الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية المعتقلين لا تكفي

خالد حسن يوسف

2016 / 9 / 1
حقوق الانسان


في شهر يوليو 2016 اعتقل جهاز المخابرات الصومالية مجموعة من الباحثين في مركز مقديشو للبحوث والدراسات, ومقره بمدينة مقديشو, وحتى الراهن لم توجه لهم أي تهمة محددة ولم يتم محاكمتهم ايضا, بل أنهم لا زالوا رهن الاعتقال السياسي القسري, وذلك يتعارض مع حقوق المعتقلين قانونيا, ومثل هذا الاجراء سائد في الصومال وفي الدول التي عادتا تمارس التجاوازات تجاه منظومة حقوق الانسان.

كما ان السلطات الصومالية ضاعفت من تعديها تجاه المعتقلين وقامت بمصادرة أموالهم وممتلكاتهم وتلك بدورها سابقة ذات بعد سياسي لاسيما في ظل عدم تقديمهم لمحاكمة تنظر في قضيتهم واسباب اعتقالهم وعدم السماح لهم بتوكيل محامين لدفاع عنهم, مما يوجب على الجهات العدلية في الصومال وفي مقدمتهم وزارة العدالة بالتدخل للحسم الايجابي في قضيتهم والافراج عنهم, والعمل انطلاقا من القاعدة القانونية المتهم برئ حتى تتبث ادانته.

ومن الملحوظ في هذه القضية وجود عدد من المدافعين عن موقف الجهاز الآمني الصومالي وموقفه, رغم أن هؤلاء لا يعلمون اصلا طبيعة التهمة الموجهة أو سبب اعتقال الباحثين, وهو ما يعد من الغرابة ويكشف عن البعد السياسي الخالص والذي يقف وراء هذه القضية, لاسيما وان المؤيدين لهذا الاعتقال هم من تنظيم الدم الجديد والذي يمثل بأحد الأذرع الإخوانية في الصومال, وبتالي أن هذا التأييد يأتي على خلفية نشر موقع مركز مقديشو للبحوث والدراسات عدد من المقالات التي لا تتماشى مع سياسة التنظيم ومصالحه والحكومة المرتبطة بالتنظيم, وهو ما يوضح التناغم ما بين جهاز المخابرات,تنظيم الدم الجديد والمؤيدين له في كيفية تبادل الأدوار.

وبتالي فان قضية اعتقال الباحثين سياسية ومرسومة من قبل منظومة مترابطة يؤذي كل منها دوره, وانطلاقا من ذلك على الراي العام الصومالي استيعاب ان اشكاليته ليست مرتبطة بجهاز مخابراته او حكومته وكلاهما يمثلان بوسائل يتم تطويعها سياسيا لصالح تنظيم الدم الجديد والذي يقف وراء المؤامرة ودفع الجهات التنفيذية لتطبيق سياسته في اطار الواقع الصومالي, ودلالة ذلك أن قيادة الجهاز الأمني من الممكن تغييرها والحكومة كذلك, أما بالنسبة لسياسة تنظيم الدم الجديد فليس واردا تغييرها وهي قائمة على التغول والاستبداد وجوهر الاشكالية قائم مع التنظيم, الذي يستحسن ان يتشظى مجددا كما كان في مرحلة ما بجزء من حركة الاصلاح الإخوانية وانشق عنها.

لدى على الصوماليين عدم الاكتفاء بالعمل على الدفاع عن حرية باحثي مركز مقديشو للبحوث والدراسات والسعي نحو إخراج التنظيم المثأمر على حياة الصوماليين عموما, يجب ان تكون االقضية كذلك وعدم الاكتفاء بالافراج عن الباحثين حصرا وضرورة فك قيد عموم المجتمع الصومالي والذي يتسلط التنظيم على حياته ومستقبله, وفي هذا الصدد تقتضي الضرورة مقاطعة هذا التنظيم ومؤيديه وكشف سياستهم والوقوقف بوضوح تام تجاه مصالحهم السياسية وفي الفساد الإداري والمالي, تلك هي القضية الحقيقية وما دونها يمثل بتفاصيل, ودون حسم سيكون هناك وقائع لا تنتهي من قبل الدم الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة يمزق الميثاق الأممي بأمريكا


.. مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة يمزق ميثاق الأمم المتحدة قبل




.. الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا يوصي مجلس الأمن بإع


.. ماذا بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم العضوية الك




.. -بآلة لتقطيع الورق-.. سفير إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة