الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يجب ان يفعلة الماركسيين حيال الازمة الراهنة

احمد علي

2016 / 9 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عندما نتتبع الاسباب الرئيسية التي تنتج اي حراك جماهيري ، فإننا سوف نجد انها تتعلق بالازمات الاقتصادية و التناقضات الطبقية ، ولكن ذلك الحراك غالبا ما يتصف بالعفوية و الغوغائية خصوصا في ظل غياب التنظيم الثوري و النظرية الثورية.
فما حدث علي سبيل المثال قبيل ثورة 1952 م عندما قام الفلاحين بالهجوم علي املاك الاعيان ، نذكر منها اشهر مثال علي ذلك ، اعتداء الفلاحين في قرية بهوت بمحافظة الدقهلية 1951 م علي املاك البدراوي عاشور (احد كبار الاعيان قبل ثورة 1952م) ، حيث قام الفلاحين بالهجوم علي قصر البدراوي واحرقوة و انقضوا علي المزارع و احرقوها ايضا ، وكان هذا المشهد بمثابة مقدمة لاحداث ثورة 1952م ، حيث كان الظرف الموضوعي ملائم للثورة الاجتماعية ، ولكن في ظل غياب الظرف الذاتي ( اي التنظيم الثوري) ، ادي هذا الوضع الي صعود نجم حركة الظباط الاحرار ، اذ ارتأت الجماهير في هؤلاء الظباط و حركتهم صورة المخلص الذي جاء لنجدتهم من مرارة الاقطاع و الاحتلال.
واذ قارنا بين احداث ثورة 1952م و احداث ثورة يناير 2011م، لوجدنا وجود عنصر مشترك ، الا وهو غياب الظرف الذاتي ،فقد قامت قبل ثورة يناير 2011م حركات عفوية مثل حركة كفاية و حركة شباب 6 ابريل وكانت ترفع شعارات ضد توريث الحكم ، ولكن مثل هذه الحركات افتقرت إلي النظرية الثورية ، كما انها كانت لا تسعي إل الوصول للسلطة ( اي انها كانت حركات ملونة لا ايديولوجية) مما ادي الي استقطاب الثورة من جانب البرجوازية وفلول النظام ، فقد تحالفت جماعة الاخوان المسلمين مع المجلس العسكري من اجل الوصول للسلطه و اجهاض الثورة ، و عندما وصلت جماعة الاخوان المسلمين الي السلطة ، قامت حركة عفوية ايضا بدعم مخابراتي (حركة تمرد) ، الت الي اسقاط جماعة الاخوان المسلمين ، ليري الشعب مجددا في شخص عبد الفتاح السيسي المخلص و المنقذ من الاخوان .
ومع ازدياد حدة التناقضات الطبقية في الفترة الراهنة ، حيث اصبح الظرف الموضوعي يتلائم مع الثورة الاجتماعية و مع غياب الظرف الذاتي يتعين علينا ان نسأل : ما العمل حيال الازمة الراهنة؟
يقول لينين "لا يمكن ان توجد حركة ثورية بدون نظرية ثورية" ، فالنظرية و الممارسة الثورية مرتبطان ارتباط وثيق لا ينفصم عراة ، و اصبح من الضروري ان يسعي جاهدا كل الماركسيين إلي تكوين النواة الاولي من الحزب الثوري والتصدي للعفوية و نشر الوعي التنظيمي بين صفوف الثوار ، كما اصبح من الضروري ايضا تجديد النظرية الثورية من خلال التجربة و دراسة الواقع و تاريخ المجتمع بشكل مكثف ، و الارتباط بأحدث مستجدات البحث العلمي ، وربط وسائل التكنولوجيا الحديثة بالنضال الثوري ، و ايضا التصدي لكل محاولات التبديد التي ينتهجها اعداء الماركسية من اجل تفريغها من مضمونها الثوري و الطبقي ، كما انه اصبح من الضروري و الملح ايضا التصدي للدعاية و الايديولوجية البرجوازية بكافة السبل ، كذلك يجب انشاء مركز بحثي و الاهتمام بالبحث العلمي في كل المجالات لا سيما (التاريخ و الاقتصاد و علم النفس و العلوم الطبيعية ....إلخ).
وفي النهاية يجب التنوية ان كل ذلك يستلزم العمل الجاد و الدؤوب بشكل جماعي وليس بشكل فردي ، و لذلك يجب التصدي للنزوع الذاتي ، فالماركسي الحقيقي يعتبر ذاته جندي يسعي لمثل عليا الا وهي الثورة ، بينما النزوع الذاتي يعتبر سمة برجوازية ، وجب علينا التصدي لها بكل طاقتنا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - لقاء مع صبري فواز | الجمعة 26 أبريل 2024 | اللقاء


.. مشاركة النائب رشيد حموني في برنامج مع - الرمضاني- مساء يوم ا




.. Messages to the Tories: -Get Out- Socialist issue 1275


.. The Arab League - To Your Left: Palestine | الجامعة العربية




.. أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل