الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة -الى الامام-.. على الجماهير فصل نفسها عن تكتيكات الصدر الانتهازية

صحيفة الى الامام

2016 / 9 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مقتدى الصدر، منذ فتوى الجهاد الكفائي للمرجع الشيعي علي السيستاني، وهي فتوى الجهاد ضد داعش بعد سيطرته على مدينة الموصل في ١٠ حزيران ٢٠١٤، يجد نفوذه وامتيازاته وسلطته تتقوض. فلم يبق الوحيد الذي يملك مليشيا عسكرية من الجماعات الشيعية، وأصبح، غرمائه مثل قيس الخزعلي المنشق عنه رئيس مليشيا عصائب أهل الحق وهادي العامري رئيس مليشيا منظمة بدر وابو مهدي المهندس رئيس مليشيا الحشد الشعبي منافسين حقيقيين له، وكان تسريب الأخبار بترشيح قادة تلك المليشيا الى الانتخابات المقبلة بمثابة الصاعقة على راس الصدر، الذي رفض ترشيحهم وادانه في نفس الوقت.
مقتدى الصدر ومنذ حزيران ٢٠١٤ يحاول ان يعيد انتاج نفوذه داخل التحالف الشيعي، فرفع راية الاصلاح مع العبادي، وبات يتأرجح تارة بين تأييده لبرنامج حكومة العبادي واخرى يقف ضده. وحسب مواقف العبادي، فاذا وجده في خلاف مع اعضاء التحالف الشيعي، ذهب في تأييده واذا ما رآه معه يعلن الصدر عن معاداته له. واستخدم تكتيكات عديدة، فلقد ركب موجه الاحتجاجات الجماهيرية واستطاع دون منازع من تشويه صورتها وحسم افاقها واهدافها، وقلبها من شعار "باسم الدين باكونا الحرامية" الى شعار تغيير وكلاء المدراء العامين. وهدد بالاعتصام في المنطقة الخضراء، ومكث في المنطقة الخضراء تحت خيمة ٥ نجوم توفرت فيها كل وسائل الراحة والاستجمام، وكانت اقرب الى المنتجعات، من اين يكون خيمة للنازحين، ولكنه فشل ان يحصل على مراده. وبعد ذلك امر جماعته باقتحام المنطقة الخضراء، وعبثت الاخيرة بأثاث البرلمان والقصور التي يحتمي بها سادة العملية السياسية الفاسدين، ولكن بعث ورائه من الجمهورية الاسلامية في ايران، واعلن من قم باعتزاله للسياسة لأشهر، بعد ان وبخ من ملالي قم. وبعد فترة أرسل جماعته في لااقتحام مكتب رئيس الوزراء، لكنه لم يفشل فقط بل ضرب المتظاهرين بيد من حديد، واطلقت التهديدات ضده، وخاصة من قبل رئيس دولة القانون واخوه اللدود في الطائفة نوري المالكي.
لكن الصدر لم يبق ساكن فغير تكتيكاته السياسية مرتين بعد ان فشل من تحسين اوراقه السياسية، فمرة هدد بمهاجمة القوات الامريكية بعد ان رفعت الاخيرة عديد قواتها واعلنت بمشاركتها القتالية في معركة الموصل ضد داعش، وبعدها اعلن بأنه لن يسمح بتمدد الملاهي الليلية في بغداد، واذا الحكومة لم تتخذ الاجراءات فأن ميلشياته ستتخذ اللازم. ولكن كل ما فعله الصدر الى الان لم يأت بثماره، وخاصة عندما وجه له ضربة عندما اقصي احد قيادي تياره بهاء الاعرجي الذي كان يشغل نائب رئيس الوزراء من منصبه، وتوجيه اتهامات له ولوزرائه بالفساد اسوة بوزراء بقية التيارات السياسية الاخرى المشاركة في الحكومة. وحاول امتصاص تلك الضربات برفع شعار تشكيل حكومة تكنوقراط. اليوم يدخل الصدر في مرحلة اخرى وهي توجيه جماعته الى الاعلان عن الاضراب العام في المؤسسات التي يتواجدون فيها، والتي وصفتها دولة القانون بغير الدستوري.
ان جميع محاولات الصدر وتكتيكاته التي وصفناه ليس اكثر من محاولة لتحسين مكانته في المعادلة السياسية الجديدة التي ستتشكل بعد القضاء على داعش. ان الصدر ما زال لم يهضم الضربة التي وجهت الى جناحه العسكري جيش المهدي في ربيع ٢٠٠٨ من قبل قوات المالكي تحت عنوان صولة الفرسان، فقتل من قتل من قادته، وانشق عدد اخر منه وما زال يقبع العديد من جماعته في السجون بتهم الارهاب.
ان الصدر هو جزء من التحالف الشيعي واحد اعمدة المحاصصة الطائفية والقومية في العملية السياسية، وشأنه لا يختلف عن شأن عمار الحكيم وهداي العامري، ونوري المالكي، والعبادي وغيرهم، بدفع جماهير العراق الى الافقار والعوز واللامان. ان الاضراب الذي أعلنه ليس له اية علاقة بمحاربة الفساد وتحسين ظروف الجماهير المعيشية واحلال الامن والامان. انه تكتيك يستخدمه الصدر في صراعه مع اخوته الاعداء في التحالف الشيعي. ان تاريخ مقتدى الصدر وتاريخ مليشياته من عصابات جيش الهدي والمهدويين وكتلة الاحرار في البرلمان، هو تأريخ الاجرام والسلب والسرقة والفساد، وقتل النساء والمثليين، وقمع الحريات المدنية، وتعميم الرعب والخوف في المجتمع.
ان الطريق الى الرفاه والحرية هو في فصل الصفوف والافاق عن الصدر وتكتيكاته التي هي محاولات للحصول على الامتيازات والنفوذ في عراق ما بعد داعش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية


.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة




.. لتخفيف التوتر مع حزب الله.. إسرائيل توافق على عرض فرنسا| #ال


.. مرض الحصبة يتفشى في بريطانيا وسط مخاوف الأسر من تطعيم أبنائه




.. اشتباكات بين الشرطة في لوس أنجلوس وطلاب محتجين ضد حرب غزة في