الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناظرة فكرية بين الأديب العروبي الطاهر يحياوي و الروائي الفرانكفوني بلقاسم مزغوشان

علجية عيش
(aldjia aiche)

2016 / 9 / 4
مقابلات و حوارات



الأديب الطاهر يحياوي يدعو النخبة "الفرانكفونية" إلى حِوَارٍ ثقَافِيٍّ فكريٍّ حول: "السيّاسات اللغوية و صراع الهويّة"

(الروائي بلقاسم مغزوشان : اللغة الفرنسية هي اللغة التي تطعم الشعب الجزائري)

(الأديب الطاهر يحياوي: الدفاع عن اللغة العربية ليس معناه الدعوة إلى الإنغلاق أو التزمت و الاستعمار وراء خراب الأمة العربية )

دعا الأديب العروبي الطاهر يحياوي رئيس دار "الأوطان" للنشر و التوزيع النخبة "الفرانكفونية" إلى حوار ثقافي وعلمي وأدبي وتاريخي، حول "السيّاسات اللغوية و صراع الهويّة" ، حوار قال عنه أنه سيكون أقلام مع أقلام، و حقائق تقابل حقائق، و دلائل تقابل دلائل، دون الخروج بالحوار الثقافي إلى غيره، و دون توجيه اتهاما لأحد، وأوضح الطاهر يحياوي أن النخبة الفرانكفونية التي تدعي أنها ستقودنا إلى التقدم والازدهار ، لا علاقة له بالحكومة ولا الدولة الجزائرية، فالفرنكوفنيون هم الذين يزعمون هدا الزعم، و يحاولون إقناع الرأي العام الجزائري بآرائهم، و لذا فنحن ندعوهم إلى الحوار و لن نتهمهم باي شيء و إنما نريد منهم أن يثبتوا صحة دعواهم بأدلة يقبلها الناس

شنت أقلام فرانكفونية حربا كلامية انتقدت فيها موقف الأديب الجزائري الطاهر يحياوي من قضية الصراع اللغوي "العروبي الفرانكفوني" ، و انتقاده "النخبة المفرنسة" في الجزائر التي وقفت ضد بقاء لغة "الضاد" في المنابر و المؤسسات، و ذلك عقب نشره مقال تحت عنوان: " الفرانكفونية من أخطر الحروب على انتماء اللغة العربية" ، فكان من الواجب عليه تصريف الشعور العروبي الصادق و الوطني، بأن يكون خير خلف لخير سلف ، و يسير على درب الذين تعاقبوا على المنبر الثقافي، لإعلاء اللغة العربية و يؤرخون بألسنتهم الفصيحة و أساليبهم المتنوعة للغة "الضاد" ، اللغة التي قال فيها العلامة عبد الحميد ابن باديس الصنهاجي: " شعبُ الجزائر مسلمٌ و إلى العُرُوبة ينتسب، من قال حادَ عن أصلهِ أو قال مات فقد كذب"، و لعلّ هي دعوة لمحاربة النّسيان، فقد حرص العرب على عروبتهم في الجاهلية و في صدر الإسلام، و حتى مرحلة النهضة الأدبية، إلى أن بدأ عهد الانحطاط الطويل العريض الذي فعل بالعروبة أفاعيله، و الكلّ يعلم الحالة المزرية التي أضحت عليها الجزائر بعد الاحتلال الفرنسي لها، الذي عمل على نقل فكره و ثقافته إلى البلاد المغلوبة له، ما دفع بالمفكر الجزائري و المجاهد مولود قاسم نايت بلقاسم إلى تسمية هذا الوافد الغريب بالإستدمار .
فعلا، و كما قال البعض ، فإن استعمار الفكر أخطر بكثير، ولذلك وجدت فرنسا في الجزائرية الأرض الخصبة في فكرهم لاحتلاله ثم بعدها سهل جدا احتلال الأرض، فقضية الفرانكفونية كما يراها البعض أضحت وَرَمًا سرطانيا ينخر كامل جسد الأمة و بالتالي فالمشكلة ليست في تشخيص الداء الذي أصبح معروفا ببساطة و عليه آن الأوان للإسراع في العلاج ما دام الجسد قابلا للاستجابة و أولى خطوات العلاج ليس الاستئصال كما يعتقد الكثيرين لكن تقوية المناعة، من خلال الخطاب الفكري التوعوي وكذا استثمار الدراسات و الأبحاث الفكرية البناءة في مجالي الأدب و اللغة والذي من شأنه أن يرجح كفة الدواء في مجابهة الداء، فيما رأى آخرون أن الفرانكفونية كشرت على أنيابها منذ مجيء بن غبريط، مشيرين في ذلك إلى أن الحركة التعليمية اليوم في خطر، و قد حذرت جمعية العلماء المسلمين من تفشي هذا الخطر، و دعت إلى إنشاء مجتمعا مدنيا مثقفا و مسلحا بالثقافة العربية الأصيلة.

الروائي بلقاسم : لولا فرنسا لكانت الجزائر كأدغال إفريقيا

و لم تلق مواقف الأديب الطاهر يحياوي قبول بعض الأقلام التي تدافع عن النزعة الفرانكفونية و من بين هؤلاء الروائي بلقاسم مغزوشان، رغم أن هذا الأخير يكتب باللغة العربية كما أشار هو بذلك، في رده على صاحب المقال، حيث اعترف أنه كان مصدوما لقول صاحب المقال أن الفرنسية قتلت العربية، المؤسف أن الروائي بلقاسم مغزوشان و هو يشيد بلغة ديغول يؤكد أن اللغة الفرنسية هي اللغة التي تطعم الجزائري و تكسوه و تطببه، و يدعوا إلى مقاتلة لغة سيبويه ، لأنها ألسن اللهجات الهدامة لقواعد اللغة، و يقول أنا أتقن سبع لغات لكن المشكل هو اللهجة العامية المدمرة، و أن العربي هو قاتل و مغتصب لغته، و اللهجة أخصت فحولة اللغة، و بلغ به الحد إلى أن برّأ الاستعمار بأنه سبب كل البلايا، و أنه خرج من البلدان العربية، لكن هذه الأخيرة مازالت متخلفة، مرؤوسة من طرف حكّام بلداء، و يشير بلقاسم إلى مجازر اللغة التي يقرأها في مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوب" بكتابة لغة الضاد بالحرف اللاتيني.
و أشار المتحدث إلى قضية "الأمازيغية" بعد استعمار العرب لشمال إفريقيا، كما أن الإسلام نشر في بلاد فارس و تركيا و لكن هذا لم يطمس لغتهما، مشيرا أن سرطان الأمة العربية تتكون من خلايا خبيثة داخلية و لا دخل للاستعمار بعد تصفيته، و من وجهة نظره فاللغة الفرنسية لغة علم كالإنجليزية و الألمانية و الإسبانية الخ، و الغرب له سلبياته و إيجابياته، و نحن كنا قال هو نكتفي باستغلال إيجابية علومهم و ابتكاراتهم، و لولاهم لمات مرضى العرب، أما عن فرنسا أضاف هذا الروائي أنها دولة مشهود لها بالاختراع و الابتكار، دولة تصنع الدواء و السيارات و القطارات و الآلات ، و حتى إسرائيل و كل بلدان الغرب و آسيا، و لولا فرنسا لكانت الجزائر كأدغال إفريقيا، و لذا لا يمكن تقزيمها، رغم أن مجازرها في حق الشعب الجزائري وصمة عار في تاريخ فرنسا، للعلم أن بلقاسم مزغوشان له عدة مؤلفات روايتين بالإنجليزية، و أنهى مؤخرا رواية تاريخية بالعربية بعنوان: "المحروسة لا تشبه غرناطة"، و كان منذ خمس سنوات شارك الروائي بلقاسم مغزوشان من تيزي وزو بنصين مسرحيين "يطقان‭ ‬حسان‭ ‬آغا‭ ‬وعاصفة‭ ‬شارلكان‮"‬،‭ في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.


الطاهر يحياوي: اللغة العربية لغة عالمية و وجب احترامها

من جهته أكد الطاهر يحياوي أنه لكل أمة لغتها، و وجب احترامها، غير أن اللغة العربية تبقى لغة عالمية يتلكم بها مليار مسلم، ودينها عالمي لأنها لغة القرآن، وهي روح وانتماء وليست عرقية أو عنصرية ومن حاد عن هذه الجادة، فقد ظلم نفسه، أما من وجهة نظر إيديولوجية فاللغة العربية كانت رد فعل للصراع الفارسي وغير الفارسي فداك من السياسة وليس من العربية وفي كل حضارات العالم وفي أممه مظاهر سلبية و الأمة العربية قد تمر بمثل هدا ولكن المبادئ وجوهرها بعيدة عن هذا كله، و شتان بين تفتح الحضارات بعضها على بعض وتعاون اللغات وبين اغتصاب اللغات بعضها على بعض، و أوضح الطاهر يحياوي أنه دفاعه عن اللغة العربية ليس معناه الدعوة إلى الإنغلاق أو التزمت، أو دعوة لمقاطعة فكر أو إيديولوجيا، أو عقيدة أو انفتاح أو الأخذ من الحضارات واللغات و الإفادة من فضيلة الإنسانية في أرض أبرقت أو سماء لاحت، بل هي دعوة إلى احترام اللغة العربية، و لا يضعوا لغتهم كبديل عن العربية، و هذا حق يشهده التاريخ و الإنسانية والسياسات الدولية وقوانين الأمم المتحدة وكل الأعراف والتقاليد و الآداب الإنسانية والدولية مند فجر التاريخ إلى مغربه.
و أضاف الطاهر يحياوي قائلا: "من حق العروبيين أن يتنفسوا بلغتهم و يفكرون بها و يكتبون بها و يتعاملون بها مع الآخر، و هذا الحق لا يعد تهديدا باستعمار العالم، أو إعلانها حربا على شعب أو دولة، أو تخطي على أيّ عقيدة أو مذهب، بما فيها اليهودية والمسيحية ، فهناك دول صغيرة و إمارات بحجم قرى و مداشر تمارس العمل بلغتها وتدين بديانتها ولا أحد يعترض عليها أو يتدخل في شؤونها، و الجزائر من أرقى الدول التي ترعى القوانين الدولية و الأعراف وتحترم الخصوصيات، أما ما تعلق باللهجات فهي كلها من جرائر الاستعمار الخبيث لتفرقة الأوطان وتشتيتها وتقسيمها ، و هو - أي الاستعمار- السبب في خراب الأمة العربية اليوم ، و هو وراء تدمير العراق وسوريا و ليبيا والسودان واليمن و كل شعوب إفريقيا بكاملها ، و سيأتي يوم تكون فيه القواعد العسكرية الأجنبية منتصبة أمام الخيام و الأكواخ في كل شبر من إفريقيا واسيا وربما حتى في مناطق أخرى من العالم في أوروبا وغيرها مؤهلة لمثل هدا الاختراق، و هي كما أضاف إستراتيجية لإعادة ترتيب العالم والذين هم معنيون بدلك لابد عليهم أن يختلقوا الوسائل والطرق والمبررات لتمرير برنامجهم مهما كلف الثمن.
و أشاد الطاهر يحياوي بموقف سكان غرداية تجاه المطلب الفرنسي و رفضوا أن تكون لفرنسا دولة في الصحراء الجزائرية بعد أن حاول الاستعمار الفرنسي استغلالها كورقة لتقسيم الجزائر ولكن الأمازيغ الأحرار رفضوا دلك وانضموا إلى الثورة والدليل على تواجدهم في قيادات عليا في صفوف الثورة في الوقت الذي أصدرت الثورة أوامر بعدم التكلم باي لهجة محلية ، وقبل هدا الوقت لم يحدث أي نشاز بين العربية و الأمازيغية وقد عاشتا قرونا معا يربط بينهما الإسلام العظيم ربطا روحيا عاليا، بل أن هناك المئات من المؤلفات كتبت بالأمازيغية وبالحرف العربي في علوم الدين الإسلامي كتبها علماء امازيغيون ، ففرنسا يزعجها .. كيف يكون الأمازيغي حاملا لواء العربية ..مثل ابن آجرّوم ..الذي علم العرب أنفسهم لغتهم..، و لو اتبعنا اللغة الانجليزية طوال سنوات الاستقلال لكنا قد حققنا خطوات إلى الأمام، أين هؤلاء الذين يقدسون لاماتين وهو من أصل عربي و شكسبير، للعلم أن الطاهر يحياوي كان مؤسس رابطة إبداع و كان رئيسها قبل أن يؤسس دار الأوطان، هذه الرابطة سبق و أن أعطت دفعة قوية لجيل العربية والانتماء في الجزائر، مما أهلتها للظهور في الواجهة الثقافية و الإبداعية بجدارة، فكانت قوة إبداعية ضاربة ارتفعت عاليا فوق "الجاحظية" التي أسسها الطاهر وطار و اتحاد الكتاب الذي تراجع أمام تواجدها كقوة ثقافية فتية انتصرت للعربية ولعروبة الجزائر، حيث قدمت رابطة إبداع ما يقارب 60 عملا إبداعيا، وتلتها دار الأوطان الآن بما يقارب 160 عنوانا، كما تمكنت دار الأوطان من استقطاب فلول الشباب المبدعين، وباتت تراهن على أنها حاملة اللواء، ما جعلها تخطو سريعا في عالم الفكر و الإبداع.
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف؟ ومن سيحكم فرنسا بعد الانتخابات التشريعية؟


.. سـوريـا - تـركـيـا: مـا وراء كـل هـذا الاحـتـقـان؟ • فرانس 2




.. هل تنهي العشائر حكم #حماس في قطاع #غزة؟ #سوشال_سكاي


.. وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 33 فلسطيني بقصف إسرائيلي على عدة




.. إسرائيل ستصادق على بناء 5300 وحدة استيطانية في الضفة الغربية