الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظاهرات تحاصر اجتماعات منظمة التجارة العالمية في هونج كونج

خالد الفيشاوي

2005 / 12 / 22
العولمة وتطورات العالم المعاصر


وسط تزايد احتمالات فشل المفاوضات
المظاهرات تحاصر اجتماعات منظمة التجارة العالمية في هونج كونج
قبل يومين من بدء اجتماعات المؤتمر الوزاري السادس لمنظمة التجارة العالمية، الذي بدأ أعماله في هونج كونج صباح الثلاثاء ويستمر ستة أيام.. انطلقت المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة من آلاف الفلاحين والعمال والطلبة القادمين من كل أنحاء العالم، وخصوصا من جنوب شرق آسيا، ضد منظمة التجارة العالمية، والسياسات النيوليبرالية لحكومات المنطقة، وضد «بوش» وحروبه الممتدة بدعوي محاربة الإرهاب. قبل ذلك بأسبوع، شهدت الجزيرة مظاهرة حاشدة لمئات الآلاف من سكانها، يطالبون بالديمقراطية.. بينما تستعد الشرطة منذ بداية العام بإجراء تدريبات لمكافحة الشغب شارك فيها أكثر من عشرة آلاف من الجنود، لحراسة المؤتمر ووفوده، وقمع المعارضين، خاصة، القادمين من كوريا الجنوبية.
الكوريون قادمون
تروع الحكومة المحلية في هونج كونج السكان، محذرة من لجوء المظاهرات للعنف، واحتمالات استخدام المعارضين للمواد الكيماوية والأسلحة الجرثومية!!. وإثارة الفزع من الفوضويين، والفلاحين الكوريين. وتعاونت الشرطة الصينية مع أجهزة الأمن في كوريا الجنوبية لمنع دخول الكوريين إلي هونج كونج، خوفا من تكرار حادث انتحار الفلاح الكوري «لي كيونج هاي» الذي قتل نفسه احتجاجا علي سياسات منظمة التجارة العالمية أثناء اجتماعاتها السابقة التي عقدت في «كانكون» بالمكسيك عام 2003، فأججوا المعارضة وساهموا في فشل الاجتماعات، كما ينظمون تظاهرات حاشدة في سيول بمئات الآلاف منذ سبتمبر الماضي احتجاجا علي سياسة حكومتهم بفتح الأسواق أمام استيراد الأرز، رضوخا لسياسات منظمة التجارة العالمية، منها مظاهرة في منتصف نوفمبر نظمتها عصبة الفلاحين الكوريين، انتحر خلالها فلاحان بشرب مبيد «الهربيسايد» لذلك تخشي هونج كونج من الفلاحين الكوريين. بدأت الاحتجاجات في هونج كونج، قبل يومين من بدء عقد الاجتماعات الرسمية لمنظمة التجارة العالمية، تنظمها شبكات واسعة من الحركات والمنظمات الاجتماعية، ويشارك فيها آلاف الفلاحين والمزارعين من جنوب شرق آسيا، وتمتد تظاهراتهم ومؤتمراتهم حتي 18 نوفمبر. وفي نفس الحملة، نظم حزب العمل الباكستاني، مظاهرة في «لاهور» ضد منظمة التجارة العالمية، يوم الثلاثاء 6 ديسمبر، شارك فيها حوالي خمسة آلاف، هتفوا ضد «الديكتاتورية العسكرية»، و«الخصخصة»، و«منظمة التجارة» و«الإمبريالية الأمريكية» ودعت المظاهرة إلي توحيد الجهود العالمية لإفشال المؤتمر السادس لمنظمة التجارة العالمية، كما فشلت من قبله اجتماعات «سياتل» عام 1999، و«كانكون» عام 2003.
قلب قطار العولمة
