الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اسحاق رابين الى الكابتن نضال

تميم منصور

2016 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


من إسحاق رابين الى الكابتن نضال

لم تعد إسرائيل في ظل حكومة نتنياهو تكتفي وتسعى بتطوير السلاح الذي يستخدمه جنودها على كافة الجبهات ، فهي أيضاً تسعى لتطوير وسائل القمع والتنكيل والبطش ضد المواطنين الفلسطينيين ، لوقفهم ومنعهم من أي نشاط شعبي ضد الاحتلال ، الممارسات الإسرائيلية ما هي الا امتداد لما قام به النازيون والفاشيون ضد الشعوب التي سيطروا عليها ومن ضمنهم اليهود ، وهذا الأسلوب هو امتداد لما قام به الفرنسيون اثناء محاولاتهم قمع ثورة الجزائر ، والامريكان عندما انتحروا وهم يحاولون قمع ثورة الشعب الفيتنامي ، فقد حرق الامريكان البشر والشجر والحجر ، لكن دون جدوى .
بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي ، لم تعد القضبان والعصى الفولاذية كافية لوقف المد الشعبي ضد الاحتلال ، لأن إرادة الشباب الفلسطيني أكثر صلابة من المعدن الذي تتكون منه هذه العصى ، كما انهم لم يعودوا يعتمدون على الكلاب المسعورة التي تنهش لحوم الأطفال والصبية والنساء والشيوخ ، كما أن استخدام الرصاص المطاطي التقليدي أصبح بالنسبة للجندي الإسرائيلي وسيلة للتسلية وليس للردع .
ان تكيف الفلسطيني على تحمل هذا النوع من أسلحة الفتك والقمع ، دفع قوات الاحتلال لابتكار أساليب واسلحة جديدة ، من الأسلحة التي أدخلت الى معارك قمع المواجهات ، بنادق أمريكية الصنع من نوع " روجرز " ، ان الرصاص الذي تطلقه هذه البنادق قادرة على تمزيق أي عضو في الجسم ، وتدعي سلطات الاحتلال بأن رصاص هذه البنادق غير قاتل ، لكن المستشفيات الفلسطينية وحتى الإسرائيلية فندت هذا الادعاء ، وأكدوا سقوط أربعة من الضحايا الذين أصيبوا بهذا الرصاص خلال السنة الحالية.
استمرت وسائل القمع بالتطور ، بهدف إيقاع أكبر نسبة من الضرر في أملاك الفلسطينيين ، وايقاع أكبر ضرر وتشويه في أجسام المحتجين .
آخر ما وصلت اليه تكنولوجيا القمع ، استخدام القناصة الموجهين مباشرة من قبل قادتهم ، فقد شاهد الضحايا قبل اصابتهم مثل هؤلاء القتلة فوق سطوح المنازل العالية ، يوجهون بنادقهم المزودة بمناظير خاصة ، والى جانبهم قادتهم للتأكد من الإصابة التي تهدف للتشويه الجسدي وليس للقتل .
لم يعد هذا الأمر سراً ، فإن ضابط المخابرات المدعو " نضال " يهدد المواطنين الفلسطينيين أثناء مراقبته لقوات الاحتلال التي تقتحم القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية ، بانه لم يأت مع قواته لقتلهم ، حتى لا يصبحوا شهداء ، أي سيعمل جنوده على تشويه أجسامهم ، وتحويلهم الى معاقين ، يستخدمون العكاكيز بدلاً من اقدامهم في المشي ، كما أنه يهددهم بأن فعالية الرصاص المستخدم في الجسم كالمقدح في الخشب أو حتى في جدران الباطون ، وهددهم بأن هذا الرصاص لا يتوقف في مكان واحد في الجسم ، بل قادر على الانتقال عدة سنتمترات داخل الأعضاء المصابة .
اعترف هذا السفاح المدعو نضال ، بأنه يأمر جنوده من القناصة ، بتصويب فوهات بنادقهم الى مفاصل الضحايا ، كالكتف والايدي والتركيز أكثر على مفاصل القدم ، ومفصل الركبة ، أو " الردفة " التي تربط عظم الفخذ مع عضم الساق ، وهذا المفصل يعتبر من أهم مفاصل الجسم ، هذه هي تكنولوجيا الاحتلال التي يستخدمها للفتك بأكبر عدد من الشباب والصبية المحتجين ، خاصة داخل المخيمات ، لقد ظهر نشاط هذا الضابط وجنوده في مخيم الفوار ومخيم الدهيشة ، هناك شريك آخر للضابط نضال يستخدم هو الآخر تكنولوجيته التشويهية يدعى " عماد " وقد استطاع جنوده إصابة العشرات من الفلسطينيين جميعهم اصبحوا معاقين .
لقد قدر عدد الذين أصيبوا ضمن هذا المخطط الاجرامي بهدف التشويه والعيش مع عاهة دائمة حوالي 150 ضحية ، جميعهم يستخدمون العكاكيز في سيرهم ، ويمكن مشاهدتهم في العديد من القرى والمخيمات ، أما الأسلوب الآخر الذي اعتمده الاحتلال لقتل روح الانتماء لهذا الوطن ، تدمير الاقتصاد لدى العديد من الاسر ، خاصة عائلات المقاومين والمطلوبين ، فلم يعد تدمير المزارع وتفجير الآبار كافياَ ، فقد اعتمدت قوات الاحتلال أسلوب نهب ممتلكات العائلات التي يتم اقتحام بيوتهم ، هذا ما كانت تفعله عصابات الهاجاناة وغيرها اثناء النكبة ، لقد اعترف العديد من الإعلاميين بأن قوات الاحتلال نهبت البيوت في العديد من القرى والمخيمات والمدن ، فسرقت اجهزة الحواسيب ، وأجهزة الكهرباء ، من تلفزيونات وأفران ، ووصلت الأمور الى مصادرة مصاغ النساء والمركبات والدواب ، من بين الأسر التي قدمت شكوى بهذا الأمر ، عائلة أبو الهيجا من مخيم جنين ، إضافة الى عائلات أخرى .
لو لم تكن ذاكرة قادة قوات الاحتلال من نضال الى عماد وغيرهم ، مشلولة ، لتذكروا الأساليب القمعية التي سبقهم الى استعمالها إسحاق رابين ، أثناء محاولة قمع الانتفاضة الأولى ، التي بدأت في نهاية 1987، لم يترك رابين عندما كان وزيراً للدفاع ، ورئيساً للوزراء ، وسيلة الا أمر جنوده باستعمالها ، لردع شباب الانتفاضة ، ولكن دون جدوى ، وكان من أبرز هذه الوسائل ، اصدار الأوامر بتكسير عظام المحتجين ، وقد طالبهم بصراحة قائلاً : حطموا عظامهم بالحجارة ، وعندما علم إسحاق شامير الغني عن التعريف بهذا الأمر ، تحركت سموم العنصرية في شراينه فقال : حطموا عظامهم ولكن بعيداً عن الكاميرات ، لكن وسائل الاعلام لم تعجز عن نقل مشاهد حية لعملية تكسير أطراف عدد من الشباب الفلسطيني بشكل مباشر .
وكما فشل الاسحاقيين رابين وشامير في قتل الروح النضالية لدى الشعب الفلسطيني سيفشل نتنياهو وليبرمان في وقف المد النضالي لدى كل مواطن فلسطيني ، واذا عجز المعاقون عن استخدام الحجارة لقذفها في وجه جنود الاحتلال ، سوف يقذفونهم بعكاكيزهم دون خوف أو تردد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام