الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسابات التركية والاهداف الكوردية في سوريا

عدنان جواد

2016 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الحسابات التركية والأهداف الكوردية في سوريا
ضل الحلم القومي الكوردي يداعب مشاعر الأكراد، وعاد من جديد بدولة مستقلة بعد ضعف العراق وهيمنة الأكراد على القرار السياسي في العراق، فمنذ الحرب العالمية الأولى عندما أقرت اتفاقية سيفر بإقامة كيان كوردي، وكانت ولا زالت الجغرافية هي الحاكمة في التقسيم، فكردستان تعرضت للتقسيم بين الدولتين العثمانية والصفوية عام 1514 في معركة جالديران، انتصر فيها العثمانيون بقيادة سليم الأول على الصفويين بقيادة إسماعيل الصفوي.
التقسيم الثاني عقب اتفاقية سايكس –بيكو، ومنذ ذلك الوقت بقت الاتفاقات الدولية الحدودية عاملا مانعا للتطلعات الكوردية القومية، يسعى الاكراد من خلال الفراغ في سوريا والفوضى وضعف الحكومة في الحصول على الحكم الذاتي أو الفيدرالية كما حدث في العراق ، وهذا الأمر يتعارض مع هدف الأتراك بالحصول على منطقة آمنة في شمال سوريا ليؤمن حدوده مع سوريا كما يقولون لكن الهدف الحقيقي هو منع قيام دولة كوردية أو حكم ذاتي لأكراد سوريا ، وإقامة حكم الإخوان في سوريا، وحتى لا يجد حزب الاتحاد الكردستاني ملاذ امن في سوريا ، فتشن pkk هجماتها من سوريا والعراق ضد تركيا.
يشكل الأكراد في سوريا حوالي20% من السكان، وباستباق تركي احتضنت المعارضة السورية المختلفة، لكي تؤثر على قرارها وتلجم أي تطلع أو أفكار كوردية انفصالية، وراهنت على الزمن وعلى العامل العربي الخليجي والدور الأمريكي في تحقيق هدفها في إسقاط نظام الأسد ومنع قيام دولة كوردية، بوجود منطقة عازلة وبمساعدة الناتو فبدأت المناورات وصواريخ الباتريوت وإقامة المؤتمرات للمعارضة السورية في تركيا .
اصطدم الطموح التركي بوجود روسيا في سوريا ، فبعد إسقاط الطائرة الروسية وتوتر العلاقات بين الدولتين، أجلت تركيا هدفها قليلا، فبرز دور الأكراد فتقدموا في مناطقهم ،ككوباني ومنبج وغيرها من المدن فحرروها من داعش بمساعدة الولايات المتحدة الامريكية، إلى أن وصل تقدمهم إلى محافظة الحسكة الغنية بالنفط ذات الغالبية الكوردية، ولأجل ان يسيطر عليها الأكراد قبل حدوث الاقلمة او الحكم الذاتي لكي يصبح أمر واقع فهي تشبه مدينة كركوك العراقية، فتصادمت القوات الكوردية مع القوات الحكومية السورية وهو أمر ينذر بالمزيد من الحروب فالأكراد هدفهم ضمها لإقليمهم الموعود والدولة السورية تريد المحافظة عليها لأنها مصدر مهم لميزانيتها المالية وتهديد لسيادتها الوطنية.
بعد الانقلاب الأخير الذي حدث في تركيا، وجدت تركيا متغيرات في المنطقة وان تشبثها بالغرب لم يجدي لها نفعا وان اغلب الدول الأوربية هللت للانقلاب في تركيا وبعض الدول الخليجية ساعدت ، وان أول من دان الانقلاب روسيا وإيران ، وان مصلحتها تتطلب العودة لعمقها الإقليمي ، فاعتذر اوردغان من بوتين وعادت العلاقات التركية الروسية، واليوم دخلت القوات التركية شمال سوريا لمدينة جرابلس وطردت داعش واستبدلته بالجيش الحر، وهدفها المعلن هو منع عبور داعش والكردستاني الى الحدود التركية.
الاكراد يريدون تحقيق النموذج العراقي في سوريا، ولكن ماهو دور البار زاني؟ البرزاني يسير في خط اوردغان فبينة وبين تركيا حجم تبادل تجاري كبير يتعدى الأهداف القومية والعرقية، والتساؤل الآخر ماهو موقع العرب فهل يقفون مع داعش أو مع الحكومة السورية أو مع القوات القادمة من تركيا، والذي يمعن النظر يرى ان الوضع مشابه لما حدث في العراق فهم انقسموا بين القوى المتصارعة وهذا الأمر يمزقهم ويضعف دورهم.
ان الوضع مقبل على مشهد سياسي وجغرافي جديد في المنطقة ترسم معالمه الدول الكبرى ومصالحها ، ويكون سيده الأكراد والأتراك في سوريا ، فينبغي دراسة الأمر عقليا وليس عاطفيا من قبل الاطراف المتصارعة فالحروب لاتجلب غير الدمار والخراب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير تتوقع استمرار العلاقة بين القاعدة والحوثيين على النهج


.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطاب بايدن والمقترح الإسرائيلي




.. إيران.. الرئيس الأسبق أحمدي نجاد يُقدّم ملف ترشحه للانتخابات


.. إدانة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب توحد صف الجمهوريين




.. الصور الأولى لاندلاع النيران في هضبة #الجولان نتيجة انفجار ص