الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الشعب ينجح. كل تحالف خارج إرادة الشعب مصيره الفشل؛ تقولها الحسكة.

سيهانوك ديبو

2016 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تحالف الشعب ينجح.
كل تحالف خارج إرادة الشعب مصيره الفشل؛ تقولها الحسكة.
سيهانوك ديبو

تم تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية بعيداً عن التحالفات الدولتية الإقليمية منها والعالمية بسبب الحاجة الماسة إلى تأسيس مثل هذا الشكل المتقدم والجديد من الإدارة؛ أشد الأماكن ظلاماً أكثرها استعداداً لتلقي الضياء كما يقول الفيلسوف أوجلان. وحين تأسيس الإدارة الذاتية من الكرد والعرب والسريان الآشوريين –منْ منهم الذي رأى فيها ضياءً- كانت هناك تحالفات إقليمية دولية أنتجت ما في اعتقادها بأنها بديل النظام الاستبدادي. حدث إثرها استقطاب منقطع النظير في تحول كُتل وشخصيات ومغادرتها الكاملة لمواقعها الفكرية أولاً والسياسية ثانياً؛ بل غادر البعض تاريخه وسنين نضاله؛ شيء أشبه بالرمي الأدري والقذف المرغوب فيه وبه ومنه وإليه. بعض (الأكراد) الواقعين تحت تأثير: بأن كردستان من أذهب بها؛ فقط وحده من يستطيع جلبها أو إنشائها. مع العلم أن المسألة لا يمكن قياسها بهذه الحدية؛ لكن؛ هؤلاء (الأكراد) لم يروا من خلال العيون التي يروون بها سوى هذه النتيجة اليتيمة المخالفة للحقيقة التي تحتوي غير ذلك بكثير.
التحالفات الأولية المتعلقة بالأزمة السورية تم تحديثها وجرى عليها بعض من الاصطفاف المُحَدَّث، ونشأ من ضمنها تحالفات أخرى امتلكت طابعاً أكثر حديّة في المنحى الديني الطائفي؛ فارقتها فيما بعد كي تنشأ مع البعض المغاير المخالف الخصم؛ تحالفاً جديداً كما حاله اليوم بالنسبة لمعتمريه الجدد من السلطة التركية والإيرانية والنظام السوري.
الإدارات الذاتية الديمقراطية –وفق الوقت الممنوح لها والمملوء بالحرب والحصار- حققت مكاسب نوعية في المجتمعية؛ العربي بجانب الكردي وكليهما بجانب السرياني، والكل وجدوا في أسرتهم الجديدة إلى جانبهم التركماني والآشوري ومن الشيشان والأرمن –الذي رأى في هذه الإدارة ضياءً. والتحالف المجتمعي الذي حصل يحمل كلاً منه على حدى ذاكرة قصيّة ما جرى لهم مجتمعين؛ ما جرى لكل واحد منهم منفرداً. الأرمني يعلم بأنه قبل مئة عام كان مشتركاً في المجزرة التي طُبِّقت حيال أبيه وجده من قبل العثمانيين الأتراك بعض من المرتزقة الكرد، والسرياني ينطبق عليه الوضع نفسه، والكردي يعلم ماذا حصل لأبيه وجده على يد الفاشيست من الأتراك وعلى يد غيره الفاشيست من العرب والفرس ومن تعاون معهم في مأساته على طول الخط. المجتمعين في الإدارة الذاتية يعلمون أي تاريخ أسود/ أحمر مرّوا أو تم تمريرهم من خلاله. ستة عشر من ممثلي العشائر العربية كانوا موجودين في اجتماع 16/17 آذار من العام الحالي خطوة النظام الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا أعلنوها مع الآشوري والسرياني والأرمني والكردي – الذي رأي في هذه الخطوة الضياء، وأغلب هذه العشائر رأت بعينها ما حدث في العام 2004 وأية فتنة قومية بينية أحدثها النظام بغرض المزيد من الحجز المجتمعي ومن ثم السيطرة أكثر؛ نجح حينها إلى حد كبير. ولأن الأنظمة الاستبدادية لا تستطيع التغيير؛ عصية عليها كذلك؛ فقد شدّت مرة أخرى الحبل القومي وأرادته اليوم في الحسكة صِداماً قومياً وحرباً بينها؛ لكنه تفاجأ بأن الحبل الذي شدته سرعان ما بدا نهايته؛ مكتوب في نهايته: أنت من ترحل وأنا العربي الذي يبقى هنا وبجواري أخي الكردي والسرياني والآشوري. مُستثنى من ذلك المرتزقة المحليين والأجانب، وقد كتبها العربي بدم لم ينشف بعد حينما رأى بعينه وبعقله –مرة أخرى- من الذي منع من سقوط الحسكة بيد تنظيم داعش الإرهابي قبل عام قبل عامين قبل ثلاثة؛ إنهم وحدات حماية الشعب والمرأة وليس من كان يمثل النظام وقام بتسليم فوج الميلبية والكوكب ومناطق أخرى من الحسكة وغير الحسكة إلى داعش بعد نحر عشرات من الجنود والضباط من الجيش النظامي. إنها وحدات حماية الشعب والمرأة وجميع القوى السياسية والعسكرية في الإدارة الذاتية الديمقراطية ولم يكن ذلك القيادي من المجلس الكردي القابع في استانبول المُرَدِدا: ما علاقة لنا بتل حميس؛ إنها عربية، وما علاقة لنا بالشدادة؛ إنها عربية، وما علاقة لنا بمنبج؛ إنها مُهيّجة للحرب الكردية العربية، وما دخل لنا بالرقة وبشمالها؛ إنها عربية وليست كردية، ثم يأتي اليوم ليقولها متبجحاً –كطفيلي مقايض- إنها فشل الأمة الديمقراطية؛ يقولها وفق كمية الأوامر الماورائية العدائية التي يتلقاها.
التحالف السياسوي الجديد القلق التركي- الإيراني- النظام السوري ؛ عديم الامكانية بالسير؛ يفشل؛ لن ينجح؛ أمام التحالف السياسي التاريخي القديم المُستنبت -وفق نظرية الأمة الديمقراطية- بين مكونات الإدارة الذاتية الديمقراطية في كانتون الجزيرة. وأي تحالف سياسي ينجح فيما لو كان قائماً على أساس إرادة الشعب وتحقيق تطلعاته في بناء مجتمع ديمقراطي تعددي يُفضي إلى العيش المشترك.
يقول الفيلسوف أوجلان: وبعد أن ترى الأمكنة المظلمة الضياء؛ لا يمكن أن يُعادوها الظلام مرة أخرى؛ أمرٌ مخالفٌ للطبيعة المدركة الواعية لذاتها وذات الغير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز