الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة مواجهة

أيمن الدقر

2005 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


قبل صدور تقرير ميليس الثاني، أشيع في الوسط السياسي أن صفقة تمت بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية، وما إن بدأت الإشاعة بالظهور حتى تلقفتها وسائل الإعلام اللبنانية، وتناولتها بالدراسة أو التحليل، وكان بادياً على البعض في لبنان الخوف من أن صفقة كهذه لو كانت موجودة فعلاً فستكون كارثة على عملاء الوصاية الأجنبية على لبنان، ورغم أن الرئيس بشار الأسد أشار إلى عدم وجود صفقات كهذه، إلا أن الخوف سيطر على هؤلاء في لبنان، فقامت أيدي الشر هناك باغتيال الصحفي جبران تويني لإتهام سوريا بأنها وراء هذا الاغتيال، وذلك للوصول إلى إفشال هذه الصفقة إن كانت موجودة بالفعل، وكان توقيت الاغتيال قبل صدور تقرير ميليس الثاني، وقبل اجتماع مجلس الأمن بهدف جرّ بعض الأعضاء فيه إلى تصعيد موقفهم ضد سوريا.
وكان قرار مجلس الأمن بتمديد فترة التحقيق الدولي لستة أشهر أخرى دون اللجوء إلى فرض أي عقوبات على سوريا الأثر الكبير في إفشال مخطط هؤلاء..
ولكن هل انتهت الضغوط على سوريا بمجرد أن تم تمديد فترة التحقيق؟
إن سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أكد بدوره على ضرورة استمرار ممارسة الضغوط الأمريكية رغم قرار مجلس الأمن، وهذا يقودنا إلى نتيجة مفادها أن سوريا لم تنته من هذه المحنة، وبالتالي فهي معرضة على الأقل لاستمرار الضغوط خلال الأشهر الستة القادمة، وهذه الضغوط ستؤثر بشكل أو بآخر على السياسة والاقتصاد السوريين، وهذا يعني أن سوريا في هذه المرحلة تحتاج إلى تحرك دبلوماسي نشط وفاعل ومستمر لشرح وجهة النظر السورية حول كافة المجريات السياسية على الأرض إضافة إلى تحرك إعلامي مرافق يكون (على الأقل) بمستوى الإعلام الذي يستهدف سورية سواء في المحيط العربي أو العالمي، وبحاجة إلى تحرك اقتصادي في الداخل يقود إلى إعادة الثقة بالاقتصاد السوري وتحسين معيشة المواطن وتحقيق متطلباته، وعدم تعرضه لمطبات غير محسوبة (كما حصل مؤخراً في الارتفاع الحاد والمفاجىء للعملة الصعبة) وآخر في الخارج يؤدي إلى ربط المصالح الاقتصادية السورية بالمصالح الاقتصادية العالمية، من خلال جذب استثمارات حقيقية إلى سوريا لتساهم في نمو وازدهار الاقتصاد السوري، وتشارك في القضاء على البطالة من جهة، ومن جهة أخرى تكون هذه الاستثمارات على الصعيد السياسي استثماراً وطنياً يحد من الضغوط الأمريكية لأن مصالح اقتصادية عالمية تكون قد وجدت على الأرض السورية، وأصبحت هذه المصالح مهددة أمريكياً.
قد يقودنا ما سبق ذكره إلى الحاجة إلى حكومة مواجهة خاصة تضع برنامجاً خاصاً يجسد سياسة المواجهة ومتطلباتها في كل المجالات، من وضع خطط طوارىء سياسية واقتصادية واجتماعية، قادرة على تأمين مستلزمات الصمود، وفي الوقت ذاته قادرة على إدارة الاقتصاد الوطني وتطويره، واستهداف معدل نمو عال (تحت الضغط المستمر) بأساليب وآليات عمل مبتكرة، وقادرة أيضاً على رفع مستوى معيشة المواطن وتأمين الخدمات الضرورية له.
إن حكومة كهذه لابد أن تضم نخبة الكفاءات الوطنية، ومعها مساحة واسعة للحركة والابتكار، قد تكون أحد أهم إجراءات مواجهة مخطط الاستهداف والضغط الأمريكي على سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -علموا أولادكم البرمجة-..جدل في مصر بعد تصريحات السيسي


.. قافلة مساعدات إنسانية من الأردن إلى قطاع غزة • فرانس 24




.. الشرطة الأمريكية تداهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات الطلاب


.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24




.. بلينكن يلتقي من جديد مع نتنياهو.. ما أهداف اللقاء المعلنة؟