الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد شوارب السلطان

فاهان كيراكوسيان

2016 / 8 / 29
السياسة والعلاقات الدولية


الشعب يريد شوارب السلطان
هذا العجاج العربي الذي أسماه الغرب " الكافر" بِ الربيع العربي، إنما هو معركة جديدة من تلك الحروب التي شَنَّها الإسلام منذ القرن السابع الميلادي على العالم الآخر، هذه الحروب التي يفخر بها الإسلام و يمَجّدها لا زالت مستمرة، و لقد كتب جهابذة العقيدة الإسلامية مؤلفات مؤلفة حول حروبهم المقدسة ضد مَن أسموهم بِ الكفار لِ إضفاء القدسية على غزواتهم لِ البلدان الآمنة ذات السيادة؛ و ليس سرّا أن الإسلام يخطّط و يتآمر لِ إسقاط الدول غير المسلمة، و في الجهات الأربعة من العالم. إن اللوبي الإسلامي العالمي يعمل على قدم و ساق لِ تحويل أوامر إله الإسلام إلى حقيقة. و لأن الآخر ليس أبلها أو مغفّلا فَ هو أيضا يخطّط و يتآمر لِ القضاء على الآيديولوجية الإسلامية، و ما هذه المنازلة الكونية على أرض سوريا الحبيبة، إلاّ تجلّ واضح، وصريح و فاقع على الصراع الحضاري، الفلسفي، الثقافي، الأخلاقي بين منظومتين كونيتين، إحداهما تربط ذاتها بِ السماء و تعتبر ثقافتها، أخلاقها، ضميرها و تعاملاتها الأرضية اليومية هي من عند الله، لذلك فَ هي تعتقد بِ أنها تمتلك الحقيقة المطلقة، و هي الخير المطلق، و الآخر هو الشر المطلق، و على أساس هذا الاعتقاد يتعامل الإسلام مع الآخر، و على نفس هذا الأساس يرفض الآخر الخضوع لِ شروط و إملاءات العقيدة الإسلامية، لا بل راح الآخر يخطّط و بِ إصرار لِ إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل غزوات و فتوحات الجيوش الإسلامية لِ العالم، و لأن الممثل الأخير لِ دولة الخلافة الإسلامية كان من السلاجقة و الإيغور و المغول و آل عثمان، و لأنه حاضر اليوم على مسرح التاريخ، لذلك سوف يتم التعامل معه بِ الوسائل و الأدوات التي تكفل بِ إعادة الأمور إلى نصابها قبل استيلائه على هذه الجغرافيا المسمّاة " تركيا " . فَ تركيا لا زالت تمثّل الأمة الإسلامية، و هي – كما يُقال عندنا في سوريا – وجه السحّارة، و هي رمز انتصار الإسلام على المسيحية، و هي ( تركيا ) التي احتلت كاتدرائية آيا صوفيا، و حوَّلتها إلى جامع لغاية 1935 و من ثم تحوَّلت إلى متحف، و تركيا هي التي غيَّرَت اسم القسطنتينية إلى إسلامبول ( مدينة الإسلام ) كما فعل الرسول، حين غَيَّر اسم يثرب و جعلها المدينة، و تركيا هذه هي التي ارتكبت الإبادات الجماعية بِ حَقِّ المسيحيين، و هي التي أفرغت المدن و القرى من سكانها الأصليين من خلال التهجير القسري، و اليوم المسيحيون لا يشكّلون سوى نسبة 0,06 % في الوقت الذي كانت البلاد كلها بلادهم، أي أن النسبة كانت 95 % قبل الغزو، و نسبتهم انخفضت في بداية القرن العشرين إلى 35 % أمّا اليوم فَ هي 0,06 %. تركيا هي القفاز الناعم لِ الإسلام في حربها على الآخرين، بينما غرفة العمليات هي في مكة و الأزهر و قم و النجف، و لأن الآخر يعلم ذلك، و لأنه قَرَّرَ خوض هذا الصراع الكوني الرهيب ضد الآيديولوجية المحمدية و من خلفها ضد جيوشها و أدبياتها و إعلامها و مقدساتها و شرائعها و قرآنها، فَ لا بدّ من إزاحة هذا الخط الدفاعي الأول لِ تنكشف الأهداف الرئيسة، و لهذا، فَ قد بدأ العقل الكوني بِ تنفيذ المخطط، و المرحلة الأولى هي : تدمير تركيا. إن سمات هذه المرحلة ظهرت لِ العَيان منذ بدء العجاج العربي " الربيع العربي " و بِ التحديد من تونس و مصر، حيث تبنّت تركيا حركات الإخوان المسلمين و من ثم أنظمتهم التي قدّمتها لهم الاستخبارات الأمريكية و الإسرائيلية مع المال السعودي الخليجي و الميديا الإخوانجية في العالم و على رأسها العربية و الجزيرة و ال / ب. ب. س /. أمّا في سوريا فَ الموضوع قد تقدَّم خطوة هائلة بِ اتجاه الفخ المنصوب، فَ قد تورطت تركيا علنا و على رؤس الأشهاد في الحرب على سوريا، فَ كانت هي المقر، الممر، المموّل، المشرّع و المفتي لِ الدواعش بِ كلِ مشاربها، و راحت تبتلع الطعم إلى أن وصل الأمر بها أن تسقط المقاتلة الروسية في الأراضي السورية، و أن تنَفّذَ الغزوة الإسلامية على بلاد " الكفار" عبْرَ البحر، و أن تبتز أوروبا من خلال تلك الغزوة، و أنْ تتحدّى الناتو و على رأسها أمريكا، و وصل الأمر بِ حفيد السلطان الطلب منهم بِ وجوب احترام تركيا كَ قوة عظمى في العالم، و أن تكون مُهابة الجانب كَ أيّة امبراطورية عظمى، و راح يعيد هيبة الشوارب إلى المجتمع النيو عثماني، و راح الشعب يطلق أهازيج و شعارات ثورات الربيع العربي " العجاج العربي " في أنقرة و إسلامبول: " الشعب يريد شوارب السلطان ". هذه الخطوات هي المطلوبة لِ نجاح خطة تدميرها. أن ترجع إلى أصولها البدائية العثمانية، و أن تُزال المساحيق التي دُهِنَت بها منذ – 1923- حين قام مصطفى كمال بِ انعطافته السياسية، العسكرية، الاجتماعية و الثقافية بِ اتجاه الغرب، و أن تظهر على الساحة الدولية كَ دولة دينية و دولة توتاليتارية مثلها كَ مَثَل جميع الأنظمة التوتاليتارية الاستبدادية في العالم، و هذا ما يحصل في الواقع. لقد بدأ تدحرجها نحو النادي الشمولي الاستبدادي داخليا و خارجيا، و يجب أن يدخل في تحالف استراتيجي مع روسيا، إيران، كوريا الشمالية،الصين و سوريا، لكي تكتمل عناصر الفيلم الأمريكي الذي يُصْنَع في دوائر و مختبرات هوليود العسكري، و بِ إشراف حكماء العقل الكوني. أنا شخصيا لا أتمنى هذا السيناريو، لكن الهوليود المكي مصرّ على إنجاح فيلمه هو، و هذا ما سَ يفجَر العالم بِ درجة أشدّ و أقسى من هيروشيما و ناغازاكي. اللهم أني قد بَلَّغت ، و أعذر من أنذر.
فاهان كيراكوسيان
29- 08- 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - عالم المؤثرين المطورين بالذكاء الاصطناعي يطار


.. أضاءت سماء الليل.. شاهد رد فعل السكان لحظة تحليق شظية مذنب ف




.. إيران تشييع رئيسي على وقع خطوات لملء الشغور الرئاسي | #رادا


.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش يجري عمليات جراحية بالغة




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة