الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الكافر سعيد – يلتزم في خدمة المسيح (15)

موريس صليبا

2016 / 8 / 28
مقابلات و حوارات


الإلتزام في خدمة يسوع المسيح

في حلقات سابقة حدّثنا الأخ سعيد، أو الكافر سعيد، عن كيفيّة مصالحته مع الوالد والوالدة، وكيف عبّر لهما عن اعتناقه ديانة يسوع المسيح وكيف نجح في الكشف لهما عن رسالته الخلاصيّة للبشر، حتّى نمّى في قلبيهما حبّ المسيح لهما ولكل البشر دون تميّيز، خاصّة للخطأة. وكم كان سروره عظيما عندما اقتنع الوالدان بهذه الحقيقة وانضمّا إلى حظيرة الفادي الإلهي. صلّى معهما وتحدّث مع كل منهما طويلا عن الماضي وعن الإيمان والرجاء والحبّ المتجرّد في الدين المسيحيّ. أما في حلقتنا اليوم، سنتحاور معه حول بداية نشاطه في خدمة المسيح وكيف تطوّر إلتزامه في هذا المجال.

س – أخ سعيدـ أهلا بك مرّة أخرى في هذه الحلقة. يبدو أنّك لم تكتف بالعبور إلى المسيحيّة فقط بل إلتزمت في خدمات روحيّة عديدة منذ اللحظات الأولى التي تلت معموديتك وانضمامك إلى المسيح هل لك أن تعود بنا إلى تلك الفترة وتكشف لنا كيف حصل ذلك؟

ج- بعد تدرّجي في الإطّلاع على التعاليم المسيحيّة والإهتمام بدراسة الإنجيل أراد المسؤولون في االكنيسة التي كنت أتردّد إليها أن توكل إليّ بعض المسؤوليات، مثل تنشئة الأولاد على التعليم المسيحي وشرحه لهم. كذلك، تعلّمت التراتيل والترانيم وشاركت في إنشادها، حتّى تمكّنت في النهاية من إدارة جوقة المرنّمين في التعمّق أكثر فأكثر في أصول المسيحيّة، كوني كنت مطّلعا على تعاليم الإسلام، وليس كفاية على تعاليم المسيحيّة التي اكتشفتها بمفردي عبر قراءة الكتاب المقدّس والتأمّل بتعاليمه. هذا الإندفاع لفت نظر إخوتي المسيحيّين الذين لاحظوا عزمي على خدمة المسيح والكلام عنه وعن إنجيله، والشهادة له. كذلك لاحظ راعي الكنيسة رغبتي في المشاركة الفعلية في الإحتفالات الكنسيّة.

س - هذا يعني أنّك كنت مصمّما على متابعة الدروس اللاهوتيّة والتعمّق بها. أين تابعت هذه الدروس؟

ج - التحقت في البداية بمعهد اللاهوت في مدينة "بوردو" (Bordeaux) الواقعة جنوب غرب فرنسا. هناك درست الكتاب المقدّس، والأديان المقارنة، والبدع الدينيّة. وشيئا فشيئا أخذت اشهد عن عبوري من الإسلام إلى المسيحيّة، وأتكلّم عن إيماني واختباري مع الربّ يسوع في كلّ مكان، في ضواحي المدن وفي أحيائها. وقد أصبحت أخيرا قسّيسا في خدمة الكنيسة. وهذا لم يكن سهلا بالنسبة لي، أنا المغربيّ الأصل والمولد، أن أحظى بهذا الشرف العظيم، علما أنّ أبي لم يكن قسّيسا لأخلفه. كما أنّ هذا الأمر لم يكن ممكنا.

س - هل كُلّفت كقسّيس بخدمة رعيّة ما، أم تمارس مهاما أخرى؟

ج - لا، لم توكل إليّ أيّة رعيّة، كما لم أكن مؤهّلا ولا مستعدّا لأن أعتزل وأسجن نفسي في بنية كنسيّة تراتبيّة. فأنا من اصل أمازيغي، بربريّ، أردت الإحتفاظ بحرّيتي. اكتشفت المسيح، ودرست اللاهوت كي أتعمّق أكثر فأكثر في تعاليمه. أردت أن أخدمه. أعرف مجالات العمل وأين يجب أن أعمل. فأنا قسّيس متجوّل من أصول بربريّة وأمازيغيّة. اليوم أذهب إلى الكنائس البروتستانتيّة الإصلاحيّة أو التي أعيد إصلاحها. أبشّر في الكنائس الكاثوليكيّة وأحاضر في مدارسها ومؤسساتها، وكذلك في مختلف كليّات اللاهوت والعلوم الدينيّة. أشارك في الدراسات الإسلاميّة وفي اللقاءات بين الأديان، ألتقي بالمسلمين وأتناقش معهم بكلّ حريّة وبساطة ومحبّة. أشهد أمام الجميع وأتحدّث عن اختباري الشخصيّ، وعن مسيرتي. أوضّح للناس وللمسؤولين ما هي مفاتيح العمل الجدّي والإيجابي البنّاء في ضواحي المدن الفرنسيّة، ما هي ردود فعل الشباب من أصول مهاجرة، وما معنى أزمة الهويّة الضائعة التي يعانون منها. لا بدّ من تحليل الظاهرة الدينيّة اليوم، ولماذا برزت الظاهرة الإسلامويّة ومطاليبها. ينبغي التذكير بالأسباب التي دفعت بأهلنا إلى الهجرة إلى فرنسا، وبتاريخ الإندماج والتكيّف في المجتمع الجديد. فغالبا ما يتمّ السكوت عن كلّ ذلك ونسيانه، بينما من الضروري أن تطّلع الأجيال الجديدة على حقيقة الأمر وتدرك أسباب وكيفيّة مجيء عدد كبير من العمّال المغاربة غير المؤهلين مهنيّا للعمل في المصانع والمؤسسات الفرنسيّة بعد الحرب العالميّة الثانية خلال سنوات الإزدهار الثلاثين التي يصفها الفرنسيّون بـ"الثلاثينيّات المجيدة" (Les Trente Glorieuses)، بل أنّ عددا كبيرا منهم، شارك في الحرب ضد البروسيّين والألمان والفياتناميّين. ننسى كثيرا الحديث عن الخيّالة والزواويّين المغاربة الذين خدموا في الجيش الفرنسيّ داخل فرنسا وخارجها. هناك تاريخ رائع يربط فرنسا بإفريقيا الشماليّة. كيف يمكن أن ننسى الجزائر التي كانت لآكثر من مائة وخمسين سنة منطقة فرنسيّة ساهمت حكومتها في بناء مؤسساتها الإداريّة وتنميّتها الإقتصاديّة والإجتماعيّة والعلميّة والتربويّة والثقافيّة. خلال المناظرات والمناقشات التي أشارك فيها، ألتقي بأناس كثيرين مسلمين من أصول مغاربيّة، ارى الدموع تنساب من عيونهم، خاصّة عندما نلقي نظرة تاريخيّة على تاريخ الهجرة إلى فرنسا، وعلى الإندماج والتكيّف مع المجتمع الذي استضاف المهاجرين ووفّر لهم العمل والتعليم والطبابة. كم لاحظت التأثير الشديد على وجوههم عندما نتحدّث عن آبائنا وعذاباتهم وتعبهم كي يوفّروا لنا حياة أفضل من حياة البؤس والفقر التي كانوا يعانون منها في بلداننا الأصليّة. لم يعرفوا حياة أفضل من حياتنا نحن اليوم، ومع ذلك نجحوا أكثر منّا، بالرغم من أميّتهم. ما كانوا يعرفون القراءة ولا الكتابة. وأستطيع القول إن والدي الأمّيّ نجح بكدّه وتعبه ومثابرته أكثر من أناس متعلّمين كثر يحسنون القراءة والكتابة. بفضل المساكن والمنازل التي كان يشارك في بنائها ساهم في تربيتنا وتعليمنا وتنشئتنا لنحظى بغد أفضل. لذلك أقدّر كثيرا وأجلّ الجيل الأوّل من المهاجرين المغاربة إلى فرنسا. ولا أعرف سبب جهلنا لمآثر أجيال المهاجرن الأول، وكذلك فضل البلد المضيف عليهم وعلى أبنائهم وأحفادهم.

س - غريب أمرك. أنت تتحلّى بالجرأة وتتحدّث عن المسيح في أمكنة ساخنة دون خوف أو قلق، ولم تتمكّن من فعل ذلك مع والدتك إلاّ بعد مرور ثمانية عشر عاما على اعتناقك المسيحيّة، وفي المرحلة الأخيرة من حياتها كما حدّثتنا عن ذلك في حوار سابق. ما هو تفسيرك لهذا الأمر؟

ج - لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال. لربّما التغيير الجذريّ الذي حصل في حياتي، من ولد ضالّ، عفريت، مشاغب، حشّاش، إلى إنسان هادئ يحترم الآخرين، يساعدهم، يهتمّ بأهله بكلّ محبّة وصدق وإخلاص، كان ضمنيّا اعترافا عمليّا بمسيحيّتي أمام والديّ. لا أدري. لم يكن هناك خوف من شيء عندما أعترف بإيماني بيسوع المسيح. كم من مرّة شهدت بذلك أمام جمهور يتألّف من أكثر من عشرين ألف نسمة في ساحة "الباستيل" (Bastille) في باريس، وفي الأحياء الساخنة المكتظّة بالمهاجرين المغاربة في مختلف المدن الفرنسيّة. إخوتي الكبار يعرفون ذلك وكذلك إخوتي وأخواتي الصغار. تحدّثت معهم جميعا وتناقشنا طويلا. ولكن لا أدري لماذا لم أجرؤ على الإعتراف بذلك لأبي ولأميّ. غير أنّ العناية الإلهية دبّرت الأمور، وأنا سعيد الآن بأني نجحت في النهاية، وتمكّنت من مخاطبة قلوبهم، وتعريفهم بيسوع المسيح المخلّص الذي افتدانا.

س - هل هناك من تفسير حول الصعوبة التي تعيق المسلم عن التصريح بحريّة فكره وإيمانه وحقيقة قناعاته؟

ج - بالنسبة للمسلم الذي يحاول الخروج من الإسلام، سيجد أمامه نوافذ محصّنة بالقضبان الحديديّة، وجدران عالية تقف في وجهه. فمع إخوتي وأخواتي الذين رأوا بأمّ العين التغيّير والتحوّل الجذريّ في حياتي وفي سلوكي، كانت العلاقة أسهل بكثير وتمّت بشكل طبيعيّ. فما أن اعتنقت المسيحيّة وتبعت السيّد المسيح المخلّص، ذهبت إليهم واحدا واحدا. أعلمتهم بصراحة ماذا حصل معي، وطلبت منهم المسامحة، ذرفت الدموع أمامهم، وغمرتهم واحدا واحدا بذراعيّ، وضممتهم إلى قلبي. لاحظوا كلّهم أنّني لم أعد ذلك المراهق ولا ذلك الشاب المدمن، العنيف، العدوانيّ، الحرامي، المشاغب، الذي كان يخيفهم ويرعبهم في كلّ لحطة وفي كلّ مناسبة. ولكن مع ولادتي الجديدة بالمسيح، اكتشفوا أنّ "سعيدا" آخر قد وُلد، يحبّهم كثيرا، ويتحدّث معهم بمنتهى اللطف والحنان والأخوّة الصادقة.

س - هل اكتشفت مغاربة من أمثالك في فرنسا قد انضمّوا للمسيح وكرّسوا حياتهم له؟

ج - أوّل لقاء مع مغاربة مسيحيّين يعود إلى مرحلة بدايتي في العمل المسيحي. حصل ذلك عندما نظّمت حفلا اجتماعيّا متعدّد الثقافات في منطقة "الفوج" في حيّ شعبيّ حسّاس. دعونا إليه فرقة فنيّة من السنغال، بالإضافة إلى فرقتنا. في تلك المناسبة رأيت لأوّل مرّة وجوها جديدة ومسلمين، علما أن ذلك العيد نُظِّم من قبل كنيسة محلّيّة. خلال الإحتفال، عمّ الفرح كلّ الحاضرين، خاصّة الأمّهات اللواتي أطلقن زغاريدهن الحلوة وصيحات "اليويو" المغربيّة التقليديّة. وقد علا التصفيق بعد الأغاني التي كنّا ننشدها وكلّها ترانيم للمسيح. هكذا لمست كم يحتاج الناس إلى نور يسوع المسيح المخلّص. أتذكّر جيّدا ما حصل في نهاية الإحتفال في آخر السهرة. أراد معظم الحاضرين أن لا يتركوا الصالة وأن تدوم تلك الأمسية وقتا أطول، لأنّهم رأووا أنّنا مختلفون عن غيرنا، نجمع بين الحضارات المختلفة ونقرّب الناس إلى بعضهم بعض. كم كان ذلك الإختبار رائعا للغاية، إذ جمعنا لأوّل مرّة أناسا من أصول ومعتقدات دينيّة متنوّعة وأوساط إجتماعيّة عديدة، استمعوا كلّهم إلى رسالة أمل، إلى رسالة يسوع المسيح الذي يوفّر حلاّ وحيدا خلاصيّا في هذا العالم.

س - ألم يتعجّب الناس آنذاك من رؤية شابّ مغربيّ في مطلع العمر، ينظّم ذلك الإحتفال في كنيسة مسيحيّة؟

ج - إلتقيت وقتئذ بأناس كثر كانوا مندهشين لا يعرفون ولا يفهمون شيئا. فأخذوا يسألوني: "هل أنت مسيحي أو مسلم؟" كانوا شبه ضائعين، إذ كانوا يسمعوني أتكلّم بالعربيّة - الأمازيغيّة عن المسيح، مستخدما عبارات مألوفة عاديّة. فأخذوا يتساءلون عن حقيقتي، لأنّ معظم المشاركين في تلك الأمسية تفاجئوا من لقائهم للمرّة الأولى بمسيحي من شمال إفريقيا.

س - هل تواصلت مثل هذه اللقاءات وما كانت ردود فعل المشاركين؟

ح - نعم، لم نتوقّف عن تنظيم مثل تلك اللقاءات والحوارات. وكلّما كثرت، إزدادت فرص التعريف بالإنجيل وجعله في متناول الناس. وهذا ما سهّل تحرير الآفاق، وإزالة الخوف من عقول وقلوب الذين يختارون المسيح دون حاجتهم لإعلان ذلك على السطوح. وقد اتّضح أنّ الكثيرين من المسلمين كانوا يفضّلون قراءة الإنجيل بالعربيّة، وهي لغة قريبة جدّا من الآرامية، لغة المسيح. وكانوا يرتعشون فرحا عند قراءته. غير أنّ معظم المسلمين المولودين في فرنسا يجهلون قراءة العربيّة وكتابتها. والكتاب المقدّس باللغة الفرنسيّة والذي يستخدم عبارات عاديّة يفهمها عامّة الناس يفتح قلوبهم وعقولهم على مصادر التراث المسيحي الخصب.

س - هل اكتشفت جماعات مسيحيّة أخرى في فرنسا من أصول مغاربيّة وشرق أوسطيّة؟

ج - عندما كنت في البداية في منطقة "الفوج"، لاحظت أن معظم المهاجرين يعيشون في شبه عزلة في كنيستهم. بعضهم كان قد نسي أنّهم برابرة أو أمازيغ أو أتوا من إفريقيا الشمالية، كما فقدوا نوعا ما الشعور بأصلهم والإعتزاز به. كذلك تخلّى عدد كبير منهم نهائيا عن الكلام بالعربيّة أو الأمازيغيّة، وعن أكل اللحم الحلال. فوجدت أنهم يغالون إلى حدّ ما، لأنّ اعتناق المسيحيّة واتّباع المسيح لا يعني بالضرورة التغرّب أو التغريب أو الغربنة. وهذا ما دعاني إلى التساؤل إذا كان من المفروض عليّ التجرّد يوما من هويّتي الأصلية بحكم إيماني بالسيّد المسيح وبتعاليمه الخلاصيّة.

س - لماذا تأثّرت من ذلك؟

ج - آلمني كثيرا هذا التخلّي عن تراثنا الأصليّ. فأنا غنيّ وفخور بثقافتين وبانتماءين. فهما ليسا وصمة عار في سلوكي وفي شخصيتي، بل مصدر قوّة وثروة روحيّة وحضاريّة. فليس بوسعي أن أتنكّر لهويّتي الفرنسيّة الثقافيّة، ولا لأصولي العربيّة الأمازيغيّة. لذلك بدأت بتنظيم لقاءات وأمسيات روحيّة وفنّيّة للمغاربة، نقضيها بالترنيم والغناء بالعربيّة والفرنسيّة والأمازيغيّة. وبفضل ذلك، اكتشف عدد كبير منهم أصوله الإتنيّة والحضاريّة وأحبّها ووجد بذلك ارتياحا وبهجة وسعادة.

س - إلى ماذا أدّت هذه اللقاءات؟

ج - بادئ ذي بدء، شكّلت هذه اللقاءات نوعا من الضمان والإرتياح النفسيّ والإفتخار بكوننا مسيحيّين من اصول عربيّة وامازيغيّة. كذلك سمحت لنا باكتشاف جماعات أخرى مشابهة لنا منتشرة في مناطق عديدة في فرنسا وفي أوروبا. وقد تبيّن لي أن العابر من الإسلام إلى المسيحيّة ما زال يشعر بنوع من الخيانة لماضيه الحضاريّ. وأنا شخصيّا، كنت أعتقد في البداية أنّني المسلم الوحيد على سطح الكرة الأرضيّة الذي ترك الإسلام واتّبع يسوع المسيح. فتنظيم هذه اللقاءات شكّل لهؤلاء العابرين إرتدادا ثانيا وتثبيتا أقوى في إيمانهم الجديد وإدراكا أعمق لحقيقة المسيحيّة.

س - هل هذه المجموعات متجانسة أو متنوّعة، أي من كنيسة واحدة، او أنّها تنتمي إلى كنائس متنوّعة؟

ج - كلّها متنوّعة. فهناك المسلمون من بلدان عديدة أو العابرون الذين ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكيّة أو البروتستانتيّة أو الإنجيليّة. والجميل في كلّ ذلك، هو روعة التنوّع في مسيرة كلّ واحد منّا وفي اختباره الخاصّ. كم هو جميل الإستماع إلى شهادات الإخوة والأخوات عندما يتحدّثون عن حياتهم قبل التعرّف على المسيح وكيف حدث عبورهم، والصعوبات التي تعرّضوا لها وكيف تجاوزوها. كاتن تجمعنا وحدتنا الحضاريّة، أو لغتنا الأمّ، أو تراثنا الغنائي بالبربريّة أو الأمازيغيّة أو العربيّة. ومن بعد ذلك، توطذدت وحدتنا بمحبّة المسيح. بعد ذلك أخذنا نلاحظ وفي كلّ لقاء حضور أناس جدد وانضمامهم إلينا.

س - هل كنت تعطي أهميّة خاصّة لهذه اللقاءات؟

ج- حتما. لقد سمحت لنا بتطويرها وانفتاحها على الجميع. اليوم يشارك فيها المغاربة والمشارقة والفرنسيّون. هذا الإنفتاح أدّى إلى اكتشاف التراث البربريّ الأمازيغي الذي سبق الإسلام وكان متفوّقا في مجالات عدّة. وجدنا جذورنا القديمة وتعلّقنا ببلداننا الأصليّة، بثقافتنا، بحضارتنا، وكذلك بمأكولاتنا التقليديّة، خاصّة الطاجين والكسكس. كلّ ذلك مهمّ في حياتنا. كذلك نحتفل بأعياد الميلاد الشرقيّة، دون أن ننسى القيم والحضارة التي نقلها إلينا آباؤنا وأجدادنا، أو جذورنا المسيحيّىة التي أنجبت رجالا عظام وقدّيسين كبار أمثال القديس أغوسطينوس، والقدّيس سبريانوس، والقدّيس ترتوليانوس، وكثيرين من أمثالهم، وكلّ التراث اللَاهوتي والفكريّ والفلسفيّ الذي تركوها لنا.


شكرا، أخ سعيد، سنتابع الحوار حول هذا الموضوع في حلقة مقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إدارة بايدن وملف حجب تطبيق -تيك توك-.. تناقضات وتضارب في الق


.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب




.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل


.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا




.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م