الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب المقدس

سامح محمد

2016 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


إنها تلك الجميلة ذات البشرة السمراء و الجسد النحيل ترتدى "البودى" الأسود و الجينز شديد الزرقة نعم لقد لمست يدها الناعمة بالسلام إنها #ماهينور_المصرى

لم يكن فى الحسبان أن أضحك و أبتسم ذلك اليوم فقد تعودت على الحزن و الأختناق بسبب ما يجنيه القدر على من علاقات دائمة ما تثبت لى أنه لا مفر من واقعنا الدميم و حياتنا الأسيرة لما فرض علينا من قواعد إجتماعية و دينية و سيايسة و حتى ثقافية، و ايضاً لا مفر من هؤلاء الأشخاص الذى لم يكونوا لنا فى الحسبان أن نقابلهم .

رأيتها اليوم بنظارتها و ضفيرتها الطويلة لم أكن أعلم أنها قصيرة القامة، نحيلة الجسد .. مررت بجوارها مروراً عابراً لا بالى فيه عادة من هم حولى إلا اننى لم أصدق ما وقعت عيناى عليها، أحقاً هى نور الثورة الشارد ؟! نعم إنها ماهينور المصرى .

بداخل بهو محكمة شمال القاهرة الإبتدائية بالعباسية كانت تقف بجوار إثنان من رفقائها تتحدث بكل جدية عن زميلهم الأسير، فتوقفت بعيداً عنها بقليل أتفحص ذلك الشبه .. أحقاً هى لماذا جائت كل هذه المسافة من الاسكندرية للقاهرة ؟! ما الدافع لذلك؟

لم يجاوبنى احد بالطبع على تساؤلاتى سوى إقترابى منها و أستاذانى لها و لرفقائها قائلاً "حضرتك ماهينور المصرى" فأجابت "أيوة أنا" فمدت يدى مسرعاً تجاهها بالسلام قائلاً "تشرفت يحضرتك" فأجابت مبتسمة و فى لكنة سريعة "شكراً يا فندم .. و انا أتشرفت بحضرتك" ، ثم عادت لحوارها مع أصدقائها بكل الثقة و الثبات التى كانت عليها قبل ان أقاطعها .. الأمر الذى دفعنى للإعجاب بها ليس فقط بالجسد الممشوق و البشرة السمراء التى تتمع بهما و غنما بثباتها الإنفعالى و ثقتها بنفسها بدون تكليف .

أبتعدت عن المكان و قررت أن اراقبها من بعيد و قلبى يخفق بشدة و قلقى يزداد و عقلى يسألنى ما الذى يدفعها هى و رفقائها الظاهر عليهم الثراء أن يخوضوا تلك المعارك مع أيدلوجيات و سلطات غاشمة لا حرية فيها ؟ هل حقاً يهتم هؤلاء الشباب بالناس أم أن هناك شىء فى نفس يعقوب؟

إن المجيب هنا كانت ثقة ماهينور فقد أبعدت تلك الأسئلى الخبيثة و التى لا يكون من رائها سوى الذم و الظن السىء بأن هؤلاء الشباب يطمعون فى الشهرة و المجد، فلا يمكن أن يتحمل الإنسان السجن و التشريد و الحرمان من مَن يحب حتى يكتسب لنفسه تلك المجاد الذائفة، فلا خلود فى تلك الدنيا و ما يبقى للإنسان فيها هى سيرته الحسنة و عمله الصالح و الذى يفيد غيره و نفسه امام ضميره و الله .

إن ذلك المجتمع كافر بكل معانى الإنسانية و الديمقراطية التى بها تتقدم الأمم و تنهض الشعوب، فلا يستحق أن يولد من بينهم هؤلاء الشباب الواعى و المثقف و المضحى من أجل غيره، فبنى إسرائيل قتلوا من كان الإنسان فى سلوكه و تعاونوا مع المحتل العاشم لقتل أغصان الزيتون لا يهمهم سوى أن ينعموا بهذه الحياه و يعيشوا الف عام أو يزيد حتى و غن كان الثمن المدفوع هو حريتهم و إرادتهم، فلا قيمة للحياه لإذا كنت إنساناً فاشلاً و فشلك يقتلك فى النهار الف مرة .

إن هؤلاء الشباب المقدس يستحقون حقاً التقديس و يستحق هذا الشعب ما فيه من عقاب، فيد الله لا تعمل إلا بتحقق الأسباب التى يأخذ بها البشر و يطبقونها فذلك هو مفهوم الإرادة الحرة .

إنى اعترف بضعفى و إستسلامى الذى به دمرت حياتى سواء فى عملى أو فى شخصى، فأنا لا أستحق أن أكون فى تلك المرتبة العليا فلست سوى فاشلاً ضعيفاً لا أقدر على التغير بل أرضى بما هو حال .

إنى ادعوك يا الله أن تساعدنى على إيجاد الطريق لا أرعب بأن أكون مقدساً مثلهم و لكن أرغب فقط أن أكون ذو تأثير جيد فى محيط عملى و حياتى الشخصية و أسرتى، إنها صلاتى لك و أنى اعلم أننى مخطىء و لكنى قد أكتفيت بما انزلته على من عقاب .

ربى اصلح حالى و حال شعبى و أعطى هؤلاء الشاب مكانتهم الحقيقية فى الحياه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها