الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتلال الخارجي للعراق أرحم من كل الاحتلالات الداخلية العربية

كامل عباس

2005 / 12 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الإهداء: إلى اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق, التي سمعت أنها تدرس طلبات الانضمام إلى الإعلان ولن تقبل طلبا تشتم منه رائحة الاستقواء بالخارج.

تابعت ويدي على قلبي ذلك النهار الطويل الذي جرت قيه الانتخابات في العراق, بدأ صباح ذلك اليوم بانفجار وسط بغداد هز العاصمة كلها, وتبعه إشاعة عن تسمم مياه الشرب في العراق, وكلها محاولات لثني العراقيين وإحباط عزيمتهم للتوجه إلى صناديق الاقتراع, خفف منها زيادة جنود الاحتلال من 180 ألفا إلى 250 ألفا فقط فترة الانتخابات, لكنني تنفست الصعداء في آخر النهار, وكنت اعلم أن الشعب العراقي سيتحدى الإرهاب ويشارك في تقرير مصيره لأن هذه الانتخابات لا تشبه الانتخابات في الدول العربية التي تقبع تحت الاحتلال الداخلي, وآخرها الانتخابات في مصر والتي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها ربع النسبة في العراق, لأن شعب مصر يعلم أنها مهزلة يريد منها الحزب الوطني تهيئة الأجواء لابن حسني مبارك في الانتخابات المقبلة. ليست الصورة أفضل في ليبيا ولا في الجزائر حيث يقبع بوتفليقة
( أرملة بومدين كما يصفه الجزائريون ) على فراش الموت ولا خليفة له مثله مثل حسني مبارك الذي ترك منصب نائب الرئيس شاغرا حتى الآن, أما علي عبد الله صالح فهو مشغول على ما يبدو في تهيئة أجواء انتخابات يفوز فيها ابنه – وما حدا أحسن من حدا – هذا عن الأنظمة الجمهورية أما عن أنظمة السلالات الملكية المرذولة ( حسب وصف الإسلام الحنيف لها ) فحدث ولا حرج عن وضع الناس العاديين - حيث المرأة في السعودية لا يسمح لها بقيادة السيارة حتى الآن, هل يطلب الشعب العربي من خالقه أن يعمم الاحتلال الخارجي في كل البلدان العربية حتى يشارك بفعالية في انتخابات يعلم أن لها طعم ولون ورائحة مختلفة عن الانتخابات السابقة؟
.............................................................................................
في سوريا بلدي الحبيب لا أستطيع التكلم بحرية حول هذا الموضوع, ليس لأنني لا أرغب أن أصبح بجوار صديقي الغالي كمال لبواني فقط, بل لأنني أخشى محاصرة الكثيرين لي وهم محيطون بي احاطة السوار بالمعصم, ومحسوبون على المعارضة مثلي أيضا. ولذلك سأكتفي ببعض الإشارات التي لا تخلو من مغزى.
- عندما زار علاوي سوريا وكان رئيس الوزارة العراقية آنذاك, صدر بيان من مثقفين سوريين يستنكرون وجود العميل الأمريكي في سوريا , والآن يخوض هذا العميل معركة حقيقية في العراق وعلى يساره الشيوعي حميد مجيد عيسى وعلى يمينه اللبرالي المخضرم عدنان الباججي, وهم في تحالف من اجل ديمقراطية علمانية في العراق ضد ديمقراطية توافقية تستند على الطائفية. فهل لهؤلاء موقف جديد من علاوي أم لا يزالون على نفس الموقف السابق؟
- في آخر إطلالة للمناضل رياض الترك من خلال شاشة الحرة ومن نفس البرنامج الذي تكلم به كمال لبواني آخر مرة, تناقض مع ما سماه معارضوه نظرية "الصفر الاستعماري لرياض الترك" لا يا شيخنا ورمزنا ومناضلنا الأكبر لم توفق في فهم حركة التاريخ ولا يصح أبدا مقارنة الظرف الحالي بما كانت عليه الدول العربية في فترة الرجل المريض للدولة العثمانية والذي يفهم منها أن الاستعمار آت هذه المرة من اجل سيكس – بيكو جديد, أي كما يروج الاصوليون القوميون و الشيوعيون والإسلاميون لتفتيت وبلقنة المنطقة. اللحظة التاريخية مختلفة وهناك عنصر جديد له تأثيره النسبي وهو الشرعية الدولية وحقوق الإنسان. وحتى من ضمن منطقنا السابق أنا وأنت, منطق النضال ضد الإمبريالية الأمريكية لا يصح هذا. فأمريكا زعيمة الإمبريالية تخدمها الآن دولا قوية وديمقراطية ومستقرة في المنطقة لأنها سيدة العالم وزعيمته وبإمكانها أن تقول لأي غيمة اذهبي أينما شئت فخراجك عائد لي بعد سقوط منافسها في الحرب الباردة. ولن تستطيع لا أنت ولا كل حلفاؤك أن تخرجوا من خارج مظلتها لو استلمتم السلطة.
كل ما تستطيعون فعله هو زيادة حصتنا من الخراج وتوظيفه لمصلحة تنمية المجتمع ككل وليس لمصلحة فئة ضيقة داخلية متعاونة معها .
ختاما لا بد من كلمة للأعزاء في اللجنة المؤقتة للإعلان دمشق, لو أنكم اشترطتم من اجل قبول طلبات الانضمام لإعلانكم, تفحصها جيدا لتروا من منها مع الديمقراطية من اجل تشديد استثمار رؤوس أمواله بالاستقواء والتنسيق مع الخارج ولمزيد من الاستغلال للفقراء, ولن تقبلوا إلا بالقوى أو الشخصيات التي يساهم رأسمالها وتاريخها بتنمية عامة للمجتمع تستفيد منها بالدرجة الأولى الطبقات الشعبية في سوريا, لوجدت من واجبي دعمكم. أما أن تحرموننا من مناخ دولي وعالمي مناسب ومساعد لدفع بلدنا درجة الى الأمام من مجتمع الرعايا الى مجتمع المواطنين تحت حجة عدم الاستقواء بالخارج . فتلك مصيبة يصح فيها قول الشاعر
إذا كنت لاتدري فتلك مصيبة
وان كنت تدري فالمصيبة أعظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا