الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية داعش وواجبات الدول

واثق الجابري

2016 / 9 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لن يكون مقتل العدناني وحدة من الأسباب التي تجعلنا نقول؛ أن داعش أوشكت على النهاية، وبدأ العالم يتلمس إقتراب بصيص الأمل وإنتهاء المعارك الشرسة، والإستعداد لمرحلة ما بعدها، ومن تحرير القيارة نستطيع القول أن داعش إصيب بعموده الفقري الإقتصادي، وشلت حركة القدرة على تأمين السلاح وديمومة زخم المعارك.
إبتعدت القوات الحكومية في معاركها؛ عن تدمير البنى التحتية والمنشآت النفطية؛ لمعرفتها بالحاجة لها مستقبلاً؛ رغم ان تلك المؤسسات كانت عمود فقري للإقتصاد الداعشي.
إعتمدت داعش على قدرات إقتصادية هائلة؛ تتفوق على أنها مجرد عصابة، وعند سؤال أي داعشي عن حدود دولته ستجده أبعد من القومية والوطنية والدول؛ لذا أُعتبر كل شيء مباح من أي بقاع الأرض، وبالذات مناطق يسيطر عليها بمواردها الطبيعية والصناعية والزراعية وأياديها العاملة، وتحكم بأسعار السوق وطبيعة الحياة والملبس، ومسك رقاب الناس بالإقتصاد والأرض والعُرض من أجل الإنخراط في صفوفه، وبعد تطهير مساحات شاسعة فقد قدرته الإقتصادية لتعويض الخسائر والتجنيد والتمدد.
شكلت الإنتصارات في الأراضي السورية والعراقية مشكلات وأزمات مالية وعسكرية ومعنوية، وتقلصت الأراضي من 90800 كم مربع في كانون الثاني 2015م الى أقل من 6000 كم، وفقد مدخولات جديدة من تهريب النفط والآثار، التي جعلته من أغنى التنظيمات الإرهابية، الى عجزه عن تأمين الرواتب وأموال شراء عتاد وشبكات إستخبارية للعمليات الإرهابية، وأصيبوا برعب حاولوا التعويض عنه بإستهداف المدنيين في أوربا، وكردة فعل عن فقدانه الفلوجة أهم معاقله، وإقتراب القوات العراقية من إستعادة أكبر مدينة في شمال العراق.
إن المؤشرات الأخيرة للعمليات الإرهابية، وإستخدام مايُسمى بأشبال الخلافة دليل والمراهقين؛ دليل على فقدانه أبرز قادته، وفقدانه القدرة على إستقدام الجدد، مع وجود رغبات عالمية للتطوع في مقاتلة التنظيم من شباب أوربا، مع التوقعات بزيادة وتيرة الهجمات العابرة للحدود، وتحريك عصاباته الناشئة في تونس ومالي والصومال وبنغلادش وأندنوسيا، وتوسيع العمليات في جزيرة سيناء، ولكن النتيجة ستكون عصابات سائبة وجذورها تقتلع من العراق، والأهم وجود الرفض الشعبي سيما لمن عاش بطشها وتحمل معناة الإرهاب والتهجير.
بدأ داعش يفقد قدرته على إستقطاب الشباب، وبدل الإنخراط في صفوفه بدأت عمليات الإنخراط لمقاتلته من المناطق ذاتها ومن بقع مختلفة من العالم.
لم يعد لداعش القدرة على تمويل مقاتليه بالسلاح والرواتب، وفقد منصاته الإعلامية وضمرت مواقعه الإلكترونية؛ إلاّ أن العواقب الوخيمة التي تحملها المجتمع الدولي منذ ظهور القاعدة الى يومنا هذا؛ تتطلب التفكير بجدية للتخلص من الفكر المتطرف، وفي العراق ستنتهي المعارك ويبدأ عمل الجهد الإستخباري لتعقب ما تبقى من الإرهابين، وسيكون لأبناء تلك المناطق دور أساس بتشخيص من أشترك بالجريمة، وستشهد الأم على أبنها والأخ على أخيه، لأن من شارك داعش خرج من جنس الإنسانية الى فعل الوحوش، ولكن على العالم أن يشهد على الدول الداعمة لداعش فكرياً ولوجيستيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي قيس سعيد يحدد يوم 6 أكتوبر موعدا للانتخابات ا


.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويعلن تحقيق انتصارات على




.. حادث طعن في مجمع تجاري في #كرمئيل شمالي #إسرائيل حيث جرح 3 أ


.. يائير لابيد: على الجيش احترام قرار المحكمة وتنفيذ قانون التج




.. المبعوث الأميركي آموس هوكستين يعقد محادثات جديدة في باريس بش