الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام البيلوقراطي..أو المسخ الشرس الذي ينتجه النظام الأمريكي ..؟

خليل صارم

2005 / 12 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


النظام البيلوقراطي أو المسخ الأشد قسوة وظلماً للنظام الأمريكي .
يجري في الآونة الأخيرة تسويق تعريف ( قديم جديد ) للحــرية مفاده ( أن الحرية هي حق ما يسمح به القانون ) وبكل أسف فإن بعض مثقفي الأرصفة وثرثاري المقاهي وبعض أدعياء الثقافة يرددونه بكل غباء ودون أي تفكير والبعض منهم من مثقفي الأنظمة العفنة الذين يتم تبنيهم وتلميعهم وتقديمهم كمثقفين واقعيين قادرين على تمرير الأفكار الديماغوجية بعبقريتهم الفذة ويتغابى بعض هؤلاء والبعض غبي فعلاً ! مع ذلك فهم يعتقدون أنهم قد اكتشفوا سر( القارة المفقودة)...؟؟!!
- إن دل هذا التعريف على شيء فإنه يدل على مدى خبث ودهاء ومكر من يقف وراء إطلاقه ومدى عدائه للحرية وهو بالواقع * تصور مستقبلي للحركة الصهيونية* لو تسنى لها حكم العالم كما تحلـم وكما بدأ يطبق بالتدريج في أمريكا بالذات وهذا التعريف بالواقع يمكن إعتباره قضاء على الحرية في مهدها سندا لما يلي :
- ماذا لو كان هذا القانون ضيقاً ومتشدداً بحيث لايترك فسحة تنفس للمواطن ؟؟ تابعوا مايجري في أمريكا بعد أحداث 11 أيلول / سبتمبر والصلاحيات الإضافية التي حصل عليها النظام وأجهزته حبث بدأوا بتقنين الحريات اثر الأحداث الأمر الذي أثار الكثير من الشكوك حول خلفية تلك الأحداث . ويقف الرئيس الأمريكي مؤخراً ليبرر تقييد حرية الناس ووضعهم تحت المراقبة . بزعم مكافحة الإرهاب .. الذي هو أساسا ً صناعة هذا النظام .
- من هو الذي يقف وراء صياغة القانون ؟ ومن يقف خلف تطبيقاته وتفسيره ؟؟ ومن المستفيد ..؟؟ .. بالطبع الأنظمة .. والقوى التي تدعمها . من احتكارات وكارتلات .
- ماذا لو كان هناك حالة طوارئ دائمــة كما هي عليه الحال في بؤر النظام السياسي العربي وبقية دول العالم الثالث .؟؟ ولهذا فان عملية الانتقال تتم في ظل هذه القوانين .
إن الحرية التي يحلم بها المواطن العربي في كافة بؤر النظام والتي هو بحاجة ماسة لها تتضمن:
حرية التعبير والرأي والمعتقد والنقد والنشر والصحافة والإعلام المرئي والمسموع واحترام حقوق الفرد والمجتمع , وهي حرية غير مقيدة بقوانين الطوارئ والقوانين الاستثنائية ويتوجب أن تكون مؤسسة على المنظومة الأخلاقية فلا تتعداها ولا تقصر عنها وهي التي تصون حقوق الفرد في العمل وتكافؤ الفرص والعيش الكريم وتحفظ له كرامته وإنسانيته فلا تسمح للأقوى بالتجاوز عليها بقوة السلطة , والحرية بالمطلق هي أن يفعل الإنسان كل ما يراه مناسباً لنفسه ولحياته ولمستقبله شرط أن لاتكون عامل إساءة أو تعد على حرية الغير فرداً كان أم مجتمعاً . وهي حرية يجب أن تصونها وتقدسها القوانين والتشريعات التي ينتجها المجتمع وليس الأنظمة وخاصة الشمولية .. فلا تختزلها أو تقننها . ولايمكن الحد منها ..مهما كانت الأسباب والمبررات .
هكذا تكون الحرية حقيقية وصحيحة , وهكذا يمكن تطوير المجتمع والقضاء على الفساد وفضحه وكشف كل أساليبه . وغير ذلك مجرد أكاذيب وخداع للمجتمع وهرطقة وثرثرة فارغة تقود إلــى تفريغ الحرية من مضمونها الحقيقي .
ولنلاحظ الآن كيف أن النظام السياسي العربي في كافة بؤره قد استبق الأمور بعد أن بدأت تنتشر في العالم هذه الأيام التطلعات العلمانية الديموقراطية . فهو ( أي النظام ) قد بدأ باستبدال قمصانه ولغته ولكنته للإنتقال من النظام الأوتوقراطي الاستبدادي المطلق زاعماً التأقلم مع مستجدات العصر إلى النظام (البيلوقراطي ) أو الحكم على أساس الثروة بمعنى أنه يؤسس لحكومة الأغنياء الذين لا يعنيهم شيء سوى الثروة من أي مصدر كانت دون الإهتمام بأية قاعدة أخلاقية أو عاطفة نبيلة ويجب أن لا ننسى
