الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لا لا يا رجوب، ليس هكذا تورد الإبل !!

محمود سعيد كعوش

2016 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا لا لا يا رجوب، ليس هكذا تورد الإبل !!
تصريحات جبريل الرجوب المسيئة للمسيحيين الفلسطينيين تواجه بانتقادات واسعة وحادة

محمود كعوش
كما كان متوقعاً وكما افترضت أخوة الدم ووحدة المصير، وجهت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب التي تطاول فيها على المسيحيين الفلسطينيين بانتقادات حادة من قبل الفلسطينيين على المستويين الرسمي والشعبي. وجوبهت توصيفات الرجوب التي أعادها تلفزيون فلسطين الرسمي ونشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" والتي اعتبر فيها المسيحيين الفلسطينيين جماعة "ميري كريسماس" بموجة سخط عارمة من قبل الفصائل والشخصيات الفلسطينية في الداخل والخارج، وعلى صفحات مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.
وكان جبريل الرجوب قد تطاول على المسيحيين الفلسطينيين في لقاء تلفزيوني مع قناة مصرية، بسبب تصويتهم لحركة حماس في الانتخابات السابقة، فأطلق عليهم تسمية جماعة "ميري كريسماس". وقال الرجوب، وهو وزير سابق ومسؤول الأمن القومي الفلسطيني، في الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "هؤلاء لم يجلبوا لفلسطين سوى الدمار والخراب"، في إشارة منه إلى حركة "حماس".
فقد قال رئيس أساقفة سبسطية للروم "الأرثوذكس" المطران عطا الله حنا على صفحته في الفيسبوك "إننا نعرب عن استنكارنا ورفضنا وتنديدنا بهذه التصريحات التي لا تسيء فقط للمسيحيين الفلسطينيين بل تسيء لكل الشعب الفلسطيني الذي تميز دوما بوحدة أبنائه، كما ان هذه التصريحات غريبة عن ثقافتنا الوطنية".
وأضاف "ونود أن نقول لهذا السياسي الفلسطيني بأن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا جماعة (ميري كريسمس)، بل هم أبناء الكنيسة المسيحية الأولى التي انطلقت رسالتها من فلسطين، ونحن نفتخر بانتمائنا للمسيحية المشرقية الاصيلة التي بزغ نورها في هذه الأرض المقدسة."
وتابع: "نحن لسنا جماعة "ميري كريسمس"، أي عيد الميلاد بل نحن جماعة من نعيد له عيد الميلاد اعني السيد المسيح الذي اتى الى هذا العالم مناديا بقيم السلام والمحبة والاخوة والعدالة بين الناس ونقول لمن يجب ان يسمع ويعرف بأن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا بضاعة مستوردة من الغرب ولم يؤتى بهم من هنا او من هناك".
وواصل حديثه: "فالحضور المسيحي في فلسطين له تاريخ مجيد وعريق يفتخر به كل أبناء الشعب الفلسطيني. المسيحيون الفلسطينيون ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة، وليسوا من مخلفات أي نوع اخر من أنواع الاستعمار التي عبرت من هذه الديار، فنحن اصيلون في انتماءنا لهذه الأرض، نحن فلسطينيون وننتمي لهذا الشعب المناضل من اجل حريته وكرامته واستعادة حقوقه".
وعبر "حنا" عن استنكاره الشديد لتصريحات الرجوب "المسيئة"، مؤكدا أنها لن تزيد المسيحيين إلا "تمسكا وثباتا بحضورهم الوطني، وانتمائهم لفلسطين ولقضيتها العادلة".
وتمنى "حنا" أن تكون هذه التصريحات "زلة لسان، وغير مقصودة". وتابع: "هذه التصريحات لا تنصب ومصلحتنا الوطنية وتسيء لشريحة هامة من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين لهم إسهاماتهم في الحياة الوطنية والثقافية والفكرية والإبداعية والإنسانية ."
وأضاف "لن نتخلى عن انتمائنا لفلسطين مهما حرضوا علينا وأساءوا الينا، وستبقى فلسطين بالنسبة الينا هي هويتنا ووطننا وتاريخنا وكرامتنا.
وختم "حنا" قائلا: "هذه الإساءات لا تمثل إلا الأشخاص الذين يقولونها، فهي لا تمثل شعبنا ولا تمثل ثقافتنا الوطنية وهي مسيئة لكل الشعب الفلسطيني لأننا تعودنا في فلسطين ان نكون أسرة واحدة وعائلة واحدة في دفاعنا عن القدس وعن قضية شعبنا الفلسطيني العادلة".

ومن جهته، قال رئيس اللجنة العليا للفلسطينيين في كيان العدو الصهيوني محمد بركة أن "ما قاله الرجوب عن أبناء شعبنا المسيحيين، هو كلام مرفوض بالمطلق ويتناقض مع المصلحة الوطنية، لأن هذا الكلام يصب في مصلحة ماكنة الدعاية الإسرائيلية". وطالب بركة حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية بالاعتذار واتخاذ موقف واضح من تصريحات الرجوب.

وأدانت حركة حماس تصريحات الرجوب ووصفتها بـ"المسيئة" لديننا ولشعبنا وتاريخنا وقيمنا، مشددةً على رفضها "أن يتم وصف أبناء الطائفة المسحية من أبناء شعبنا بجماعة (ميري كريسماس) فهم مواطنون فلسطينيون لهم كامل حقوق المواطنة ولا يجوز التفرقة على أساس العرق أو الدين أو الجنس".
وأضافت في بيان صدر عنها "إننا نعتز أن أبناء شعبنا من الطائفة المسيحية وغيرها يعطون أصواتهم لتيار المقاومة وإن أبسط معايير الديموقراطية هي الإيمان بحقوق الجميع أن يعطوا أصواتهم ويعقدوا تحالفاتهم بالشكل الذي يريدون وأن الفصل بين المواطنين على أساس ديني هو شكل مرفوض من أشكال العنصرية النكدة، وتصريحات جبريل الرجوب تتضمن إرهاب فكري غريب عن عادات شعبنا.
وأشارت إلى "إن إساءة جبريل الرجوب إلى الدين الإسلامي وما أسماه أسلمة المجتمع تتناقض مع تاريخ شعبنا وثقافته وسلوكه وحضارته الذي ينتمي إلى الدين الإسلامي الحنيف ومحاولته إثارة الخلاف الطائفي عمل مرفوض وخطير".

ومن جهتها استنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وقالت في بيان مقتضب: إن تصريحات الرجوب غير لائقة وغير مسؤولة، ومسيئة للشعب الفلسطيني وثقافته وتقاليده الإسلامية والوطنية.

وبدورها أصدرت حركة فتح في إقليم بيت لحم بيانًا تستنكر فيه ما جاء على لسان الرجوب، وتعتذر لمن أساء إليهم، وجاء في البيان لم يكن بيننا يومًا جماعة ولم يكن المسيحيون طائفة أو فئة أو جماعة بل أصحاب هذه الأرض، شركاء الدم والوحدة والقرار، حاملو راية فلسطين والنضال في كل المراحل .
وتابع بيان فتح: إننا في فتح - إقليم بيت لحم خير من يعلم بالمواقف الوطنية لأهلنا المسيحيين وعليه فإننا أولًا نعتذر عن تصريحات الأخ جبريل الرجوب ونطالبه بتصويب تصريحاته والاعتذار لأهلنا ولفلسطين فوجب الاعتذار لمن هم أهل للاعتذار، ونقولها بعيدًا عن المناكفات السياسية سيبقى الوعي الوطني للمسلمين والمسيحيين وبكافة أطياف اللون السياسي صفًّا واحدًا صامدًا صابرًا في سبيل فلسطين حرة عربية مستقلة .

ومن جانبها حملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادي جبريل الرجوب المسؤولية عن تصريحاته المشينة على إحدى الفضائيات ضد الطوائف المسيحية الفلسطينية، مؤكدة أن هذه التصريحات تمثل إساءة للشعب الفلسطيني بأكمله.
وقالت الجبهة الشعبية في بيان صحفي، أمس الأحد: إن اعتذار جبريل الرجوب للشعب الفلسطيني للتكفير عن هذه التصريحات الخارجة عن ثقافة وقيم شعبه لا يكفي، بل يجب أن يخضع للمحاسبة الفورية، ووقوف الشعب الفلسطيني وقواه بحزم أمام هذه التصريحات لمنع تكرارها.
وأكدت الجبهة الشعبية أن هذه التصريحات بحق جزء أصيل من الشعب الفلسطيني ليست هفوة من قيادي سبق له أن شغل مواقع رسمية وغير بعيد في مسؤولياته الراهنة عن مظلة السلطة، وإنما تعكس نهج السلطة المتفرد، والذي أنتج قيادات استعلائية لا ترى بوحدة الشعب الفلسطيني وثقافته وهويته إلا تهديدًا لمصالحها ولنفوذها ولتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي.

وفي ذات السياق كتب النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة المشتركة باسل غطاس "لا تجيبوا السفهاء، فأنا لا أشعر أن هناك حاجة لأن يعتذر أحد ما لي عن تفاهات جِبْرِيل الرجوب، لا هو نفسه ولا تنظيم فتح ولا غيره. المسيحيون الفلسطينيون المؤمنون حقيقة أنهم جذر من جذور هذه الأمة وهذا الشعب لا ينتظرون اعتذارًا ممن أهان وجودهم وتهكم عليه وإنما يعتبرون أن الإهانة والاعتداء تم على الشعب الفلسطيني نفسه وعلى تاريخه ونسيجه الاجتماعي المتين، وإذا كان ثمة حاجة للرد فليكن من كافة مركبات هذا النسيج، وإذا كان ثمة اعتذار فليقدم للشعب الفلسطيني كافة".
وتابع غطاس القول أن "سفاهة ما قاله الرجوب ووضاعته لا تصنف تصريحه حتى ضمن الخطاب الطائفي البغيض وإنما تنم عن ذلك التخلف وتلك العقلية المتحجرة التي لا تزال تسيطر على قيادات فقدت كل مصداقية شعبية أو نضالية أو وطنية كانت".

ونحن بدورنا نضم صوتنا إلى الإصوات الفلسطينية التي دانت ونددت بتصريحات الرجوب غير المسؤولة بحق إخواننا المسيحيين في فلسطين السليبة، ونطلبه هو وحركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية بالاعتذار الفوري، ونقول له بصريح العبارة:

لا لا لا يا رجوب، ليس هكذا تورد الإبل !!

محمود كعوش
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات