الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُحاكمة كلب

حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)

2016 / 9 / 6
الادب والفن


محاكمة كلب
قصة قصيرة
د۔حبيب مال الله ابراهيم

كنت بنصف وعيي راقدا على سرير في مستشفى المدينة حين انتهى إلى سمعي صوت الطبيب وهو يقول لزوجتي باهتمام:
- يجب أن يرقد في المستشفى لبضعة أيام.
سمعت بعد ذلك صوت الباب وهو ينطبق، وبقيت راقدا اشعر بالألم في ساقي، مكان عضة الكلب المسعور. سرى الخدر في جسمي وأصبحت أتجول في عالم الأحلام، وجدت نفسي جالسا وسط محكمة مكتظة بالحيوانات. كان الأسد جالسا خلف المنصة بيده مطرقة خشبية يضرب بها على المنضدة ليعم الهدوء في القاعة الى جانبيه اسدين يبدوان اصغر سنا. عاودني الألم في ساقي مجددا حين لمحت الكلب الذي عضني وهو في قفص الاتهام ترتسم على ملامحه علامات الحيرة ونادى الكنغر:
- محكمة
انبرى كلب عجوز بعد أن ألقى علي نظرة وهو يطلب الإذن من الأسد:
- اسمحوا لي أن احمل هذا الكلب الذنب وان اعرضه أمام محكمتكم ليحاكم بتهمة الاعتداء على إنسان مسالم.
فوافقه الأسد:
- اجل سيحاكم الكلب.
تدخلت القطة العجوز:
- يجب أن تسألوا الحيوانات فيما إذا كان هذا الرجل قد أساء التصرف معها أم لا؟
سادت فترة صمت أعقبها سماعنا صوت القطة من جديد:
- من ناحية القطط فانه لم يكن يؤذيها، بل كان طيب القلب، تدفعه طيبته إلى الرفق بها وقد امتدحته جميع القطط.
ساد الصمت من جديد فيما تقدم مني بعض الحيوانات:
- انك طيب القلب أيها الانسان المسالم، ما لطيبتك وقلبك الواسع.
وأضاف الكلب العجوز:
- نعلم بطيبتك، واسمح لي بان أطالب بحقك وعرض هذا الكلب مذنبا أمام المحكمة.
أصر الأسد مرة أخرى:
- سيحاكم الكلب المسعور.
أضاف الحمار العجوز:
- انه رجل طيب، يجب أن نتأسف لحصول هذا الاعتداء عليه وان يحاكم الكلب الذي تسبب في إيذائه.
قام الكلب العجوز وتقدم مني، ثم مد يده مصافحا:
- اعتذر إليك نيابة عن جميع الكلاب وأتعهد ألا يعتدي عليك مرة أخرى وسيحاكم ذاك الكلب الذي تراه خلف القضبان.
سألتهم آنذاك:
- أتريدون أن اخرج من قاعتكم هذه وأنا سعيد وراض؟
فقال الأسد موافقا:
- بالتأكيد هذا ما نريده.
- يجب أن تعفوا عن هذا الكلب لأنني عفوت عنه!
قال الكلب العجوز بسرعة:
- هذا غير ممكن فهو...
قاطعته قائلا:
- أرجوك هذه رغبتي.
اخفض الكلب المذنب رأسه من وراء القضبان وبدأ يبكي قائلاً:
- لا استحق عفوك أيها الإنسان.
فقال له الأسد:
- إنسانيته دفعته لان يصفح عنك.
فتحت عيني في هذه الأثناء ووجدت نفسي راقدا على السرير بعد ان زال الألم من ساقي واستطعت بما بقي لي من قوة أن أسير وأصل إلى باب المستشفى، ثم استقلت سيارة أجرة وعدت أدراجي إلى البيت. حين ترجلت من السيارة لمحت كلبا واقفاً عند الباب الخارجي، اخفض رأسه حين لمحني وتقدم يمسح وجهه برجلي كانه جاء ليعتذر عن ذنب اقترفه الكلب المسعور بحقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه