الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو نجحت الديموقراطية العراقية؟

انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان

2005 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مرة اخرى يستدعى العراقيون الى صناديق الاقتراع في ثاني انتخابات برلمانية منذ اسقاط نظام الطاغية صدام حسين هذه الانتخابات ستمهد لتشكيل جمعية وطنية عراقية تنتخب حكومة عراقية تحكم العراق خلال الاربع سنوات القادمة لكن تساؤلات كبرى تحيط بالعملية السياسية بالعراق خصوصا وان نتائج الانتخابات قد تساهم في استقرار الوضع الامني والسياسي كما قد تقود العراق نحو المجهول اذا ما غاب الشعور الوطني واستفردت الطائفية والمناطقية على الذهنية السياسية العراقية، ومهما يكن الامر فإن المشاركة السياسية للعراقيين في تسيير امورهم وباختلافاتهم يمكن اعتبارها قفزة نوعية في المشروع التحرري الديموقراطي بعدما حرم العراقيون طيلة 35 سنة من حكم المجرم صدام حسين من التمتع بالحد الادنى من الديموقراطية والحرية ، وتتميز الانتخابات التشريعية الثانية بعدة عناصر :
1- دخول التيار الصدري معترك الحياة السياسية البرلمانية ضمن اللائحة الشيعية القوية والتي من المتوقع ان تحصد اكثر من نصف اعضاء الجمعية الوطنية .
2- تكون عدة كتل صغيرة منشقة عن الائتلاف العراقي الموحد والتي يتزعمها اعضاء سابقون بالجمعية الوطنية لم يتمكنوا من الحصول على موقعهم ضمن لائحة الائتلاف .
3- توحد الزعامات الليبيرالية العراقية في لائحة واحدة اطلق عليها تسمية القائمة الوطنية العراقية ويتزعمها الدكتور اياد علاوي ومدعومة امريكيا لكنها لا تحظى بدعم شعبي كبير سواء بفعل دعاوى الفساد التي يتداولها الاعلام والتي تتعلق بتبديد حكومة علاوي لأموال عمومية في فترة حكمه اوبفعل ضعف الصوت العلماني في الشارع العراقي لاعتبارات طائفية وسياسية كثيرة.
4- انخراط المرجعيات الدينية في السياسة العراقية بطريقة مباشرة عبر دعم معظم الائمة الشيعة للإئتلاف العراقي الموحد (السيستاني-بشير النجفي-...) وكذلك دعم هيئة علماء المسلمين السنية لجبهة التوافق العراقية السنية.
5- خوض العراقيون السنة للانتخابات التشريعية الثانية بعد مقاطعتهم للأولى ضمن لائحة تضم ثلاث قوى سنية اسلامية تحت اسم جبهة التوافق العراقية بقيادة الحزب الاسلامي العراقي ومن المنتظر ان تحصد الرتبة الثالثة في الانتخابات في عموم المحافظات والمرتبة الاولى في المحافظات السنية .وقد كانت مشاركتها ثمرة لجهود الامين العام لجامعة الدول العربية والتي توجت بلقاء الحوار العراقي بالقاهرة.
6- خوض الاتحاد الكردستاني الاسلامي غمار الانتخابات التشريعية ضمن لائحة منفصلة عن لائحة الاتحاد الكردستاني والتي يسيطر عليها كما هو معروف الحزبان الكبيران الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الرئيس العراقي المؤقت جلال الطالباني والحزب الديموقراطي بزعامة مسعود البرزاني ومن المتوقع ان يحصد الاتحاد الكردستاني الاكثرية المطلقة من اصوات المحافظات الكردية الثلاث.
7- استمرار تدخل دول الجوار في الانتخابات العراقية مما يؤدي الى تعدد الولاءات السياسية الخارج-وطنية ويؤثر ذلك سلبا على جو الوفاق الوطني العراقي المرغوب ،كما ان تصدير بعض دول الجوار العراقي لافواج من الارهابيين من شأنه ان يقوض كل جهود بناء عراق حر ديموقراطي .
8- استمرار التواجد الاجنبي على اراضي العراق مما يعطل حصول العراقيين على حق تقرير مصيرهم السياسي ضمن استقلال فعلي.
لاشك ان الناخب العراقي يعلق آمالا كبيرة على نجاح العملية السياسية بالعراق وذلك للحيلولة دون تصاعد الاعمال الارهابية من جهة ومن جهة اخرى للشروع في بناء مؤسساته الدستورية وطي صفحة الاستبداد البعثي الفاشي الذي أذاق العراقيين شتى تلاوين التعذيب والمهانة لكن ماهي التحديات التي يلزم على العراقيين رفعها ؟
*النضال من اجل نظام ديموقراطي توافقي لاطائفي وذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل الجميع ومتابعة محاكمة مجرمي النظام الصدامي السابق وذلك لإعادة الثقة الى الشارع العراقي بزوال جحيم صدام حسين،وترسيخ الوحدة الوطنية يتطلب الاعتراف المتبادل بالشراكة في بناء الوطن وبالعمل الجماعي لاستئصال الارهاب بكل تلاوينه واستبعاد المذهبية في المناصب العامة والاعتراف بكل الاقليات الدينية واللغوية والعرقية.
*مواجهة ضغوط دول الجوار الديكتاتورية والتي تصدر الارهاب والتكفير الى العراق وبكل تأكيد ستستمر هذه الانظمة الديكتاتورية التي ترتعد فرائسها خوفا من نجاح التجربة الديموقراطية العراقية وستعمل كل ما في وسعها من اجل تعطيل المسلسل الديموقراطي العراقي.
*النضال من اجل جلاء القوات الاجنبية من العراق بعد استكمال تكوين جيش عراقي موحد وترسيخ نظام فيديرالي يعطي للمواطنيين حرية استغلال ثرواتهم وحقهم في التمتع بصلاحيات سياسية واقتصادية مهمة والتخلص من الانظمة الادارية والسياسية الشمولية التي لا تخلف سوى ثقافة المقابر الجماعية والانفال.

والاكيد ان نجاح العراق التاريخ والحضارة والمستقبل في تجاوز محنته بسلام وعافية سيكون منعطف سياسي تاريخي في المنطقة الشرق اوسطية وقد تستفيد من تجربته كل القوى التواقة للحرية والانعتاق من ربقة الانظمة الاستبدادية الجاثمة على صدور الشعوب بدون حسيب ولا رقيب.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية في بريطانيا.. هل باتت أيام ريشي سوناك م


.. نحو ذكاء اصطناعي من نوع جديد؟ باحثون صينيون يبتكرون روبوت بج




.. رياضيو تونس.. تركيز وتدريب وتوتر استعدادا لألعاب باريس الأول


.. حزب الله: حرب الجنوب تنتهي مع إعلان وقف تام لإطلاق النار في




.. كيف جرت عملية اغتيال القائد في حزب الله اللبناني؟