الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ثار الشعب السوري : أزمة البطالة ؟!

كرم خليل

2016 / 9 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إن ضعف النمو الاقتصادي في القطاعين العام والخاص وازدياد القوة العاملة، وتركيز القطاع الخاص في أعماله على قطاعي التجارة والخدمات وتجاهل المشاريع الصناعية والزراعية، وإفلاس المهن الصغيرة والمشروعات الصغيرة وانخفاض إنتاجيتها وعدد العمال لديها، بالإضافة إلى زيادة الهجرة من الريف إلى المدينة بسبب موسمية العمل في الزراعة وتدني مستوى المعيشة في الريف ، والفساد الإداري في بعض أجهزة ومؤسسات العمل واتخاذ قرارات عشوائية غير متكاملة كل هذه عوامل ساهمت بشكل كبير في تفاقم أزمة البطالة في سورية.
وفي بحث قام به المكتب المركزي السوري للإحصاء نشر أواخر اب/اغسطس 2010 أشار إلى أن 81 % من الجامعيين ينتظرون أربع سنوات بعد تخرجهم للحصول على وظيفة، فيما تنخفض هذه النسبة الى 61 % للشباب الذين انهوا التعليم الثانوي المهني أو اتبعوا تدريبا مهنيا.
ويذكر التقرير الوطني الثالث للأهداف التنموية للألفية في سورية الصادر عن هيئة تخطيط الدولة في تموز/يوليو 2010 ان عدد السكان ارتفع في سورية بنسبة 50 بالمئة بين عامي 1991 و 2008 بينما انخفضت نسبة العاملين من اجمالي السكان في سن العمل من 46,6 بالمئة الى 44,8 بالمئة في الفترة نفسها.
اما بالنسبة للعاملين الشباب في الفئة العمرية 15-24 عاما فبعد ان كانت نسبتهم 30,8 بالمئة من اجمالي العاملين عام 2001 فانها، انخفضت الى 20,4 بالمئة في عام 2008، بحسب التقرير.
واما بالنسبة إلى خصائص للبطالة، فيمكن تقسيمها إلى ثلاث خاصيات ، الخاصية الأولى وهي شبابية البطالة، حيث تشكّل نسبة العاطلين عن العمل بين (15-24) سنة 75% من إجمالي العاطلين عن العمل, وهذا يؤكد عدم وجود فرص للداخلين الجدد في سوق العمل السورية، أما الخاصية الثانية فهي ارتفاع حصة الإناث في البطالة السورية إذا لا تغطي الإناث سوى 20% من القوى العاملة في سورية, لكنها تشكّل مايقارب 50% من حجم البطالة أكثرهن من الطبقة غير المتعلمة، والخاصية الثالثة هي أن 55% من البطالة هي من الطبقة التي تجاوزت الشهادة الابتدائية فقط، وبالتالي فإن أكثرية البطالة من الطبقة غير المتعلمة مما تقلّل من فرص تشغيلهم في السنوات القادمة أمام تناقص عدد فرص العمل للطبقة غير المؤهلة.
تشكّل نسبة من تجاوزوا الشهادة الابتدائية فقط من القوة العاملة ما يزيد على 65% من حجم القوة العاملة بشكل عام في سورية وهي غير مؤهلة، وتؤكد الخاصية الرابعة أن البطالة بين المتعلمين تشكّل 45%من البطالة الكلية لكن حصتها من القوة العاملة لا تشكّل سوى 35%، فهناك اختلال دائم بين النسبتين يؤدي إلى استمرار وجود فائض من القوة العاملة المؤهلة أمام انخفاض حجم فرص العمل المؤهلة، وبالتالي فالنتيجة الأهم هي عدم تشغيل اليد المدرّبة والمتخرجة من المدارس والمعاهد الفنية واللجوء لغير المدرّبة.
إن فشل نظام الأسد في زيادة معدل النمو الاقتصادي إلى ما فوق 6% ليؤمن فرص عمل لداخلي سوق العمل الجدد، من خلال زيادة الاستثمارات الخاصة بالقطاعات الإنتاجية التي تركزت بشكل أساسي قبل انطلاق الثورة في سورية، على سوق العقارات والإسمنت والسكر، أدى إلى زيادة نسبة التضخم ، وازدياد العاطلين عن العمل، وهو ما دفع الكثير منهم إلى التفكير جديا بتغيير الوضع الاقتصادي الراهن، من خلال استتباع ثورات الربيع العربي، التي بدأت في تونس وعانت مثلها مثل مصر من أزمات اقتصادية خانقة، كانت البطالة أحد أهم أوجهها التي فجرت شرارة الثورة ضد النظام الفاسد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدر عريش الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في تصر


.. عبد الحميد أمين ناشط سياسي و نقابي بنقابة الاتحاد المغربي لل




.. ما حقيقة فيديو صراخ روبرت دي نيرو في وجه متظاهرين داعمين للف


.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر




.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي