الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بدأ اللعب الأمريكي على المكشوف

نوري جاسم المياحي

2016 / 8 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اللعبة الامريكية والغربية والشرقية في سوريا بدات تتضح معالمها وكلها تصب في خانة المخطط الأمريكي الذي يعمل جاهدا وبلا كلل على تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد بتقسيم المقسم بحيث لا تشكل الكيانات الجديدة أي تهديد مستقبلي لأمن دولة إسرائيل ...لأنها كيانات ضعيفة وهزيلة وجائعة ومتخلفة
ولنرجع بالذاكرة الى الوراء وحسب قناعتي الشخصية ولا يهمني أن أختلف معي الكثيرون. فانا أعتقد ان بريطانيا والولايات المتحدة ثبت انهم يتخلون عن حلفاءهم واصدقاءهم التقليديون متى اقتضت مصالحهم الاستراتيجية لذلك والامثلة التاريخية على ذلك كثيرة ولا مجال للخوض فيها كالتخلي عن ملك مصر فاروق او نوري السعيد او شاه إيران او مبارك وصولا الى اخر العنقود وهو غولن التركي وحزبه
وبالمناسبة انا لا استثني من هذا الموقف أحدا من قادة العرب والمسلمين فكل منهم له فترة صلاحية يتحكمون بها وبما فيهم القادة الثورويون او العقائديون كعرفات والسادات فكلهم يشربون من نفس النبع والكاس...
وهذا الاستنتاج الذي اقتنعت به خلال الستين سنة الماضية من مراقبتي او ما لاحظته من نتائج كارثية اصابت شعوبهم ..بالبداية وأول ما يستلم الزعيم الاوحد الحكم وبوعوده للشعب وبياناته الثورية يسوي الشط مرك والهور خواشيك على قول العراقيين وبعد فترة يوكل شعبه وحل وخيسة وجيفة ويرجعهم قرن للوراء.. والرابح الوحيد هو الثلاثي اللا مقدس أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ...
لنعد الى السيناريو الحقي الذي طبق في العراق ...وبغض النظر عمن يرضى او لا يرضى فكل ما مر بشعبنا هو مخطط شخصياته قرقوزيه تحركها خيوط اللاعبين الكبار ..
وكلنا يتذكر من وكيف فجرت حركات شمال العراق في الستينات وكان الضحية عشرات الألوف من العرب والاكراد الفقراء والمساكين دفعوا حياتهم في حرب عبثية لا ناقة ولا جمل لهم فيها والرابح الوحيد هو من اجج الفتنة والخاسر الوحيد هو شعبنا العراقي
وخاض العراقيون حرب الثماني سنوات خرج منها الإيرانيون أقوياء والعراقيون مثقلين بالديون ..وغزونا الكويت ويقال بضوء اخضر امريكي كان مضلل وفخ نصب للعراق ...والنتيجة أصبحت معروفة ..وخرجنا بتقسيم العراق الى ثلاثة اقسام بخطي العرض 36 في الشمال وخط العرض 32 في الجنوب ...وبعد الاحتلال الأمريكي تبين اهداف هذه المخطط بإعلان بايدن السيء الصيت ...
وكلنا نتذكر مهزلة لجان التفتيش التي كانت تذل وتهين العراقيين وسيف التهديدات الامريكية مسلط فوق رؤوسهم واللجان تكتب تقاريرها في إسرائيل وقبل تقديمها للأمم المتحدة ..كم من جريمة ارتكبت بحق شعبنا باسم الشرعية الدولية ..تبا لهم ولأممهم المتحدة ..
وكما تذكرون طلعت علينا أمريكا بأسطوانة أسلحة الدمار الشامل والإرهاب ...وفي 2003 هاجموا العراق بأبشع الأسلحة ودمروا كل بناه التحتية وغير التحتية واستعانوا بكل اشرار العالم لتدمير هذا البلد وتمزيق شعبه ومخططين لتقسيم العراق الى ثلاثة كيانات ضعيفة ولن تتفق فيما بينها ابدا لأسباب عديدة لا مجال لذكرها وهي خلقت لكي تضرب الاستقرار والتقدم في العراق والمنطقة وحسب توجيهاتهم
واليوم في سوريا تتكرر نفس الخطط والسيناريوهات وبحجة إزاحة الدكتاتور بشار الاسد واي منصف يرى ما الت اليه سوريا الجنيلة وما أصاب أهلها من قتل وتشريد وخراب بيوت وزرعوا الفتنة بين مكوناته واخرها وخلال الأيام الماضية فرضوا حضر الطيران في الحسكة والقوات التركية اجتازت الحدود وإدخال عناصر من جيش سوريا الحر بحجة مقاتلة داعش والتي هي بالأساس صناعة أمريكية – تركية
أي بكلمات بسيطة ان مخطط تقسيم سورية بدأ تنفيذه عمليا على الأرض باتفاق دولي اطرافه الرئيسيين أمريكا وتركيا وبالمقابل الروس والإيراني والرابح الوحيد وبدون أي جهد او تضحية هي إسرائيل والضحية الوحيدة هم في هذه المرحلة بالذات الشعوب والاكراد عموما واكراد سوريا وتركيا خصوصا وبغض النظر عن تسمياتهم لان كل القادة مرتبطين بهذا او ذاك
فزيارات الأيام الماضية. بايدن لتركيا او مسعود البرزاني وتصريحه الصريح بان المنطقة مقبلة لمتغيرات كبيرة ولاسيما وان الجيش التركي في بعشيقة العراقية لازال محتلا ومعركة الموصل على الأبواب والبيشمركة متهيأة لاحتلال المناطق المتنازع عليها وبإسناد من طيران التحالف الأمريكي والنجيفي يطالب بإقليم و صايرة هوسة ياريمة ما تعرف رجلها من حماها ... وكما يبدو لي ان تمثيلية داعش في العراق وسوريا قاربت على الانتهاء و اسدال ستارة المسرح ...وقبل بدأ الانتخابات الامريكية بأيام ولأغراض انتخابية سيسرب خبر مقتل الخليفة بغارة جوية والله واعلم بالغيب ..
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية