الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشتهاءات الحلم

محمود كرم

2005 / 12 / 22
الادب والفن


بين يومي وغدي برزخ ٌ من اشتهاءات الحلم ..
كثيرا ً ما كنتُ أحلم بـلغـةٍ لا تـشبهني أو بلغةٍ لا تـشبه غيري ..
وكثيرا ً ما كنتُ أهوى المفردة المغروسة كـخنجر ٍ في خاصرة القلم .

ماذا لو تعددت منابع النهر وتعددت مصبّاته ..
أيكون المجرى واحدا ً في هذه الحالة ؟
أم تـتعدد مساراتـه ؟

الرتابة والروتين أمران يصيبان الإنسان بالكآبة والملل ..
أتساءل في بعض الأحيان إننا نعيش في عالم ٍ متـنوع وفـسيح وشاسع فيه الكثير من المتغيرات والمنعطفات والأحداث ويضج بالمباهج والكماليات ويـُمكن التنقل بكل يسـر ٍ وسهولة بيـن سفوحهِ ومنحدراته مع توفر كافة الخدمات التـقنية ووسائل الراحة والترفيه ..

ومع كل ذلك نشعـر في كثير ٍ من الأحيان بالرتابة والملل الذي يتسرب إلـى نفوسنا ..

لا أدري قد يكون الضجر والملل إشارة إلـى أن ثمة شيء ٍ فينا يـحتضر وربما تلك الإشارة تحمل في عمقها مضادات حيوية لمواجهة هذه الحالة التي تصيب المزاج بأعراض السأم والملل ..

وحينما تفترسني الرتابة ويحتويني السأم أفكر عادة ً باللحظة القادمة من وقت اليوم ربما قد تنتظرني فيها أشياء جميلة وممتعة سأنصرف إليها مبتهجا ً ..


وقد نصاب بالدهشة حينما نفكر في ما قاله الشاعر الجاهلي :

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا ً لا أبالك يسأم

كيف لهُ أن شعرَ بالسأم والملل بعد أن تجاوز الثمانين من عمره وفي ذلك الزمان ( الأغبر ) الذي كانت تنعدم فيه مباهج الحياة الدنيا وتتقلص فيه المساحات والاهتمامات والمتغيرات وتنحصر المعيشة فيه في زوايا ضيقة محدودة الآفاق ..

بينما إنسان هذا العالم الفسيح والمتنوع والجامح حينما يتجاوز الأربعين أو الخمسين من عمره يشعـر بالملل القاسي يفترس حياته !!


والمشكلة عندما نكسر الرتابة ونغـيـّـر الروتين بعض الشيء لا نلبث أن نعود مرة أخرى لحياة الرتابة والروتين الممل ..

ما العمل ؟؟

ربما نعرف في أحيان قليلة كيف نتصرف ونحسن إبداع اللحظات الرائعة وربما في أحيان أخرى نستسلم لقسوة الحياة الرتيبة ونقع تحت وطأتها الممللة !!!

قد تكون الحياة هذه طبيعتها تعطينا بقدر ما تأخذ منا ومتعتها في أن نواصل طوي المراحل وفيها نستمتع بلذة التجربة ولذة الأشياء حينما تلمس جانـبا ً عميقا ً في أرواحنا ..

وقد نهيم على وجوهنا في مربعات الذات ردحا ً من الزمن ونتوقف بعدها هنيئة ً نلهث من شدة الركض لنسأل لماذا يتدلى العشق مصلوبا ً وقد غادره على عجل ٍ قمرٌ تمتد به ثقوب إلى السحيق من الماضي ؟؟!!

وقد تبدو الأيام لنا سرابا ً تلفه طرق ٌ بها بدايات والنهايات خرائط َ تسكن فراغ الفضاء ..!!

كيف نبدو حينما نواجه الألم الذي أخذ يتوزع كالماء في عروق الشجر ؟؟

وقد تختلط الأوراق علينا وتبقى أقدامنا مشدودة للقادم من الغد ونفتح في جدار الذكريات كوة ً علها تريحنا من بعض الهم والضجر ..

وقد يكون حديث اليوم هو حديث الأمس وحديث الأمس هو حديث الغد ولكلّ منا واقع يطحنه ..

هذا زمان ٌ قليل منه يأتي وكثير منه يذهب ونبقى فوق دروبه نرسم خارطة ً للأماني والأمنيات ونعبث بجدائله جذلينَ علنا نمسك بواحدةٍ منها لتكون وتدا ً في دربنا الطويل ..

هذه الدنيا لها ما لها وعليها ما عليها ونحن الواقفون على جمرها تكتوي أقدامنا ونقبض بأيدينا قنديلا ً يتوهج بالحلم والعشق المستحيل ..

هل نعود إلى الوراء أيامَ كنا صغارا ً نعبث مع الريح ونتسابق مع الوهم ونزرع الآمال وردا ً بأحداق النجوم ونمسك بأطراف القمر ..

مسافات ٌ ومسافات هذه الحياة وفيها نطوي ضجرا ً بعد ملل وحلما ً بعد عشق وأملا ً بعد يأس وضوء القلب يرافقنا متوهجا ً بدفق الزيت الذي ينساب فيه من أقصى نقطةٍ في تاريخ الإنسان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?