الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنحارب الارهاب

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 8 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


التفجيرات الارهابية التي هزت العاصمة بغداد نقلت رسائل عدة الى العراقيين ،لعل ابلغها اتحدوا بوجه الارهاب واتركوا خلافاتكم جانبا ، فقد تسببت في استشهاد مئات الاف من العراقيين منذ 2003 ومازالت متواصلة في احداث المزيد من الدمار فلو كان النبي حاضرا بيننا اليوم لكان يقول ايها العراقيون توحدوا كي تقضوا على من يريد الاساءة للدين الحنيف الذي بعثني الله لنشره.
واذا ما تصفحنا التاريخ سنرى ان الطائفية بثقافتها واسلوبها هي جريمة وارهاب مادامت تصبو الى القتل على الهوية وان التاريخ يحدثنا انها وجه من اشد الوجوه في اضعاف العراق لانها ممهدة للتدخلات الاجنبية ومهيئة لذرائع التدخل السافر في شؤون أمة العراق وشعوبه الامنة ومن ذلك انها اي الطائفية مثلت بابا للتدخل الايراني وكذلك الدولة العثمانية لتمزيق وحدة العراق من جانب ومن جانب اخر عن طريق الاحتلالات المباشرة والتدخل السافر قي الشأن الداخلي العراقي كل ذلك من أجل اضعاف العراق وابقاءه بؤرة للصراعات الطائفية مرة وقومية مرة اخرى والمحصلة ان يبقى العراق ساحة للتصفيات السياسية بين الدول الاقليمية ، كما وان هنالك اشارات تؤكد على ان حتى الرؤوساء الذين تعاقبوا على حكم البلاد فشلوا في طمس الخلافات الطائفية وان استخدموا القوة المفرطة احيانا لانها كانت تؤدي الى ردة فعل اقوى اضافة الى تدخل دول الجوار لاذكاء نارها .
فيما فشلت معظم المؤسسات التي عملت بعد عام 2003 في انهاء الصراع الطائفي أو الحد منه بل بالعكس من ذلك اذكت فيها روحية الانتقام والانقسام والتشرذم واضحت المؤسسات مقسمة وموزعة على اسس طائفية فاصبحت هنالك جامعة لاغلبية سنية واخرى لاغلبية شيعية كذلك الامر بالنسبة لتسمية الاحياء والجوامع والحسينيات واماكن العبادة لم تعد وفق المعايير الاسلامية الصحيحة التي تدعو الى الوحدة بين ابناء الامة بل صارت هنالك اتجاهات حتى في اختيار ايام الاعياد بل ووصلت الامور الى الصحافة والاعلام والقنوات الفضائية والبرامج الطائفية حتى من التي تمتلكها الحكومة فكل ذلك تعميق للطائفية بدلا من محاربتها اذا لابد ان نتحرى عن الازمة الاخلاقية والاعتبارية والقيمية التي ادت الى هذا النوع من التصور والتفكير العقيم .
ان الطائفية بثت الخوف بين اطياف العراقيين تحديدا في المناطق الساخنة والتي اودت الى ترك مئات الالاف لمناطقهم ومساكنهم ومرتع طفولتهم والنزوح الى مناطق اكثر امنا أو الهجرة الى خارج القطر وكان من بينهم عقول علمية واكاديمية في شتى مجالات العلم وتلك جزء من المؤامرة لتفريغ العراق من العقول العلمية البناءة وبالنتيجة خلق عراق خال من العلم والتقدم لتسهيل احتلاله .
وهنا لابد من القول ان الحرب الطائفية والشرخ الطائفي الحاصل لايمكن معالجتها من خلال تأسيس منظمات تعني بالمصالحة أو بقوانين أو تعليمات أو حتى بمؤتمرات أو ورش عمل بل أن الحل الحقيقي يكمن في جمع دور العبادة تحت مسمى واحد كما مذكور في كتاب الله (انما يعمر مساجدالله من امن بالله ورسوله) اضافة الى منع كل فكر طائفي من الولوج الى الجامعات والمؤسسات الرسمية الحكومية ومنع تداول الطائفية بأي شكل من الاشكال واعتباره من المحرمات كما ومطلوب تشريع قانون يمنع بموجبه رفع اي شعار طائفي او صورة او يافطة لها دلالات طائفية في المؤسسات الرسمية منعا لانجراف العراق في مستنقع لن يستطع الخروج منه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم


.. إيران تحدد موعد انتخاب خليفة رئيسي




.. نتنياهو: الأمر السخيف والكاذب الذي أصدره المدعي العام للجنائ


.. -دبور الجحيم-.. ما مواصفات المروحية التي كانت تقل رئيس إيران




.. رحيل رئيسي يربك حسابات المتشددين في طهران | #نيوز_بلس