إذا كانت الشعوب ترفع شعار «قلب قطار منظمة التجارة العالمية».. فإن غالبية حكومات العالم الثالث ترفض مسودة الإعلان الختامي المطروح للمناقشة، أو للموافقة، في هونج كونج حيث أعربت مجموعة ال 33 التي تشكلت في كانكون عن رفضها، وأعربت المجموعة الأفريقية عن خيبة أملها في المسودة، وقدمت مجموعة بلدان منظمة التعاون الاقتصادي الآسيوي مشروعا بديلا، ورفضت تماما ما جاء في المسودة عن تحرير الزراعة، وقطاع الخدمات، والمطالبة بإلغاء الدعم الحكومي الأمريكي والأوروبي لصادرات مزروعاتهم.
ويتوقع المراقبون رفض أكثر من 90 دولة من دول العالم الثالث لمشروع الإعلان الختامي، وهو الأمر الذي لا يهدد فقط بفشل الاجتماع الوزاري السادس، بل أيضا بانهيار منظمة التجارة العالمية.
المرة الوحيدة منذ سياتل 1999، التي حققت فيها منظمة التجارة العالمية نجاحا في المفاوضات، كانت في «الدوحة» عام 2001، التي منعت فيها المظاهرات والاحتجاجات، وانتهي الموعد الرسمي للمؤتمر وسافرت معظم الوفود الرسمية دون التوصل لاتفاق، ولكنهم، كاللصوص، عقدوا اجتماعا استثنائيا لمن لم يسافر وأصدروا ما يعرف بإعلان الدوحة!!.
الذي وعد كذبا «بالتنمية والقضاء علي الفقر في العالم»!!، ولم يسفر إلا عن زيادة الصادرات الزراعية الأمريكية إلي 545 بليون دولار، بينما يموت ثمانية ملايين من الفقراء جوعا كل عام، منهم صغار فلاحين وعمال زراعيين ينتجون الغذاء لصالح الشركات الاحتكارية الكبري.
خصخصة الخدمات
تتجاوز الاتفاقيات المطروحة حول الخدمات حدود العقل، خاصة فيما يتعلق بخصخصة المياه، فرغم أن الحصول علي المياه حق إنساني للبشر، مازالت مئات الملايين في العالم يحرمون من الماء النظيف، وبخصخصة المياه، سيزداد عدد المحرومين، وتتحول المياه لسلعة تخضع لقوانين السوق.. ومثلها الكهرباء والصرف الصحي والتعليم والصحة!!.
وتضغط الدول الكبري علي بلدان العالم الثالث، إما الموافقة علي مثل هذه المشروعات وإما فشل جديد يهدد المنظمة بالزوال، والاقتصاد العالمي بالفوضي.
وبين ضغط الشوارع وضغط الدول الكبري والشركات المتعددة الجنسيات، تتردد مواقف حكومات العالم الثالث. وأمام احتمال الفشل المتوقع لمفاوضات «هونج كونج».. وعلي إثر الفشل السابق في «سياتل» وفي «كانكون».. لجأت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، للمفاوضات الثنائية مع بلدان العالم الثالث، كبديل للمفاوضات الجماعية المتعثرة في إطار منظمة التجارة العالمية.. حيث ينشغلان منذ سنوات في توقيع اتفاقيات الشراكة الثنائية مع بلدان العالم الثالث، ترضخ فيها الحكومات عادة للشروط المفروضة، والتي تمكنت من رفضها في إطار المفاوضات الجماعية اعتمادا علي رفض الشارع وغالبية حكومات العالم الثالث.
فهل ستتمكن مواجهات «هونج كونج» من إفشال الاجتماع الوزاري السادس لمنظمة التجارة العالمية؟.. وإن تمكنت فإلي أي مدي ستنجح الشعوب منفردة في إجبار حكوماتها علي عدم التوقيع مع الولايات المتحدة أو أوروبا علي اتفاقيات الشراكة الثنائية؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لغز الاختفاء كريستينا المحير.. الحل بعد 4 سنوات ???? مع ليمو


.. مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها




.. إيران تلوح بـ”النووي” رسميا لأول مرة | #ملف_اليوم


.. البرهان يتفقد الخطوط الأمامية ويؤكد استمرار القتال




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل | #رادار