الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاريع ملكية بالمغرب تنشر الرعب

احمد زهير

2005 / 12 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


كيف تحولت عملية إنجاز سد تنموي اشرف ملك المغرب محمد السادس على وضع الحجر الأساسي لانطلاق الأشغال به الى نقمة على ساكنته، ينثر الموت على المحيطين به، ساكنة ودوابا وبهائم، ويرغم الساكنة على مغادرة مساكنها خوفا من اجتياح مياه حقينته لقراها واراضيها.. خاصة في فصل الشتاء.. بل ان عملية اجتياحه، والتي تتوالى على الدواوير المجاورة كلما تهاطلت الامطار لم تستثني حتى حرمة الاموات، حيث اجتاحت المياه احدى المقابر، وعبثت برفاة الموتى، دون ان تتدخل الجهات الوصية لحل المشكل..
المشروع الان مكتمل، والحقينة ملئى بالمياه منذ ازيد من 5 سنوات، وعملية استغلاله يبدو حسب مجموعة من المعطيات استقتها الموقف من مختلف المؤسسات المرتبطة بالموضوع لن تنجز ابدا.. فالمشروع ولد ميتا مند البداية على اعتبار انتفاء الدراسات التقنية المعمقة، واستبعاد وزارة الفلاحة من هاته العملية...
وحدهم، ترك ساكنة المنطقة لمواجهة غول اسمه سد اولاد عباس، والمسؤولون يتهربون من تحمل مسؤوليتهم في ذلك، ويلقون اللوم على بعضهم البعض..

التفاصيل

يقع سد اولاد عباس بجماعة راس العين باقليم اسفي، على مسافة 24 كلم من مركز الشماعية ، وقرب دوار راس العين الذي يتواجد على بعد 22 كلم من الملتقى الطرقي الجديدة – مراكش واسفي – مراكش ، وقد تم احداثه في اطار برنامج مكافحة آثار الجفاف الذي سطر في سنة 2000، وانسجاما مع سياسة النهوض باقتصاد العالم القروي ودعم استثمار الاراضي الفلاحية، وتطوير الفلاحة السقوية، من طرف ولاية جهة دكالة عبدة، بتنسيق مع وزارة التجهيز. وتم اختيار المنطقة على اعتبار ان مساحة الاراضي الفلاحية القابلة للسقي بها من الممكن ان تصل الى 150 هكتارا، ومن الممكن حسب مجموعة من المعطيات ان يؤمن السد ما يقرب من 900 الف متر مربع لسقيها في ظروف ملائمة.
وحسب ديباجة المشروع، فالمنطقة تعرف خصاصا مهولا في المياه، فالحوض المائي لواد الحنكيري، الذي يعد من اهم روافد واد الجمالة بحوض تانسيفت، يعاني من نقص حاد في الموارد المائية نظرا لتواجده في منطقة شبه صحراوية بحيث لا يتعدى معدل التساقطات المطرية به 260 ملم في السنة، كما ان موارد المياه الجوفية به جد محدودة نظرا لضعف الطاقة الاستيعابية للفرشات المائية الجوفية، وكذا لنذرة تطعيم هذه الفرشات المائية بسبب قلة التساقطات ، اضافة الى ضعف جودة مياهها التي تحتوي على مستوى جد عالي من الملوحة، وقد ساعد مشكل خصاص المياه فترات الجفاف التي عرفها المغرب بصفة عامة، واقليم اسفي بصفة خاصة، والتي اثرت بشكل حاد على الموارد المائية، وادت الى تقليص مستوى طبقة المياه الجوفية، كما ضاعفت من حدة مشكل البطالة وهجرة السكان الى المناطق الحضرية.
وقد تم انجاز السد بكلفة مالية قدرت 11 مليون درهم مولت من موارد الشطر الاول والثاني من البرنامج الوطني لمحاربة آثار الجفاف، ويؤكد بعض المسؤولين انها لم تتجاوز في الحقيقة سقف ثمانية مليون درهم، وبتدخل مباشر من طرفي: وزارة التجهيز وخاصة الادارة العامة لهندسة المياه، والتي تكفلت بتتبع انجاز الاشغال والمساعدة التقنية، في حين تكفلت وزارة الداخلية ( الانعاش الوطني ) بتدبير الصفقات اللازمة للاشغال.
اما من الناحية التقنية، فسد اولاد عباس يتميز بالخصائص التالية،
مستوى الحقينة: 400.50 م.م.ع، حجم الحقينة 900000م3 ، مستوى القمة: 403 م.م.ع، الطول عند القمة: 196م، الارتفاع فوق الاساس : 16 متر، حجم السد 9600 م3.
ويحتوي سد اولاد عباس على مفرغ للحامولات من نوع وسطى ذو عتبة حرة، يبلغ طوله 40 متر، وتمكن هذه المنشاة من افراغ الصبيب المائي لحامولة المشروع الذي يقدر ب 220 م3/ث.
اما مفرغ القعر فيتكون من انبوب حديدي بقطر 800 ملم تبلغ طوله 12 م طاقته الاجمالية للافراغ 4.5 م3/ث وعدد السكور به 2 من عيار 800 ملم.


وقد تميز السد بالزيارة الملكية؛ حيث قام الملك محمد السادس بالإشراف على عملية وضع اللبنة الاولى لانطلاق الاشغال به، وهي الزيارة التي علقت عليها ساكنة المنطقة امالا كبيرة على اعتبار انها جاءت مع بداية موجة العهد الجديد، كما قام وزير التجهيز في عهد حكومة التناوب ( عمر تغوان )بزيارة تفقدية لتتبع سيرورة الاشغال به، لتخلد المنطقة بعد ذلك للنسيان، ولتترك الساكنة في موجة غول جديد اسمه السد..
ولقد حاولنا البحث عن الأسباب الكامنة وراء عدم استغلال السد فتبين لنا انه يمكن إجمالها في:
ان السد انشأ في منطقة تنعدم فيها الملكية الخاصة، على اعتبار ان الاراضي هي أراضي جموع، والدولة من الناحية المبدئية لا تمول الاستثمارات في اراضي الجموع لغياب الضمانات الفردية، وهي في هذه الحالة انتفاء الملكية الشخصية، بالاضافة الى انه من الناحية المسطرية، ففلاحو المنطقة مطالبون باداء 10 في المئة من تكلفة قوانين الري، وهو الامر المستحيل تطبيقه على اعتبار انه لا يمكن اجبار الفلاحين على اداء مبالغ عن اراضي لا يملكونها. لهذا السبب ولغيره، فان الاعتماد المالي المخصص من طرف وزارة الفلاحة لمد قنوات الري، والتي من كان من المفروض ان تمتد على مسافة 2.5 كلم، حدد في credit d’engagement ويبدو انه لن ولن يحدد في credit de paiement .
ولحد الان ، فان مندوبية وزارة الفلاحة باسفي قامت بكل الدراسات التي يستلزمها المشروع، كالمسح الطبوغرافي ، وانجاز الدراسات المتعلقة بنوعية التربة، وتم اعتماد الطريقة الانسيابية كحل تفرضه طبيعة المنطقة، وكمية المياه المتواجدة، ولكن ، للعوائق السابقة، فان عملية التنفيد تبدو من سابع المستحيلات..
وفي محاولة لتجاوز الامر، وانسجاما مع قانون 2 / 84 تم تشكيل جمعية بالمنطقة اطلق عليها اسم جمعية مربوحة، حتى تتمكن من تدبير الامر وتاطير الفلاحين وتوعيتهم بالمهام الملقاة على عاتقهم، والعمل على تطوير قدراتهم المهنية، كما ان الجمعية مطالبة بالحفاظ على المنشآت..
الا ان فقر المنطقة، وغياب الدعم اللازم، جعل الجمعية مجرد اطار صوري، لا مردودية له..وشاءت الصدفة، ربما ، ان يكون اسمها، مربوحة ، على وزن مفعولة، وهي الدلالة التي توحي الى غياب الفعل والإرادة.
ويبدو ان احد المسؤولين المباشرين عن المشروع، وفي فلتة لسان، كان محقا عندما صرح لنا بان انجاز المشروع ككل، كان مجرد انجاز سياسي، لن ولن يتحقق.. وان الساكنة ستبقى دوما تعيش الرعب تلو الرعب ، كلما تجاوزت حقينة السد الحد المسموح به..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات متواصلة في جامعات أوروبية للمطالبة بوقف إطلاق النار


.. هجوم رفح.. شحنة قنابل أميركية معلّقة | #الظهيرة




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي شمالي إسرائي


.. فصائل فلسطينية تؤكد أنها لن تقبل من أي جهة كانت فرض أي وصاية




.. المواطن الفلسطيني ممدوح يعيد ترميم منزله المدمر في الشجاعية