الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعيم والكينج، وفاصل من سقوط جديد

مختار سعد شحاته

2016 / 8 / 28
الادب والفن


حين جاء رمضان، وبدأ موسم فني يتبارى فيه الجميع ما بين محاولة طموحة للوجود أو إثباته، وأخرى لتأكيد النجومية، يبو أن الساحة الفنية أتخمت بأسماء كثيرة جاءت تعرض بضاعتها الفنية علينا، وسينقضي رمضان ويربح من ربح ويخسر من خسر.
هذا العام في الشاشة المصرية منجم من مواهب صاعدة –على ما يبدو- ومدعومة للوهلة الأولى بكبار النجوم، وهو ما يمثل فرصة للاحتكاك وتداول الخبرة ونقلها إلى أجيال فنية راتبة لهؤلاء الكبار، هذا الأمر دفعني لأوثق جملة لصديق ممثل صاعد كتب على صفحة الفيس بوك نصًا: "خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يمثل فيه". الرجل قالها بصفاء نية وحزن بالغ أن الموسم المزدحم بعشرات الأسماء الصاعدة فوته هذه المرة، وهو أمر يمكن تفهمه، ولكن ردود الفعل على تلك الجملة كانت غريبة جدًا. الجميع بدأ في انتقاده بحجة تحريف الحديث الشريف المشهور، ووصل البعض إلى حد اقترب من اتهام مبطن بالكفر وربطه بالفن!!

وهنا سؤال أطرحه:
- لماذا لم يناقش المتابعون للرجل الفكرة وراء جملته؟ وماذا لو تأملناها بشكل مدقق ومن زاوية أخرى؟
تلك التعليقات والاتهامات التي طالت الممثل الذي لم يتجاوز درجته الأولى في سلم التمثيل، تكشف لنا عن أمرين غاية في الخطورة. الأول كيف صار مجتمعنا المصري يتعامل بظاهر الأشياء دون التدقيق في جوهرها والفكرة وراءها، وهنا طامة كبرى، أراها ثمرة ما يمارسه الإعلام المصري المشاهد من خلال التسطيح غير العادي لكثير من القضايا والتي تصل في النهاية إلى تحويل الكوارث إلى "قفشات" ولا حياة لمن تنادي. وأظنها سياسة خفية لضمان السيطرة إعمالا لنظرية المؤامرة تجاه كل ما تقدمه الحكومات العربية بشكل عام في دول الربيع العربي الذي تحول إلى شتاء قارس مميت. وأما الأمر الآخر فهو يخص ذلك الممثل الصاعد الذي ينعى حظه بعدم خروجه في واحد من تلك "المسلسلات" التي تستخف في غالبها بحياة المصريين، إذ تحصرها إما في عائلات رأسمالية تعيش وسط القصور وفي تخمة من الرفاهية أو إلى حياة العشوائيات الزخمة بالمخدرات والفقر والجهل والتطرف، مع إغفال متعمد للسواد الأعظم من الشعب المصري.

ما الذي دفع هذا الممثل إلى ندب حظه؟ هل ما تقدمه الدراما المصرية الآن في رمضان يستحق ندب الحظ؟! مع وضع مثيلاتها التركية والخليجية في الحسبان؟
العجيب أن كثير من الأراء التي تراها حول تلك التخمة الفنية المقدمة في رمضان يختلف الجمهور حولها، لكنه في النهاية يتفق على ما قلنا بأن السواد الأعظم غائب ما بين الفيلات والقصور الغالية وبين العشوائيات القبيحة بكل ما فيها، كما مال كثير إلى حد الغضب من كل ما يحدث. فقط تأمل بعض البرامج التي لا تعرف كيف يتم إنتاجها؟ وما المحتوى الثقافي الذي يقدمه عبر جملة من السخافات تعتمد في أساسها على اللعب بمشاعر الضيوف أو السخرية من ضعفهم وفقرهم وجهالتهم؟! فقط تابع برنامج يقدمه "رامز جلال"، وآخر يقدمه "هاني رمزي"؛ لتكتشف أن الفنان المصري في واد والعالم في واد آخر.

أعود إلى جملة الممثل، فهل خاب وخسر حين لم يشارك في عمل ما في رمضان؟
هذا العام يطل علينا كبار الفنانين، ودعنا نأخذ مثالا أو مثالين، فهنا يضع عادل إمام "الزعيم" تجربته في مسلسل مستهلك الفكرة تم تقديمه لأكثر من مرة بمعالجات أدق وأرصن فنيًا وكتابيًا، وكأن الزعيم يرفض أن يختفي في رمضان فيطل علينا معتمدًا على رصيد عظيم له من أفلام ومسلسلات ومسرحيات منحته تلك النجومية، ويخاطر بها ويضعها على المحك بما يفعله هذا العام، بل للحقيقة بما يفعله منذ أعوام، إذ أظن الرجل أفلس تمامًا. والسؤال هنا:
- ما الضير لو احترم الرجل تاريخه الفني؟ ولماذا يصر الكبار على فقدان حبنا لهم؟ لماذا يندفعون اندفاعًا نحو حرق نجوميتهم الطاغية؟!
الأمر ليس مع عادل إمام وحده، إنما يتكرر في مسلسل آخر للفنان الموهوب محمد منير عبر مسلسل يحكي من سيرته الذاتية، ويضع محمد منير أمام تحد صعب للغاية بأن يمثل دور المطرب محمد منير "الكينج"، وهو ما يجعلني أكرر السؤال:
- "لماذا يصر محمد منير على أن يقطع الصلة بيننا وبينه للأبد؟ ولماذا لم ينتبه إلى سطحية ما يقدمه؟ وكيف تخلى الرجل فجاة عن "الكينج" الذي تربينا على ثوريته وكلمات أغانيه؟ كيف يتابع "الكينج" رحلة السقوط تلك دون أن ينتبه؟ وكيف ارتضى أن يظهر في تلك الصورة المملة الممطوطة المدرسية التي تقدم الرجل باعتباره ذلك المتمرد؟! صدقني يا "كينج" لم تعد، سقطت شرعيتك منذ خذلت جمهورك العريض بمواقف مخزية عبر سنوات تلت الثورة المصرية العظيمة في يناير، وسقطات متوالية آخرها ذلك العمل الرديء، حتى وإن تم تقديمه تصويريصا بشكل رائع باعتماد تصوير قريب من تصوير "الفيديو كليب"، لكن صوتك الذي راحت أصالته وصار ضعيفًا ومرهقًا للغاية، وألحان الأغاني التي تم تطعيمها بجمل لحنية لأغان تربى عليها وجداننا معك، كل ذلك لم يفلح في أن نغفر لك.

السؤال الأكبر؛
هل نحن في عالمنا العربي نرفض فكرة تداول السلطة بشكل عام؟
ربما يعتقد البعض أن المقال لا علاقة له بسلطة، لكن ما يفعله الرجلان "الزعيم" و"الكينج" هو تشبث بالسلطة إلى حد الموت، فما الفارق بينهما وبين "بشار الأسد" في سوريا الموجوعة؟ لا فرق، ثلاثتهم فقد شرعيته على القلوب والجماهير لكنه يعاند ويكابر ويصر أن يتواجد حتى الرمق الأخير.
بإنسانية محضة أسألهما؛ ماذا لو احترمتما محبتنا لكم عبر سنوات ولم تسقطوا كل تلك السقطات؟! ولماذا تصران على أن تؤكدا لنا أننا شعوب لا تعترف بتداول السلطة في كل المجالات، والفن واحد من أهم بنود السلطة ومعلم الشعوب وحاكمها الأول؟!
الموضوع له شجون وشجون، وأظنني بعد رمضان سأقوم بتقييم خاص لمحمد منير الذي لم يفلح في مدارة سقوط شرعيته مثل عادل إمام، وأصرا أن يسقطا بقوة.
في النهاية أقول لصديقي الممثل الصاعد:
- "فاز وربح من أدركه رمضان ولم يشارك في ذاك الإسفاف".

مختار سعد شحاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?