( أن ثروات النظام السياسي العربي بكافة رموزه وأزلامه ومواليه قد تأتت من الفساد والمخدرات وصفقات العمولة والسمسرة ونهب ثروات وخيرات شعوبه وأوطانه ولم تتحقق بالمجهودات الشخصية وذكاء رموزه وأزلامه ). لذا فان الانتقال سيستمر في ظل الفساد الذي سيقوى ويستشرس أكثر من السابق لأنه هو الذي سيحكم في ظل شعارات زائفة للديمقراطية والحرية . اذ أنه سينتقل الى عتبة فساد أعلى .
هكذا يتأكد أن التأسيس لهذا الانتقال يعني شيئاً واحداً ووحيداً فقط هو المزيد من الاضطهاد لهذه الشعوب وكما قلنا .تحت مسميات وشعارات زائفة عن حرية وديمقراطية لن يستفيد منها سوى النظام في كافة بؤره لا أكثر ولا أقل وطالما أن هذه الشعوب ليست هي المنتجة للتشريع .
في الواقع أنه لو أجرينا مقارنة عقلانية بين الحرية والديمقراطية الصحيحة والحقيقية والسليمة وبين ما تطرحه أمريكا هذه الأيام لاكتشفنا أن النظام الأمريكي ومن خلال سلوكياته .هو الذي يقود عملية الإنتقال إلى النظام البيلوقراطي على مستوى العالم وهو ماأطلق عليه اسم الليبرالية الجديدة .بقصد تفريغ مضمون الليبرالية الصحيحة من معانيه الحقيقية , وهذا في مضمونه ما يتطابق وأحد أهم شعارات الحركة الصهيونية التلمودية وفرعها الماسونية ( الحفاظ على غنى الأغنياء ) وهو يقود إلى اضطهاد أسوأ للشعوب وللطبقات الفقيرة بحيث يقف القوي بكامل قوته وجبروته بما فيها قوى الشركات الاحتكارية عابرة القارات أمام الضعيف العاري الجائع الذي يفتقر إلى أدنى مقومات القوة , وهذا في الواقع ما يطبقه النظام الأمريكي في السياسة العالمية دون أية معايير أخلاقية وإنسانية . لاحظوا مجاعات افريقيا مع وفرة الثروات التي تسيطر عليها هذه الشركات وكيف يوفرون الدعم لأنظمتها المتخلفة كذلك بعض دول جنوب شرق آسيا أيضاً كذلك بعض دول أمريكا اللاتينية .
والواقع أن النظام الأمريكي خلال النصف الثاني للقرن العشرين قد عمل على خلق وحماية الأنظمة الديكتاتورية والأوتوقراطية في كافة أنحاء العالم ووقف بوجه أية حالة ديمقراطية والتي يزعم التمسك بها بل وانقلب عليها كما في حالة التشيلي ( الانقلاب على الليندي الذي فاز بانتخابات ديموقراطية وتسليم السلطة للديكتاتور بينوشيه ) الذي ارتكب أسوأ مجزرة بحق آلاف المثقفين ورموز الديموقراطية في التشيلي * ألا يجب أن تحاكم أمريكا على هذا الهولوكوست * وكذلك محاولته إسقاط شافيز في فنزويلا بالقوة , لكن وقفة الشعب الفنزويلي أعادته خشية ثورة تشمل كافة دول أمريكا اللاتينية . وظهور أكثر من سيمون بوليفار جديد ,
ويعود النظام الأمريكي اليوم وبكل صفاقة زاعماً العمل على نشر الديموقراطية في منطقتنا والعالم ونشهد الآن كيف أنه يتخلى عن الأنظمة الديكتاتورية والأوتوقراطية التي سبق وصنعها ووفر لها الدعم مالم تبدأ بالتوجه إلى النظام البيلوقراطي والذي يسميه كذباً بالديمقراطي مهيئاً للانتقال بالشعوب من نير إلى نير أكثر ثقلاً وأشد قسوة وظلماً .
* هذا يعني أن تتضاعف وتتضخم الأخطاء والانحرافات والعادات السيئة بحيث لا يستطيع الإنسان أن يفكر بوضوح ويتعطل فهم الناس لبعضهم البعض *
لننظر إلى واقع النظام السياسي العربي من حيث تراكم الفساد وانتشاره بشكله المريع والقوانين الظالمة المحرفة * العرفية والاستثنائية والقوانين الاقتصادية الغير معقولة* ..الخ ونسـأل : من ينتج كل هذا الكم الهائل من الفساد وتخريب المجتمع والاقتصاد وحتى السياسة ؟؟ من يقترح الخطأ والتخلف والانحراف على القيادات .؟ من يعرقل حالة التطور الطبيعية في المجتمع ؟ ومن هي الجهة أو الجهات المستفيدة من وراء ذلك كله ؟؟ إنها أسئلة حساسة يتحتم أن نعيها كشعوب وعلى الأنظمة الإجابة عليها علناً وعلى مسمع ومرأى وبحكم الظروف القاسية والصعبة التي تحيط بالمنطقة والتي قد تعصف بكل شيء .
فهل يمكن أن نعيش لحظات صدق قد يكون فيها النجاة , وقبل أن تقع الكارثة ؟!!
*************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن