الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- أناشيد الخيبة

قحطان جاسم

2016 / 8 / 28
الادب والفن




" لم يكن ثمة سبيل آخر أمامي. كان كل شيء ينبأ بالخيبة..! "

(1)

في جلال العزلةِ
محصنا بغيبوبتها الباردة
أتسمّع وقعَ حوافر ِأحلامٍ حديدية
تطرقُ أزقةَ روحي
أوميءُ للكون أن يأتي اليّ
كي نقيم علاقة
تنهضُ أنهارُ الأرض
كحرسِ الأسكندر
تحيي قنوطي

(2)

عند حافة اللقاء الأخير،
كطفل مخذول
أتذكرُ ذهولي
ويدي ممدوة للاشيء

(3)

ألهمتني الكتبُ
العارَ
فنبتَ كالجير على جلدي ،
يا للحسرة !


(4)

آلاف المراتِ
قلتُ لا
آلاف المراتِ
لكن
ثمة غمامة أغرقت نياشيني
وأبقتني
كشجرةٍ توت مستوحشةٍ
على حافة بركة ملح

(5)

ما بالها الحدائقُ
غادرت إلفتها ؟
ما بها روحي
تجاهدُ سبع سماوات
أطبقن عليها ؟

(6)

الحدائق وأنا
بلا أزمنة

(7)

تستطيلُ الغرفُ
والشوارعُ
تصيرُ ساحات أعدام
موتى
في المقاهي
موتى
في المسارح والمكتبات
موتى،
لكنهم يضحكون..!!

(8)

إمرأةٌ
تلوّح كالشبح في حلمٍ
للغرباء:
ستتلاشى المدنُ ببطء
وببطء،
ذات البطء
والألفة
ستحيا مدنٌ آخرى
كالثيّل

(9)

لنقف برهة
برؤوس وذكريات منكسة
أمام الطيور التي نزعت ريشها الأبيض
وماتت في حفرة
لأن رماد الجذور
مسّها غفلة

(10)

الجميع:
اللصوص
الطغاة
لاعبو السيرك
الغجرُ
قرّاء سارتر
المتصوفون
والسفلة،
الجميع
يعشقون فيروز
حين تغني:
"رجعت الشتوية"

(11)

الطرقُ
كلّ الطرقِ
التي أبدأ منها،
أو التي انتهي اليها
لا تقودني إلاّ الى ظلي
ورأسي المنكوب !!

(12)

الحقول
كطفولتي
مجدبة
فأنظروا
أنظروا
ماذا تعطينا السماواتُ
غربانا
ورجولة ناقصة ..!!
00 000
من قصيدة طويلة
كتبتها في أيلول عام 1979 وأنا أشهد تصاعد دراما الموت الذي سيستمر فيما بعد في العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي