الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي تدبير استراتيجي لمأسسة الأمازيغية بعد ترسيمها في دستور 2011 ؟ الجزء الثاني: مقاربة مطلبية بأسلوب الحوار، ردا للاعتبار للأمازيغية

الحسين أيت باحسين

2016 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يمكن القول أنه منذ خمسة عقود؛ أي منذ تأسيس أول جمعية أمازيغية، وهي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، بتاريخ 10 نونبر 1967؛ اعتمدت الحركة الأمازيغية المقاربة المطلبية؛ وذلك من أجل دسترة الأمازيغية لغة وثقافة وهوية وحضارة، وترسيمها لغة إلى جانب اللغة العربية في الدستور المغربي. وكانت الآلية الأساسية المعتمدة في هذه المقاربة هي الحوار أولا، والحوار ثانيا والحوار ثالثا، مع مختلف مكونات المجتمع المدني؛ اعتمادا على نتائج مختلف الأبحاث والدراسات والأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية، وعلى الاتصال والتواصل مع مختلف مؤسسات الدولة (الملكية والتنفيذية والتشريعية) ومع مختلف الأحزاب السياسية والفرق البرلمانية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني الثقافية والحقوقية والنسائية، من أجل إنضاج الشروط الضرورية لإدماج الأمازيغية في التعليم والإعلام وفي مختلف مرافق الدولة، ولإحقاق الحق لكل المواطنين بدون تهميش أو تمييز أو إقصاء.
وكان سقف هذه المقاربة المطلبية يتمثل، باستمرار في مأسسة الأمازيغية كقضية لا تقل أهمية من قضية السيادة الترابية أو القضية الدينية أو قضية المرأة؛ وذلك في إطار ما تنص عليه المواثيق الدولية في مجالات الحقوق اللغوية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ولم يحدث لهذه الحركة أن صدر عنها، استراتيجيا، ما يفيد النزوع إلى بعضٍ ممّا تُتَّهَمُ به من نوايا التطرف والعنصرية وتشتيت الوحدة الوطنية؛ بل إن مطلبها الأساسي، في هذا الإطار، كان جد واضح منذ سنة 1980 هو: "الوحدة في التنوع"؛ وهو الشعار الذي استُهدف منه السعيُ إلى تكريس التعدد اللغوي والتنوع الثقافي الذي يَسِم المجتمع المغربي؛ هذا في الوقت الذي كانت أطراف كثيرة، إن لم نقل كل الأطراف الأخرى، تسعى إلى تسييد أيديولوجيا التأحيد اللغوي والديني والثقافي والارتباط بأيديولوجيات مشرقية أو غربية.
وفي هذه المقاربة المطلبية؛ التي لا زال أسلوبها مهيمنا في خطابات الكثير من المدافعين عن القضية الأمازيغية إلى حد الآن، من داخل الحركة الأمازيغية أو من مؤيدي ومؤيدات القضية الأمازيغية، من سياسيين وحقوقيين وجمعيات نسائية وثقافية واجتماعية؛ لم يصدر قط؛ من جهة من هذه الجهات، في إطارها التنظيمي الملتزم والمسؤول؛ موقف يعتبر الأمازيغية معادية للغة العربية أو للإسلام, بل إن جل المؤرخين والباحثين والمختصين، كثيرا ما برهنوا، بما لا يناله الشك، كيف أن الأمازيغ، منذ أن اعتنقوا الإسلام، قدموا خدمات كثيرة للغة العربية وللإسلام وللثقافة العربية-الإسلامية، وتبنوا اختيارا مذهبا إسلاميا معتدلا خاصا بهم (المذهب المالكي)، كما تبناه من التحق إلى أوطانهم في شمال إفريقيا والأندلس من مسلمين، وممن أسلم عبر التاريخ الإسلامي في الغرب الإسلامي (شمال إفريقيا والأندلس وبعض دول جنوب الصحراء). وبالتالي فالهدف الجوهري لهذه المقاربة المطلبية، والذي يترجم واقع مجتمعنا وهويته، هو الاعتراف الرسمي بالأمازيغية لغة وثقافة وهوية وحضارة، وذلك بدسترة الأمازيغية ثقافة وهوية وحضارة وترسيمها لغة إلى جانب اللغة العربية في الدستور المغربي.

الحسين أيت باحسين
باحث في الثقافة الأمازيغية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا أعددتم لها؟
عبد الله اغونان ( 2016 / 8 / 26 - 11:49 )
كل الاعتراض مقصور على اخراج قوانين الأمازيغية دفعة واحدة وتحميل الحكومة التأخر في
اخراجها بتأويلات ايديولوجية
في حين المقصود من كل هذا اخراج المستحقات المادية المتعلقة بكل الريع باسم الأمازيغية
في حين أن مسيري الجمعيات والمعهد الملكي لايقومان بأي دور علمي لتأصيل هذه اللغة التي يوعمون أنها مدسترة وأنه يجب فرضها على كل المغاربة وفي كل الادارات
اذ يحتاج كل الأمازيغ أنفسهم والكبار في السن الى الرجوع الى المدرسة قصد تعلم حروف تفيناغ التي لم يعرفوها قط
المشكلة الكبرى مشكلة المعجم بين اللهجات الطبيعية واختراعات المعهد الملكي وفقر فضيييييييييييييييييييييييييييييييييع في الكلمات

اخر الافلام

.. وفاة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في تحطم طائرة مروحية كانت


.. إيران تعلن وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه في تحطم مروحيت




.. وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تحطم مروحية.. ماذا نعر


.. ما هي ردود الفعل على مصرع الرئيس الإيراني بحادث تحطم مروحية؟




.. ماذا يحدث في إيران بعد وفاة رئيس البلاد وهو في السلطة؟