الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن بدعة الانفكاك؛ عن بدعة تحديد الموقف.

سيهانوك ديبو

2016 / 9 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عن بدعة الانفكاك؛
عن بدعة تحديد الموقف.
سيهانوك ديبو
كل هذه المواقع المتناقضة التي اتخذتها وتتخذها الدول الإقليمية، وكل هذه الخطابات المتناقضة التي تخرج منها؛ ليس بمقارنتها مع سنوات أو سنة من الأزمة السورية بل غدا عند بعض منها وخاصة تركيا والتي باتت من أكثرها تناقضاً في المواقف الأسبوعية واليومية المتناقضة. إضافة إلى أن الأزمة السورية شهدت أحلاف وأحلاف؛ الداخلة في أحدها خرج منها متحالفاً مع أشد الخصوم للتحالف السابق؛ كما حال تركيا أيضاً التي شاركت في تأسيس حلف (إسلامي) (سني) وتنتقل اليوم إلى الحلف المعاكس له المتأسس للخصومة حياله. أمرٌ لا يمكن تصنيفه ضمن خانة: هذه هي السياسة. من الضحالة المعرفية أن يتم تعريف السياسة أو أن يتم النظر إليها في هكذا منوال، إنما السياسة هي أي فعل أخلاقي يعود بالفائدة المجتمعية إلى بلد أو عدة بلدان؛ إلى شعب أو شعوب مشتركة، هذا يعني من الضرورة أن ما تقوم به الأنظمة الحاكمة هي ممارسات ضد فعل السياسة وضد تعريف الإنسان على أنه كائن سياسي أخلاقي كما يؤكد ذلك الفيلسوف أوجلان في المجلد الثالث من مانيفستو الحضارة الديمقراطية: سيسيولوجيا الحرية.
كل هذه التبدلات والتنقلات جعلت المعارضة السورية بعمومها وبالأخص الائتلاف أنْ يتم تدويرها في الدائرة المغلقة نفسها والابقاء على الحبل السري بشكلها المحكم مع الاستدارات التركية وغير القابل لأية ولادة وانفكاك منها؛ خروج بعضهم في الآونة الأخيرة أشبه أن يكون متحدث باسم السلطة التركية مبرراً؛ ذرائعياً؛ مُجَمِّلاً حيال كل ما تفعله تركيا. أردوغان صائب في عدائه للنظام وأردوغان صائب في (استدارته) إلى النظام. وكل شيء من هذا القبيل أو على شاكلته. ولأن الائتلاف كذلك- حتى اللحظة- ولأن المعارضة السورية –بعمومها- كذلك حتى اللحظة فمن الصعوب أن تندرج في المعارضة الحقيقية التي تمتلك الرؤية القويمة نحو الحل. علماً أن خطوة واحدة إذا ما أقدمت عليها الائتلاف ستجد نفسها أكثر قدرة تأثيراً على الحل مثلها في مثل ذلك على المعارضات الأخرى ومن ضمنهم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
ماهية سياسات حزب الاتحاد الديمقراطي؟
التشبث بالمجتمعية استراتيجية بالنسبة للحزب؛ ورؤيته للقضايا في الشرق الأوسط وكيفية حلها بشكل ديمقراطي واضح جداً. ولمن يود فهم هذه السياسة المعلنة منذ تأسيس الحزب في العام 2003 وكيفية تناولنا للأزمة السورية وللقضية الكردية في عموم أجزائها وفهم المنطق السياسي له من قضايا المعمورة فإنها متدفقة عبر ثلاث مسارات متوازية محددة –أولاً- بالبعد الوطني الديمقراطي السوري وكان هذا هو أساس المقاربة وتأسيس الاتحاد الديمقراطي مع الشركاء والأفرقاء السوريين لتحالفات وهيئات ومؤتمرات وطنية سورية قبل الأزمة وبعدها من هيئة التنسيق الوطنية 2012 إلى مؤتمر القاهرة للمعارضة الوطنية 2015 إلى مجلس سوريا الديمقراطية نهاية 2015 إلى الاجتماع التأسيسي لخطوة النظام الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا- شمال سوريا آذار 2016. وثانياً؛ بالبعد الكردستاني الذي يربطه مع بقية القوى والأحزاب الكردستانية قضية – القضية الكردية- واحدة يؤكد على ضرورة حلها بشكل ديمقراطي ومن خلاله يصون العيش المشترك السلمي بين مكونات البلدان التي تم تأسيسها قبل حوالي تسعين عام (سوريا- تركيا- العراق- إيران) وسعيه إلى تشكيل الدولة الوطنية الذي يقودها دساتير ديمقراطية وإدارة/ حكومة ديمقراطية في صيغة الاتحادية/ الفيدرالية الديمقراطية؛ يؤكد الهويات الوطنية الغائبة والمغيّبة وينتشل البلدان من حالات التقسيم التي تعيشها. وثالثاً؛ بالبعد العالمي باعتباره يمتلك الشخصية الاعتبارية العالمية ومن أعضاء في مؤتمرات دولية مثل مؤتمر الاشتراكية الدولية، وعلى اعتباره جزء من الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تتبع لها وحدات حماية الشعب والمرأة وعموم فصائل قوات سوريا الديمقراطية والأخيرة أصبحت شريكاً استراتيجياً في الأسرة الدولية ضد الإرهاب بغية تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وسوريا والعالم برمته. لا نعتقد بأننا ووفق هذه المسارات المتلازمة المتوازية ما يستدعي إلى قيامه بأي تغيير أو التخلي عن ما أفضى مجتمعاً وفق هذه المسارات إلى النتيجة الإيجابية اليوم؛ خاصة إذا ما أدركنا أن الواحدة من هذه المسارات أفضت إلى الثانية وكلاهما يفضيان إلى الثالثة: أي الانتماء القومي القويم إلى الحالة الوطنية الفاعلة إلى العائلة العالمية باعتبار الجميع أفراداً وجماعات وبلدان يشكلون هذه العائلة وفق قوانين ومناظير تؤكد شرعة حقوق الإنسان؛ علماً بأن هذه القوانين الناظمة يجب أن تتعدل ويتم تجديدها بشكل تقوي تلك المبادئ وتعزز مسائل الأمن والاستقرارات المحلية والإقليمية والعالمية التي كانت أساس تشكلها وتشكيلها.
ظهور بعض الأصوات النشاز وبعض من الجهات المشبوهة؛ مؤخراً؛ وابتداعها لمسائل الانفكاك عن التزام حزب الاتحاد الديمقراطي من أيديولوجية الأمة الديمقراطية – قد تكون الأمة السورية الديمقراطية نموذجاً مهماً لها بدايةً- التي تعتبر المسند الأساس للمكتسبات المتحققة المنجزة في روج آفا- شمال سوريا ومسؤولة بالأساس عن حالة الأمن والاستقرار فيها؛ تؤكد هذه الأصوات والجهات التي تُملي عليها بأنها تأكيدات مستجدة على التمسك في تحدثهم باللسان التركي وتعيير نفسها وفق المزاج التركي الذي أثبتت أيام الربيع العربي والأزمة السورية بفشلها التام، كما أنها تؤكد حالات خوف هذه الجهات من أية تسوية سياسية للأزمة السورية وإيجاد حلول ديمقراطية لقضاياها، وأنها ستبقى في المحصلة مجرد أصوات نشاز لا قيمة لها ودون تأثير حاضر أو لاحق مثلما لم تكن ذي تأثير سابق. وأن ما يقوم به أصحاب البِدع ليس سوى تفسير على فشلها وأنها حركات إعلامية إعلانية للتغطية على المكشوف بوضوح ما ظهرت عليها هذه الجهات وتخبطها على طول الأزمة السورية. وإذا كان هناك من يحتاج إلى إعلان انفكاكه هو الائتلاف ومن ضمنه المجلس الكردي عن تركيا فوراً سريعاً وبدون تردد؛ وقتها سيكون الوقت مناسباً للحديث الوطني وللحلول الوطنية الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو