الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق

طه معروف

2005 / 12 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وسط حملة دعائية عالمية واقليمية مخادعة واسعة قل نظيرها في تأريخ اي عملية انتخابية حتى تلك الانتخابات التي تجري في امريكا والدول الغربية سواء من حيث التغطية الاعلامية اوبذخ الاموال السخية، دفعوا بالجماهير نحو صناديق الاقتراع لتدلي باصواتها لإقامة دولة وحكومة القمع والرعب الطائفي التي تعادي كل القيم الانسانية والقائمة على اسس تتناقض مع مبادئ حقوق المواطنة، في ضوء تعريف وتحديد الهوية الطائفية البغيضة للفرد واحلالها محل الهوية الانسانية والحقوق المدنية، ذلك ان الاسس التي تقوم عليها هذه الحكومة تعكس الطبيعة السياسية الرجعية للقوى المشاركة في هذه المهزلة الانتخابية .
ان الازمة التي تعصف بالعراق جراء الاحتلال ،ربما تستمر الى اجل غير مسمى وان البرلمان القادم الناتج عن المهزلة الانتخابية سيتحول الى مركزللاستقطابات والصراعات الطائفية والقومية وسيعزز المحاصصات الطائفية والقومية على حساب اوضاع الجماهير الراهنة ومستقبلها. وقد تعقد الوضع السياسي وبدأ واضحا للادارة الفاشية الامريكية ولغيرها ان لا الدستور او الاستفتاء والانتخابات ولا الحكومة المنبثقة عنها ستغير شيئا في الوضع العراقي المضطرب- فالقادم هو الاخطر كما يقول النواب- في إطار الحرب الارهابية المستمرة. ان الادعائات حول الانتخابات الاخيرة" كآخر مسمار يدق في نعش الدكتاتورية" "اوتهيأة الارضية للمعايشة والانسجام والسلام الطائفي والقومي" او" حكومة طائفية متوازنة "،هي إدعائات جوفاء تسخر لتضليل الجماهيرو حصرها ضمن النعرات والتصورات الطائفية بغية تعبئتها نحوالحرب الرجعية الطائفية . ما يميز هذه العملية المفروضة على الجماهير عن سابقتها هو اشتراك ملحوظ للجماعات المسلحة من البعثيين والاسلاميين الذين طيروا رؤوس المئات وقتلوا آلاف الابرياء . ساهموا في الانتخابات بدعم امريكي مباشر كمكافئة لهم و لجرائمهم ولإن الحكومة القادمة بحاجة لهؤلاء السفاحين. وضمن المساومة السياسية الامريكية المعادية للجماهيرلإنجاح عملية المهزلة الانتخابية ، تم اطلاق صراح عدد من الجلادين البعثيين ضمن قائمة 57 الامريكية المطلوبين من قبل الجماهير لإرتكابهم افضح الجرائم ابان حكمهم الدموي .ان عملية اطلاق صراح هؤلاء القتلة ليس سوى تحديا سافرا لإرادة ومطالب الجماهير ويدل من ناحية اخرى على فشل المشروع الامريكي في العراق وكشف زييف المهزلة الانتخابية في العراق خاصة و ان عملية اطلاق صراح هؤلاء البعثيين جاءت تلبية لمطالب بقايا البعثيين والاسلاميين المسلحين لقاء اشتراكهم في المؤامرة الانتخابية على الجماهير.
من ناحية اخرى استثمرت الاطراف المشاركة هذه العملية لإفراز سمومها الطائفية والعرقية على الجماهير حيث شرعت الاحزاب القومية الكردية بتبليغات رجعية لترهيب الجماهير الكردية وعملت على بث إدعائات كاذبة حول معاداة الجماهير العربية والتركمانية للقومية الكردية رافعة شعار "ما اثمن صوتك لوقف هذا التهديد" في الوقت الذي يتحالف القوميين الكرد مع اشرس الحركات الاسلامية والشوفينية العربية التي تشكل هي التهديد الفعلي للجماهير الكردية والعربية معا .الخوف من العرب هو دعاية شوفينية قومية تقليدية اثيرت هذه المرة بشكل واسع في كردستان لسد الطريق امام التعايش السلمي بين القوميات. ولكن من حق المرء ان يسائل هذه الاحزاب؛ اذا كان يشعرون بهذا القدر من الخوف لماذا يدفعون بالجماهير الكردية نحو هذه الصراعات الطائفية العقيمة !؟ و لماذا لا ترفعون ايديكم عن رقاب الجماهير لتدلي باصواتها ضمن استفتاء حر حول استقلال كردستان من اجل تجنب الصراع والبلاء الطائفي والعرقي؟ يبدو ان الاحزاب القومية الكردية استخلصت دروسا ثمينة من تجاربها الماضية مع النظام البعثي في كيفية التعايش مع المستبدين لضمان بقائهم ومساهمتهم في السلطة الاستبدادية على حساب معاناة الجماهير و مآسيها. الحركات الاسلامية الشيعية من جانبها اغلقت سبعة محافظات تقريبا بوجه منافسيها ولجأت الى التهديد ومهاجمة الاطراف الاخرى وحرق المقرات وتمزيق اللافتات و والاغتيالات ...الخ ومن جانب آخر لعبت كتلة الائتلاف الشيعي بورقة السيستاني بعد فضح حكومة الجعفري وإداءها السئ وارتكابها الجرائم البشعة برئاسة السيستاني و لتجاوز هذا المأزق و لتنظيف وجه السيستاني، اعلنت الحركة الاسلامية الشيعية ان دور السيستاني سيقتصر على دعوة الناخبين الى الادلاء باصواتهم في الانتخابات دون التدخل في خياراتهم !! ان هذا الفصل بين الحركات الاسلامية الشيعية ورجال الدين من امثال السيستاني هو من صنع امريكا والغرب بهدف اخضاع الجماهير واقناعها بجرائمهم وإلا لماذا يتمتع السيستاني بدعم كل الحركات الاسلامية الشيعية الدموية من الجعفري والحكيم الى صدروالرفسنجاني !! بعكس هذه الادعائات فان السيستاني هو رمز وقائد الحركة الاسلامية الشيعية في العراق و هو مخطط سياسات هذه الحركات الوحشية و ان تبرئته من جرائم حكومة المحمية الامريكية جاءت لإعادة الاعتبارلمصداقيته ولمرجعيته ونفوذه السياسي التي بدأ عدها التنازلي ولإن هذه المهزلة الانتخابية بحاجة الى خداع السيستاني وفتاويه مثل حاجتها الى قمع امريكا والحكومة الطائفية الفاشية . وما يتعلق بكتلة العلاوي القومية وهي على نمط الدكتاتورية الشرق الاوسطية وخصوصا الدكتاتوريات في العالم العربي فقد رفعت شعار الوحدة الوطنية و"العلمانية" بوجه التحالف الكردستاني والتحالف الشيعي واختارت هذا الخندق بهدف ايجاد حكومة قومية شوفينية و بدعم من التكتلات السنية- في نهاية المطاف- وهو بديل رجعي ويوازي في طبيعته الرجعية الحركات الاسلامية . ان العراق الذي تحول الى محطة انظار العالم تتصارع فيه اشد التيارات السياسية الرجعية إطلاقا حول بسط سيطرتها على ثروة ومقدرات الجماهير وان الحكومة الدائمة المزعومة التي تتأتي من المؤامرة الانتخابية هي وسيلة شرسة لتنفيذ مهام تلك القوى الرجعية لفرض مزيدا من البؤس والحرمان على الجماهيروتعلق امريكا آمالها عليها بغية إنقاذ نفسها من المأزق العراقي بأي ثمن ومحتوى "استراتيجية بوش للنصر" في العراق يستند على ايجاد مثل هذه الحكومة القمعية الطائفية القادرة على سحق إرادة الجماهير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين