الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع -أقلامي و أوراقي وكتبي -

ماجد بدرة

2016 / 9 / 3
الادب والفن



كنت في تفكير عميق حول فكرة كاريكاتير ناقدة لاذعة , وقد ترددت في رسمها ولكني أخيرا قررت أن ارسمها.
فهممت بالرسم فجهزت الأوراق والأقلام على المكتب , وكان من حولي على الجدران معلق بعض الرسومات , وبجانبي بعض الكتب ودواوين شعر.
بدأت بالرسم, وكان يراودني الخوف بين الحين والآخر , وقد دار حوار داخلي بيني وبين نفسي .
وفي أثناء حواري الداخلي .
قاطعني القلم قائلا : أنت لا تستحق أن تكون رسام كاريكاتير ,في الوقت الذي تقول فيه عن نفسك "أنا انتقد بكل ما أوتيت من قوة" كما أن شعارك "قلم بقبضة سيف" أي سلاحك قلمك ,
كيف تقول ذلك و أنت لا تستخدم سلاحك في وجه الظلم والظالمين وهذه مهمتك كرسام كاريكاتير ؟؟؟ !!!
فتدخلت الورقة قائلة للقلم : لا تثقل عليه أيها القلم فهو بحاجة إلى التفكير والتأني ويجب ان يحسب العواقب قبل البدء بالعمل.
فأطل حنظلة برأسه من أحد الرسومات المعلقة غاضبا والعرق يتصبب من جبينه .
وقال : إذا أردت أن تكون رسام كاريكاتير حقيقي فيجب أن تسلك المسار الذي سلكه ناجي العلي , فهو المسار الصحيح والمسار الحق, مسار عرض الحقيقة و مسار فضح الفساد والباطل ,
فكل رسام كاريكاتير حقيقي يجب أن يسلك مسلك ناجي العلي في إظهار الحقيقة ونبذ الجبن والتخاذل , مادمت رسام كاريكاتير فلا مجال للخوف والجبن , انتقد دون
مبالاة للعواقب ومهما كان الثمن , فان فكرت بغير ذلك وسلكت غير ذلك المسلك فأنت لست رسام كاريكاتير , كما أنصح رسامي الكاريكاتير أن تكون لديهم معرفة جيدة حول التاريخ ويتعلموا منه.
فاستكمل الحديث أحد كتب التاريخ قائلا:- معك حق يا حنظلة يجب على رسامي الكاريكاتير وغيرهم أن يتعلموا ويستفيدوا من التاريخ ويعرفوا الخطأ ويعتبروا منه , ويعرفوا الصواب ويعززوه.
ولكن للأسف أنا لا يقرأني أحد وإذا قرؤوني لا يستفيدوا من العبر التي أعطيها إليهم , كما أنهم لا يحللوا المواقف التي حدثت ,ويأخذونها كأنها قصة للتسلية كما أنهم لا يعلموا أن المنتصر هو
من يكتب التاريخ فيخفوا الأخطاء ويظهروا الجوانب المضيئة , فلماذا لا يعيدوا النظر في التاريخ فيكشفوا التحريف والتزوير في التاريخ .
كل ما أريده هو أن يعرضوا الحقيقة كما هي !!!!! أنا حزين جدا!!!
فبدأ الكلام أحد دواوين الشاعر الكبير محمود درويش حديثه محورا بعض كلمات الشعر ليتلاءم مع الحديث قائلاً: :-
الكتب تبكي على تاريخ ضائع قد يزيف
الكتب تبكي على تاريخ مزيف لن يصحح
الأقلام تبكي على الكتب الذاهبة إلى التزييف
الأقلام تبكي على الكاريكاتير الذي يقترب إلى التزييف
فأنتم لم تتركوا التاريخ وحيدا بحقيقته
فهزمتم التاريخ
ولكن .............
سيهزمك يا تزييف الفنون جميعها
والكاريكاتير لن يقبل التزييف والتحريف
فان لم تفعل ذلك
فأنت على هذه الأرض لا تستحق الحياة
بعد هذا الحوار امتلأ عقلي بالأفكار الايجابية والأفكار السلبية , ويعد تفكير ,ما كان لي إلا أن اطرد الأفكار السلبية والجبانة , وان أتشبث وأتمسك بالأفكار الايجابية الشجاعة , والتي يجب على كل فنان كاريكاتير أن يتحلى بها .
فقلت للمتحاورين : أنتم على حق في كل ما قلتموه , فسوف اسلك طريق ناجي العلي ,حتى ولو كان طريق شوك وآلام لان الكاريكاتير رسالة صادقة , ويجب أن يكون حاملها أمين في إيصالها للناس .
فستكون أيها القلم, السيف الحاد على عنق الفساد والباطل والخطأ , كما ستكون الضمير الذي يؤلمني ويجرحني بحده الحاد إذا تخاذلت أو حدت عن الطريق الصواب .
أما أنت أيتها الورقة ,فأحترم وجهة نظرك , ولكن ما تقولينه لا ينطبق على رسامي الكاريكاتير , فالأمانة لا تحتمل الانتظار والتفكير , فالرسالة ستصل إلى الناس بحلوها ومرها.
واعلم يا كتاب التاريخ العريق بأنك مظلوم وأنك تعاني كثيرا بسبب تحريف وتزوير حقائقك من قبل ناس خانوا الأمانة وأظهروا الصواب وحرفوا الأخطاء .
فأنا أعدك بأن أساعدك قدر ما أستطيع في كشف المستور , وإخراج الحقيقة من الجحور.
أما أنت يا حنظله , فابلغ سلامي الحار إلى شهيدنا وفناننا ناجي العلي الذي أبى إلا أن يقول "لا لكاتم الصوت" إلا أن يظهر الحقيقة كاملة بالوجوه القبيحة والبطون المتكرشة وفي وجه الرجعية والصهيونية والإمبريالية .
وطمئنه باني ماض في طريقه , وان ينام قرير العين .
واشكره كثيرا على رسوماته التي تلهمنا الأفكار وتزرع فينا حب الوطن وتحثنا على قول الحق , وتبث فينا روح الأمل في العودة إلى فلسطين , وتستفزنا للوقوف في وجه المحتل بكل بسالة.
وستكون يا حنظلة كما قال عنك "أبو خالد" قطرة عرق تلسع جبيني إذا راودني الجبن والتخاذل.
لقد أتحفتنا يا ديواننا العزيز بكلماتك الرائعة والتي هزت مشاعري, وسلام على الشاعر محمود درويش وهو يعد فينا نار الحقيقة , فقد آن لي أن أقدم بعض الهدايا إليه , وهي أن لا أضع ريشتي على حقيقة من سراب ,فأبكي كثيرا ,بل سأضع ريشتي على الحقيقة الحقيقية , فلن تبكي الأقلام دموعا على الأوراق بل ستبكي حبرا لتخط به الحقيقة المؤلمة , وبكل تأكيد في يوم سينهمر الحبر على الأوراق فرحا بالعودة والاستقلال ولن اترك الحصان وحيدا ,حتى استحق الحياة على هذه الأرض.
مع الاعتذار إلى: الفنان الكبير ناجي العلي والشاعر الكبير محمود درويش



ماجد بدرة
www.majedbadra.com
https://www.youtube.com/user/majedbadra
[email protected]














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7


.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح




.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال


.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل




.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع