الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم بني دعوة !

عمار جبار الكعبي

2016 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


حكم بني دعوة !
عمار جبار الكعبي
اعتاد العرب على توريث السلطة ، من الأب الى الابن او الاخ او ابن العم ، المهم ان تبقى الرياسة والسلطة بينهم ولا تنتقل الى غيرهم ، حتى اصبحت ملكاً عضوض ، يعض عليه بالنواجذ ! ، تطور الزمن وانتقلنا الى الديمقراطية ، وانتقلت معها العديد من عادات وتقاليد الجاهلية ، الا وهي توريث السلطة والاحتفاظ بها ، ولكنها ليست داخل العشيرة ، وانما داخل الحزب الواحد
صدام ابكانا ، وبعد ان استلم حزب الدعوة الحكم ، ابكونا على من ابكانا ! ، منذ ثلاثة عشر عام وهم يحكمون ، ومن يعتقد ان الديمقراطية عبارة عن صندوق انتخابات فهو لم يعرف الديمقراطية على حقيقتها ، الذي يصل الى السلطة عن طريق الانتخابات ، تبقى مشروعية حكمه منقوصة ، ما لم يقدم شيء يرضي به الجماهير ، اذ الرضا الجماهيري هو معيار الشرعية ، وليس الصندوق فقط ، والا فان هتلر وموسوليني قد تحققت لهم مشروعية صندوق الانتخابات ، بينما هم من اعتى جبابرة القرن العشرين ، حكموا البلاد بتسييس كل ماهو وطني ومحايد
سيّسوا الاعلام ، ليسيطروا على الرأي العام الجماهيري ، كما سيطر بني العباس على منبر رسول الله ليتحكموا بالناس ، ويثبتوا دعائم حكمهم ، فكانت شبكة الاعلام العراقي ، شبكة هزيلة حزبية بشكل صارخ ، حتى وصل الامر لان يرأسها النائب السابق عن حزب الدعوة و ( البعث ) علي الشلاه ، بينما يجب ان تكون الشبكة فوق جميع الانتماءات ، لترتبط بالشعب فقط ولا احد غيره ، وتسيسها تفريغ لها من محتواها ، والحكم عليها بالنبذ والفشل
استنساخ التجارب بين ولايتي ذاك وولاية هذا ، تشابهت في كل النهايات ، مع اختلاف الطرق ، الهيئات المستقلة بقيت غير مستقلة ، حتى انهم شقوا وثاروا ضد مجلس النواب ، حينما تهددت هيئاتهم بفعل وثيقة الاصلاح التي وقع عليها زعماء الكتل ، بعض الهيئات تضمن لهم بقائهم في السلطة ، كمفوضية الانتخابات ، واُخرى تضمن عدم محاسبتهم على فسادهم ، كهيئة النزاهة ، والثالثة تضمن استمرار تمويلهم عن طريق بيع العملات ، كالبنك المركزي ، بينما حاربوا وأزالوا جميع المنافسين ، سواء عن طريق جبهة الخراب البرلمانية ، والاستجوابات السياسية الموجهة ضد وزراء المنافسين ، او عن طريق رئيس وزرائهم ، وتقيده لفريقه الحكومي ، وقراراته الارتجالية المربكة ، وأعادوا سيناريوا الادارة بالوكالة ، وكان على رأسها الداخلية والدفاع ، ونحن يشتد بِنَا الوطيس من كل جانب ، ونخوض حرباً ضروس ضد ابشع تنظيماً ارهابياً عرفه العالم ، ولكن ليس المهم ادارة الدولة بشكل جيد ، والحفاظ على أمن الناس وحقن دمائهم ، وانما المهم ان يستمر حكم بني دعوة ، وان كان على جبال الجثث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغارديان تكشف نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية


.. تراجع مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين للمرة الثانية




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام -الع




.. ديفيد كاميرون: بريطانيا لا تعتزم متابعة وقف بيع الأسلحة لإسر