الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهاد بين سوريا وأفغانستان

ناجح شاهين

2016 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الجهاد بين سوريا وأفغانستان

انسحب آلاف المسلحين اليوم باتفاق مع الدولة السورية من داريا. الدولة السورية انتقلت من الصمود الأسطوري إلى الهجوم المضاد. بعض الناس -من أصدقاء سوريا- يتكلمون بحسن نية، وبعضهم من أعدائها يروجون بسوء نية، أن الدولة السورية ما كانت لتصمد لولا الدعم الخارجي. نحب أن نلقي بعض الضوء على هذه الأوهام.
تعرضت افغانستان في الثمانينيات من القرن العشرين لهجوم جهادي منسق قادتة المخابرات الأمريكية ومولته المملكة السعودية. أما العدو الذي تم القتال ضده فليس خافياً على أحد: كان ذلك هو الاتحاد السوفييتي بالذات. كانت الدولة الأفغانية دولة فاشلة تماماً قبل دخول الاتحاد السوفييتي بقوات كبيرة وصل تعدادها في لحظات معينة إلى مئة الف مقاتل ويزيد.
بعد سنوات عشر تقريباً من القتال بين الدولة العظمي الثانية كونياً، والمجاهدين بسلاح أمريكا ومال السعودية، انتهت الحرب باستنزاف الاتحاد السوفييتي وهزيمته التي عجلت في تفككه من بين أمور أخرى.
من المعروف أن الدول المجاورة لأفغانستان لم تكن لتجرؤ على إدخال جيوشها مباشرة إلى ساحرة المعركة، لأن الاتحاد السوفييتي كان دولة عظمى مرهوبة الجانب. أما في حالة سوريا فإن الجيران جميعاً تدخلوا ويتدخلون في الحرب بأشكال مباشرة وغير مباشرة معلنة معظم الوقت. وذلك ينطبق على الجيران العرب، لبنان والأردن، مثلما ينطبق على الجيران من غير العرب من قبيل تركيا والكيان الصهيوني. الدولة السورية ليست دولة عظمى، وهي غير قادرة على محاربة تركيا أو الدولة العبرية كل على انفراد، فكيف بها وهي تواجه ما يربو على نصف مليون مجاهد أجنبي، وقوات أوروبية وأمريكية استخبارية تعمل على الأرض السورية. لا بد أن الدولة السورية قد تعرضت لهجمة دولية منسقة لا مثيل لها في التاريخ.
يضاف إلى ذلك أن حرباً إعلامية ايديولوجية لا هوادة فيها نفذت على نطاق واسع، وشاركت فيها جوقات حقوق الإنسان والديمقراطية، ومراكز اعلام قطر -الإمارة الصغيرة المتخمة بالغاز والنفط-، ومحطات التلفزة الكبرى من قبيل سي ان ان وبي بي سي ويورونيوز والجزيرة والعربية، لكن سوريا صمدت، بل إنها تتجه نحو الانتصار.
لا يمكن عزو ذلك إلى تدخل روسيا -وريث الاتحاد السوفييتي الأقل قوة- ولا إلى دعم إيران الذي لا يمكن ان يرتقي إلى مستوى دعم الأعداء الخليجيين ل"الثورة". يجب أن نبحث عن سر الانتصار في عوامل داخلية منها تماسك الجيش السوري واستمرار استعداده الاستثنائي لتقديم التضحيات، وكذلك تماسك الجبهة الداخلية والتفافها حول القيادة على الرغم من كل الترويج الاعلامي الذي يعاند هذه الواقعة التي يسندها تماسك سوريا.
بالطبع لا يمكن أبداً التقليل من أهمية الدور الحيوي الذي أداه حزب الله من ناحية اشتراكه المباشر في المعارك، ومن ناحية التجارب الفذة في مضمار حرب العصابات التي نقلها للجيش السوري.
المقارنة تقول إن الهجوم "الجهادي" على سوريا أضخم وأعنف وأكثر تنظيماً وعدة وعتاداً وعديداً من نظيره الذي تعرضت له أفغانستان السوفييتية، ولكن السوريين أشد إيماناً بقضيتهم، وأبرع في مواجهة الأعداء على الأرض خصوصاً مع استدخالهم لطرائق المقاومة. ولذلك نزعم أن الكلام الذي يعاد ويزاد دون كلل أو ملل حول سقوط سوريا خلال ساعات لولا الدعم الروسي أو الإيراني هو كلام فارغ من الناحية العلمية ولا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به. الدعم الروسي الإيراني مهم بالطبع، ولكنه لم يكن مفتاح الصمود والتحول نحو الهجوم المضاد، وإنما الأسباب الداخلية المشار إليها آنفاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل غير منطقي ومقارنة غير موفقة
سوري فهمان ( 2016 / 8 / 26 - 19:07 )
تحليل غير منطقي ومقارنة غير موفقة لو اعطت أمريكا عشرون صاروخ مضاد للطائرات للثوار لكان الكيماوي الأهبل في خبر كان منذ الشهور الاولى للثورة ولكن كل العالم تكالب ضد الشعب السوري لان ما يهمه هو فقط مصلحة إسرائيل .
عندما ارادو إسقاط صدام بعثو كل جيوش العالم أما مزحة أنهم يريدون إسقاط المهبول فهي فعلا مزحة لا معنى لها
تحياتي

اخر الافلام

.. شاهد| اعتراض قذائف أطلقت من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمو


.. حصانة جزئية.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترمب؟




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض تتجاهل سؤال صحفية حول تلقي بايدن


.. اليابان تصدر أوراقا نقدية جديدة تحمل صورا ثلاثية الأبعاد




.. تزايد الطلب على الشوكولا في روسيا رغم ارتفاع سعرها لعدة أضعا