الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأس أسرائيلي مصاب بالجلطة .. رأس فلسطيني مصاب بالدوران

علي عبد السادة

2005 / 12 / 22
القضية الفلسطينية


فلسطين القادمة.. ما هو شكلها ونظامها الجديد؟، كيف ستكون أدارة الصراع من أجل نيل الاستقلال وتحقيق السلام والبدء بمرحلة البناء؟. ما هي خارطة فلسطين القادمة؟... وما مصير خارطة الطريق؟، هل تستمر الفصائل الفلسطينية بالسير في دوامة صراع داخلي تحكمهُ الخنادق وفقدان مشروع سياسي متكامل لمواجهة الاحتلال؟، لابد من طرح جميع هذه الاسئلة عندما تكتمل لائحة الفائزين الجدد بمقاعد المجلس التشريعي الجديد،وتوقعات تحوم حول مستقبل شارون بعد دخوله المستشفى. الفترة التي سبقت الانتخابات كان البعض يتحدث عن خطط كثيرة من شأنها بلورة مشروع "أئتلاف" يعتمد برنامجاً متماسكاً واضحاً يمكنه التصدي لاكثر المعضلات السياسية والاقتصادية صعوبة، أذ يجري الحديث عن امكانية انضمام العديد من الفصائل تحت لواء منظمة التحرير والعمل من أجل تقويتها وتوسيعها لبناء قوة سياسية يمكنها أدارة الصراع مع اسرائيل بالشكل الذي يخدم مصالح الجماهير الفلسطينية، ولكن لم يكن من السهل تحقيق ذلك لوجود خلاف كبير بين الفصائل حول اليه التعامل مع أسرائيل وخلاف آخر اكثر عمقاً يتمثل بقبول فكرة أقامة دولتين مستقلتين في أطار أتفاق سلام نهائي. العامل الاخر، يكمن في نزاع فكري لا يمكنه ايجاد رؤية واضحة من قبل الجميع لمفهوم الاصلاح والتغيير الذي تنادي به جميع القوى الا ان كل منها يراه بطريقة تختلف تماماً عن الاخر. ولم تكن هذهِ الخلافات هي الوحيدة التي أثّرت على العملية السياسية التي رافقت الاعداد والتحضير لدخول التنافس على المقاعد التشريعية بل تختلف الفصائل الفلسطينية ايضاً في قبول او رفض خارطة الطريق والقانون الانتخابي. هكذا وضعت ضراوة التنافس الانتخابي، طبقا للخلافات التي أسلفنا ذكرها،الفصائل الفلسطينية في ثلاثة خنادق او ثلاثة أقطاب، ان صح التعبير، كان أحدهما القطب الديمقراطي الذي عول عليه كثيراً في تكوين تيار ديمقراطي مهم ومؤثر له أمكانية أدارة العملية السياسية وقيادة الجماهير نحو البناء الديمقراطي. الا أن اللاعبين السياسيين المنضوين تحت لواء هذا التيار واجهوا خلافات منهجية حول التعامل مع جميع المشاريع المطروحة للاصلاح الداخلي من جهة، والتصدي، بحكمة، للمشاريع السياسية المطروحة لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي. حال ذلك دون بروز قوة ديمقراطية تحصل على حصة مؤثرة في المجلس التشريعي.وتالياً، فأن سيادة الخلافات والتشتت في القطب الديمقراطي المفقود، سيعني بأن الاغلبية القادمة لا يمكنها أعطاء صورة واضحة للتعامل مع كل هذه القضايا الملحة والتي تتعلق بمصير تاريخ طويل من النضال مهما اختلفت أشكاله. ولا نقصد بحديثنا عن خلافات منهجية بين الفصائل بأنه أمر غير سليم، فالعكس صحيح، بقدر ما يفسح المجال لتكوين رؤية سياسية متينة تمثلها قواسم مشتركة بين الفرقاء، الا انه لابد من التذكير، دوماً، بأن الاحتلال لطالما يعمل على تعميق تلك الخلافات ودفعها بشكل يجعل من الصف الوطني في فلسطين اكثر ضعفاً وفرقة. كما حدث في الطريقة التي ملىء فيها فراغ غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي. وعقب الانتخابات، سيبدأ الفلسطينيون يعبّرون عن مخاوفهم من المستقبل القريب اكثر من أي وقت مضى. ومصير أرضهم المنتهكة ويستندون في تلك المخاوف على وضع يتسم بفقدان التوافق على برنامج سياسي وأجتماعي وأقتصادي واضح، وتخندق البعض في حساباته الخاصة. وفي ظل هذهِ المخاوف وبدلاً من البحث عن بديل ديمقراطي يدير كفة الصراع مع أسرائيل، أجهد البعض نفسه في وضع أحتمالات جديدة قد تطرأ على أسرائيل عندما انشغلت عدد من وسائل الاعلام بمرض شارون. وقبل أعلان مرض شارون، كان الاخير يتحدث عن أحتلال جديد لغزة يستمر لعدة أشهر لسبب يراه شارون أنه يتعلق،أساسا، بالفصائل الفلسطينية. ,استبعد أيضا القيام بخطوات جديدة أحادية الجانب، وهذا ما يرغبه الفلسطينيون ويتخوف منه الاسرائيليون. طبعا ، لا يمكن أهمال أي نقاش حول تغيير في النظام الاسرائيلي يخلفه مرض شارون أبن ألـ(77) عاما. الا أن النقاش الاهم لا بد أن يتم في فلسطين وبين فصائلها لخلق وحدة الموقف وعلميته أزاء أي تغيير مهما كان شكله، الا أنه، وفي ظل هذه الظروف لا يبدو النزاع يشير الى تحقيق ذلك. الاجدر بنا ان لا ننشغل كثيراً في رأس اسرائيلي مصاب بالجلطة، بل علينا الانشغال برأس فلسطيني قد يصاب بالدوران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس