الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من زمن الإيديولوجيا إلى زمن سياسة الحزب

سعيد المعطاوي

2016 / 9 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من زمن الإيديولوجيا إلى زمن سياسة الحزب .
الإيديولوجيا كمفهوم يرسخ لمجموعة من الأفكار التي ترتبط بمجوعة معينة من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية أو سياسية أو عرقية أو غيرها من مناحي الحياة، فتعبر بشكل واضح عن المصالح الواعية ..بهذا المقدار أو ذاك ..لهذه المجموعة، على شكل نزعة مضادة للتاريخ، في كثير من الأحيان ومقاومة للتغير في أحيان أخرى ، كما يمكن أن تكون أداة لطلب التغير، إن الإيديولوجيا تشكل إذن التبلور النظري لشكل من أشكال الوعي الزائف لكنه الكل في الكل بالنسبة لمن يتبناه ويقد يصل إلى درجة الإيمان به فينطلق إلى الفعل والعمل به على المستوى الديني أو الاقتصادي او السياسي وهو محكوم بخلفياته الايديولوجيا التي صار يطقن قاموسها ويؤمن بأفكارها.
وعموما أن الجانب السياسي من هذا المفهوم الشامل الذي شكل لعقود طويلة أداة صراع دائم بين العديد من المثقفين خريجي الجامعات التي كانت ولا تزال و مرتع صراع يومي بين الطلبة بمختلف خلفياتهم الايديولوجية. إن جدلية الصراع في الخطاب السياسي العربي تندرج دائما ضمن قطبين الليبرالي الحديث الذي يندرج ضمنه الراديكالي وغيره من الأقطاب ونجد في الضفة الأخرى التأصيلي الذي قد يعتقد الكثيرون انه رجعي متخلف كما، اننا قد نجد العديد من التفريعات السياسية الأخرى والتي لعبت دورا ليس بهين في بت نوع من الحياة الفكرية في الخطاب السياسي وجعلت من التنوع في نظم الخطاب والفكر الايديولوجي للشعوب العربية خاصة دول شمال إفريقيا منطلقا إلى ما وصلت إليه اليوم من تنوع ليس وليد اللحظة بل هو ارتبط اشد الارتباط بالاستعمار الذي سكن جوارح هذه الشعوب ولعل ابرز دلالاته التنوع الحزبي هذا التنوع الذي قد يعارضه العديدون من دعات القطبية الحزبية على غرار النموذج الغربي الاروبي / الأمريكي بدعوى الوفاء للإ نتماء الايديولوجي بمرجعياته الفكرية المؤطرة للفعل السياسي الحزبي.
وحتى لا تكون المسالة مجرد لحظة حزبية وإعداد انتخابي فعلا يمكن القول إن دعات السير على النموذج الغربي تناسوا طرح السؤال بسيط هو:
هل نملك سياسيين لهم من الوفاء الاديولوجي ما يؤهلنا لتكون لنا قطبية حزبية بدل التعدد الذي فاق حد المألوف؟
لعل ما يؤشر إلى عدم قدرتنا على السير على غرار النموذج الغربي هو ما ناره في الائتلافات الحكومية المغربية فنجد التيار الاشتراكي يتألف مع التيار الإسلامي بل و أكثر نجد النموذج الاشتراكي يعانق النموذج الليبرالي المتحرر.
إن ما وقع في اسبانيا من فراغ حكومي كانت الأحزاب السياسية الجديدة قد رفضت من خلاله الدخول في ائتلافات حكومية مع الأحزاب التقليدية دليل على الوفاء للفكرة الاديولوجية والمنطلق الحزبي الصادق.
كيف يمكن ان نتكلم عن الوفاء للفكرة الايديولوجية ونحن اليوم نرى أن زعماء بعض الأحزاب يستعدون إلى الترشح باسم أحزاب تتموقع في الضفة الأخرى ،ولا يربطها بحزبه الأصلي إلى الانتماء الترابي إلى نفس الوطن انه إشكال الانتقال من الدعوة الاديولوجية الى الدعوة إلى سياسة الحزب ، لا يهم من يترشح باسم الحزب المهم ضمان المقعد والفوز بالانتخابات إنها فعلا فكرة الهروب من المرجعية الايديولوجيا والدخول في إطار الانتصار للسياسة الحزب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة