الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير المعطيات يضعف الأقليات - الإقليم انموذجاً -

عمار جبار الكعبي

2016 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


تغير المعطيات يضعف الأقليات " الاقليم انموذجاً "
عمار جبار الكعبي
الاكراد بيضة القبان في كل المعادلات ، بسبب طبيعة المجتمع العراقي ، والتنافس الحاصل على السلطة ، لمركزيتها في استحصال الحقوق في ظل نظام غير مستقر ، فقبل هذا التنافس كان الاكراد هم حلفاء الشيعة الاستراتيجيون ، نظراً لمعاناتهم المشتركة من نظام المقبور هدام ، وتطلعاتهم المشتركة في ازاحة هذا الظلم ، اتسمت علاقتهم بالتفاهم حتى وصلت أشباه القيادات الى الواجهة ، ولم تكن تجيد الفن الدبلوماسي وسياسة الحوار ، والتفكير الاستراتيجي الذي يقدم تنازلات بسيطة من اجل خطط استراتيجية بعيدة الامد ، وانما انتهجت سياسة تقديم التنازلات الكبيرة من اجل مكاسب انية غير مؤثرة استراتيجياً ، كولاية ثانية وما شابهها ، فحصلت اتفاقية أربيل وتنازلاتها مقابل الولاية الثانية ، ولايزال الكثير من بنودها غير معلوم ، عدا جيش الاقليم ، وتصدير النفط ، وتقاسم الثروات ، وزيادة حصة الوزارات ، وهذا لم يكن ذنب الاكراد ، وانما هدايا السماء تساقطت عليهم !
اختلفت المعادلات بعد دخول داعش ، اختلطت الأوراق ، زال المالكي الحليف السلطوي ، وسقطت الموصل ، وتهددت حدود الاقليم بين ليلة وضحاها ، اضافة الى الأزمة المالية الخانقة التي ألقت بضلالها على المنطقة برمتها ، بات الاقليم في موقف لا يحسد عليه ، وقد مر بظروف أفضل من هذه بكثير ، كان فيها صاحب المبادرة
انتهج البرزاني الخطاب القومي بعدما ضعفت شعبيته ، وابتعد عنه شركاؤه ، باحثاً عن مخرج لازمته الداخلية ، يشد انتباه الجماهير اليه ، بعدما وجهت أنظارها اليه متسائلة ، أين مليارات تصدير النفط الى تركيا ؟ ، وقد اصبح الاقليم غير قادر على دفع رواتب موظفيه منذ شهور عدة
الاقليم ورئاسته تخضع لضغوط لم تتعرض لها مسبقاً ، ( ٢٥ ) مليار دولار ديون الشركات النفطية ، تعجز عن تسديدها ، مما يدفعها بأتجاه بغداد ، والقبول بجميع شروطها ، فضلاً عن تصفير ازماتها معها ، طمعاً بال( ١٧ ٪‏ ) كاملة ، خصوصاً بعد توقيع الاتفاق النفطي الذي يشترط إعطاء موازنة الاقليم مقابل تسليم الاقليم لنفطه لبغداد ، فأصبح الاقليم بين مطرقة الشركات ، وسندان العاصمة التي ابتدأت تجيد اللعب مع الاقليم بوجود بعض الشخصيات الحكيمة التي تعرف اللعبة جيداً !
الراعي الاقليمي منشغل ومتناقض معهم تبعاً لمصالحه ، بعدما كان الاقليم يستقوي بتركيا ، اصبح محرجاً من تصرفاتها تجاه أكراد تركيا وسوريا ، خصوصاً وان شعار دولتهم قومي ، وهم يتحالفون مع مضطهد اخوتهم الاكراد ، مما جعل شعارهم القومي خاوياً هزيلاً ، كشعارالبعث الذي لم يحقق لا الوحدة ، ولا الحرية ولا الاشتراكية
كركوك الحلم الثاني بعد الدولة ، وضمها الى إقليمهم تمهيداً لإعلان الدولة الكردية ، يصطدم بشركائهم السنة ، كون هذه الاراضي ذات امتدادات عشائرية سنية ، ولن يسمح السنة لهم بالاستيلاء عليها ، وهذا يمهد لصدام بينهم وبين الاخير ، مما يجعل الطرفين بحاجة بغداد ليستقوي احدهم بها على الاخر ، وفق نظرية الحليف الاقوى والمسيطر ، فكل الأجواء مهيئة لان تلعب بغداد الدور الابرز ، وتعيد المبادرة للعاصمة بعدما كانت تحركاتها عبارة عن ردات فعل ، والتساؤل الابرز لا يرتبط بالسنة او الكرد ، وانما يرتبط ببغداد نفسها ، فهل بغداد مستعدة لاستثمار هذه الفرصة لتدخل على الخط وتلعب دوراً محورياً في لملمة الأوضاع ؟ ، وهل تترك العناد والاستئثار بالسلطة وتلجأ لشخصيات حكيمة عرفت بقدرتها التفاوضية وحل النزاعات ، اضافة الى تأثيرها الكبير على الاكراد ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