة إلى جانب المغرب في قضية الصحراء الغربية أدىّ إلى انزعاج كبير من طرف هواري بومدين الذي وضع كل ثقل الجزائر في قضية الصحراء الغربية .
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية