الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمت .. في العراق ديمقراطية ..!!

عادل مرزوق الجمري

2005 / 12 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


"تمت" .. في العراق "ديمقراطية"!! ..
يحكى فيما يحكى، أن شعباً عربياً كتب بيديه "دستوره" بعد أن عاش نيفا وثلاثين سنة من القهر، وأختار بإرادته أعضاء سلطته التشريعية بالكامل، وقد كانت تتلاعب به رؤوس الثعابين وتمتص دمه، وهو اليوم سعيد بخياره، سعيد بحريته، يعاني هذا الشعب من بعض "المشاكل" التي تنشأ في أي مكان عربي تصدمه الحرية إذ أتته بين ليلة وضحاها، ولذلك "إشتعل" الغوغائيون الطامعون بالتحكم في رقاب الناس، فلم تستطع مصباتهم التاريخية أن تحتمل حقيقة أن يحتكم الناس إلى "صناديق الإقتراع"، وقد كان هؤلاء يسوقونهم كـ "الرعاع".
العراقيون، بعد أن أسسوا بنيتهم السياسية الفيدرالية بخياراتهم الذاتية وعبر الإقتراع السري، وبعد أختار أبناء العراق شتى سلطاتهم الحاكمة، هم اليوم ثاني الديمقراطيات المتكاملة في الشرق الأوسط، العراقيون اليوم "إخوة"، لا فضل لأحدهم على الآخر إلا بما تريد أكثرية الناس، وليست الديمقراطية إلا "ديكتاتورية الأكثرية"!!. شاءت عقولنا ذلك أم أبت، لا فرق!!
"الإنسان عدو ما يجهله"، وذلك بالتحديد هو التوصيف والتحليل الأدق للمرضى من الإعلاميين الخليجيين، سواء من كانت حساباته الشخصية مليئة بكوبونات النفط، أو من تعبث به "لوثة" البعث وتاريخيتها المهزومة في 7 أيام من الحرية والتحرير، فهو كالرجل المسروق في أولى أيامه، تقتله الحسرة والإحساس بالهزيمة والنكسة، ولا نخفي هنا شيئاً من الشماتة.
الأمريكيون يسرقون النفط، أو هم يضمنون أمن إسرائيل باحتلالهم العراق، هذا ديدن خطابات الموجوعين من تحرير العراق. لا مشكلة، العراقيون راضون، فسرقة مع حرية، خير من سرقة يتبعها"القتل"، وأمن إسرائيل "رقم ثابت" لا يتغير، عاش صدام رئيساً للعراق، أو إستخرج من حفرة كالجرذ. لا فرق.
العراقيون اليوم "أحرار"، عراق اليوم مفتوح لأبنائه جميعاً، وإن كان البعض يعتبر العراق "محرقة" فهو واهم، فليست الأمور من منظور سيسيولوجي سوى دورة عنف تأتي وتشتد وتنتهي، هم "يائسون" لا يجدون لأنفسهم من خيار مجدي سوى الموت قهراً وغيضاً، وقريباً تسقط آخر أوراقهم لمزابل التاريخ.
العراقيون متفقون على ضرورة جدولة إنسحاب للقوات متعددة الجنسيات من أراضيها، وشتى الأقطاب السياسية لا تريد لهذه القوات أن تبقى بعد أن يستكمل العراق شتى مؤسساته الأمنية، وهذه الجدولة أمست قريبة، بعدها سيحاول "اليائسون" المتبقون أن يعيدوا الكرة ، وسيلعبون بالنار، لكنها "تمت"، ولن يعود العراق لسابق عهده "الدموي" مهما حدث.
عن أي حرية تتحدث بقايا البعث هنا أو هناك، إذا لم تكن الحرية والديمقراطية إختيار سلطة الحكم وممثلي الشعب عبر صناديق الإقتراع دون نسب "التسعينات" العربية، وإذا لم تكن الحرية أن يعيش الناس تحت ظل دستور اختاروه بأنفسهم، فأين هي الحرية والديمقراطية؟!!. إلا أن فصل الحديث في العقليات محسوم، وقد قالوا قديماً "حدث العاقل بما لا يعقل، فإن صدق فلا عقل له"، والناس تعرف أن عراق اليوم هو "حر ديمقراطي" و في واقع الحال، لا أحد يكترث اليوم بما يكتب المجانين، والشعوب العربية التي لم تنتصر للقدس وهي مظلومة، فهي لن تسمع لهؤلاء الحمقى والعراق "منتصر"!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