الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفسطائية برلمانية

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

2016 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


خاض الدكتور علي الوردي في أكثر الموارد ضمن مؤلفاته حول تحليل شخصية الفرد العراقي وبين ما تتصف به تلك الشخصية من ازدواجية لما تحمله من تناقضات بين التحضر والتمدن من جهة، والبداوة وطبائع الريف من جهة أخرى.واتصفت بحوثه بالدراسات الانثروبولوجية للمجتمع العراقي وربطها بالمعتقدات الدينية والمذهبية على حد سواء وتأثيراتهاعليه،ولقد أثارني اليوم ازدواج الشخصية لدى غالبيةالسياسيين في وقتنا الحاضر، وخطبهم السفسطائية.فتارة هم يركضون وراء مصالحهم، وتارة ينادون بحقوق الشعب وهكذا دواليك، بالرغم من إن الشعب أصبح ملمّاً بهذه الشقلبات، والحركات، والاستعراضات البهلوانية، وصار يعيها جيدا،إلا إن البعض من الشعب يأمل أن تكون هناك فسحة من الأمل، أو صحوة ضميرفي نفوس هؤلاء الساسة، وإن كانت متأخرة منهم، حتى طالبوا بالتغيير وتحقيق الإصلاحات التي ينادي بها غالبية أبناء شعبنا.
اليوم وقد برزوطغى على الخطاب السياسي مصطلح هو (التكنوقراط) وهو كما هو معروف يعني حكومة كفاءات، وحملة الشهادات الذين لم تخلوا منهم الحكومة الحالية، فغالبية الوزراء كانوا (تكنوقراطا)، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً بأدائهم الحكومي، لأسباب أهمها الفساد الإداري والمالي،الأمر الذي لا يكاد يختلف عليه اثنان من العقلاء. والوزراء البدلاء الآن هم أيضاً من (التكنوقراط)، فيا ترى هل سيكونون على قدر المسؤولية الملقاة على كاهلهم؟؟ سؤال من الصعوبة الإجابة عنه، أم هل سيكون هناك جواب دبلوماسي جاهز ألا وهو(هناك تركة ثقيلة من الملفات العالقة في زمن من سبقهم بالمنصب) !!
قبل أيام تم التصويت على خمسة وزراء جدد لوزارات مهمة، وزارة النفط، والنقل،والتعليم العالي،والإسكان، والموارد المائية، ونحن هنا لسنا في معرض التقليل من شأن الوزراء الجدد، وإنما نقصد أن نقول إنّ اليد الواحدة لا تصفق. فالأمور لا تحسب على هذا النحو، فالمشكلة ليست مشكلة أشخاص، وأسماء، وشهادات كما هو واضح، وإنما المشكلة هي متسلسلة ومتجذّرة من قاعدة الهرم حتى رأسه، واللبيب تكفيه الإشارة!! ومن الأجدر أن يشمل الإصلاح جميع الدوائر، والمؤسسات،والهيئات التابعة لأي وزارة، وكذلك الهيئات المستقلة بكل تفرعاتها، وبالأخص القضاء الذي يعاني من التدخلات الحزبية بشدة، أي أعني أنّ المطلوب إعادة هيكلة الدولة بجميع قطاعاتها، وهذا لايتم إلا بعملية شاملة وفاعلة للتغيير، وليس بالكلام والوعود العرقوبية والخطب الجوفاء التي لاتروي من عطش ولا تسمن من جوع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في