الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهتزازات خيال

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 8 / 31
الادب والفن


اهتزازات خيال
قصة قصيرة
د.حبيب مال الله ابراهيم
صوت خطى تتسابق .. مفتاح يدار في الباب .. ظلام قاتم يبني جسرا بين مخيلتي والأشياء التي رأيتها خارج المكان.
ـ سمير.. بني مابك.. أهناك شيء ؟
ـ أمي .. لماذا أيقظتينني في هذه الساعة ؟
ـ لقد كنت تهذي أثناء النوم . .أهناك شيء يقلقك ؟
......
أحدهم يحرك يده بين الظلام باحثا عن جسدي ، أمسك بشعر رأسي وسحبني .. تخيلت ان رأسي لم يعد جزء مني .. فقد ودعته مع يده .. ومددت يدي ألمس شفتي المتورمة وأتحسس بقايا دماء مرتمية على بقايا جروح تمتد جذورها إلى الأعماق .
ظللت أسير خلف رأسي ، كدت أقع وأنا أتعثر ببقايا أحجار بناء في الممر المظلم المشبع بالرطوبة ، لكنه سحبني بقوة حتى كدت أتقيأ ، وما الذي يرضى أن يخرج من معدتي في هذه الساعة ، إنني لم آكل حتى منذ يومان .
في زنزانة اخرى مظلمة تُرك رأسي ، انكفأت على الأرض وجاءني صوت غليظ : أكنت معهم في المظاهرة ؟
ـ لم أكن معهم .
ـ سمير ابني ماذا دهاك ؟ مع من يا ولدي ؟
ـ اماه .. ماذا تريدين مني . لماذا توقظينني ؟
ـ سمعتك تهذي يا بني .. وتتحدث كان أحدهم يريد إلحاق الأذى بك .
أتحول إلى كرة .. ربما .. تركلني الأحذية العسكرية الضخمة ، أتكور على الأرض وأحس بقرب نهايتي، أشعر بغثيان ورغبة في راحة أزلية .
ـ هل اشتركت في المظاهرة .
وسألني آخر :
ـ تكلم أيها الجبان .
ـ كلا 
أقولها وأنا امسح بكم قميصي فمي الذي بدا يقطر دما وظهري الذي أشعر بسريان الألم بين طياته .
ينتهي إلى سمعي صوت عويل .. يعقبه بكاء .. أحدهم اختار طريق الإعتراف لراحته ، أسمع بعد ذلك صوت اطلاقة نارية تخترق جوف الليل .. أشعر بصداها في داخلي .. تأوه طويل ممتد من عذاب أطول .. أدنو شيئا فشيئا بجسمي في الظلام .. التصق بالحائط .. أكاد أدخله أو أصبح جزء منه .
أحدهم يمسك بيدي ويسحبني .. أظنه يعود بي إلى زنزانتي .. أرتكن في إحدى زواياها .. ينتهي إلى سمعي بين الحين والآخر أصوات عويل وبكاء يعقبها صوت اطلاقات .. ثم راحة وهدوء .. وبقايا صوت يقول : ادفنوه في نفس المكان ..انه خائن .
ـ ابني ماذا دهاك ؟
ـ اماه .. لم يتبق سوى القليل .
ـ ما الذي تبقى ؟ .. اخبرني أرجوك .
هناك في ساعة متأخرة من الليل حيث البرد يقرص بدني ، وأتكور على أرض باردة ، مع ان الإسهال اجتاحني منذ ثلاث ليال ، سحبني أحدهم من يدي . أراد أن يعرفني بنفسه بطريقته .. ركلني برجله واستقر حذائه على فمي .. أحسست إن أحدهم صب ماء في فمي .. لكن الدماء تدفقت أثر سقوط ثلاثة من أسناني الأمامية أخرجتها بيدي .
لا أدري أين سينتهي بي المصير .. قد يأخذونني ليضعوا حدا لآلامي .. فتح أحدهم البوابة .. رأيت ملامحه من خلال ضوء خافت .. أحسست ببرودة الهواء في الخارج .. دفعني بيده وسمعته يقول : أذهب أيها اللعين .
جريت مسرعا لا أعرف الى أين ... رأيت ملامح أشجار .. لقد أطلقوا سراحي أخيرا .. ما كدت ابتعد حتى أحسست بالذئاب تتعقب خطواتي .. تقترب مني .. أسمع خطوات أقدامها .. لهاثها .. وقعت على وجهي .. وصرخت بأعلى صوتي .. لا اعي ما أقول .. أحسست بجسدي تنهبها الأنياب ...
ـ اماه .. أدعو لي بيسر الوصول إلى الجنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا


.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع




.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية


.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان




.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير