الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بَكْتيريا اللُّجُوء

علي دريوسي

2016 / 9 / 6
الادب والفن


سُمّيَ اِتِّجاهُ معظم السوريين صَوْبَ الغَربِ اخْتِيَاراً "التَغريبة" السورية!
*****

مخجلة هي كلمة
ل ج و ء!
خاصةً إذا حصل عليها من لا يستحقها.
*****

في العادة، لا حدود جغرافية مُحدّدة للجوء الإنساني.
للهروب حدود مرسومة سلفاً، ألمانيا مثلاً.
*****

سيموت الغريب مرتين في جيلين متعاقبين قبل أن يتقن أسرار فصل القمامة والفضلات في منازل ألمانيا مثلاً.
*****

لكي يستطيع اللاجئ أن يفهم معنى الغربة واللجوء الاِجتماعي وتَشَعُّباته عليه أن يفهم أولاً معنى الوطن وطريق العودة إليه.
*****

يجب على حكومات بلدان الحماية المؤقتة في أوروبا وتركيا قبل أنْ تضع الحَرْب أوزارها إعادة الهاربين السوريين والقادرين على حمل السلاح، ممن لم تتجاوز أعمارهم منتصف العقد الرابع إلى سوريا، من أجل حمايتها والدفاع عنها في وجه الغزاة الطامعين، من أجل الدفاع عن عوائلهم وأعراضهم وأراضيهم وحمايتها، بدلاً من ضياعهم وفشلهم الحتمي في بلدان الهروب...
الأوطان لا تليق إلا بأهلها...
*****

هناك الكثير من اللاجئين! يقول الناس.
هناك عدد قليل جدا من الناس! يقول اللاجئون.
يرنست فِرستل، معلم وكاتب من النمسا.
*****

الصراع في سوريا ليس صراعاً فكرياً-طبقياً بين بلاشفة ومناشفة، بل صراع بين عصابات مُسلحّة لسرقة وطن، بين عصابات قَرْوَسَطيّة تجهل فكرة وطن.
الفقراء وحدهم من يدافع عن الوطن.
الأُصَلاء وحدهم من بقيَ في الوطن.
*****

يجب على بعض اللاجئين، خلال المدة الزمنية التي سيقضونها في بلد اللجوء، أن يتعلموا مبدأ الحرية الدينية، السائد في ألمانيا مثلاً، أن يستوعبوه ويحترموه، لأنهم لم يعرفونه في بلدانهم الأصلية... يتضمَّن هذا المفهوم أيضاً حرية الفرد أو حرية مجموعة ما في تغيير الدين أو عدم إتباع أي دين من الأديان.
اللجوء فرصة غنية للتعلم!
*****

تاريخياً، لم يحظَ اللاجئ الذي تجاوز الأربعين من عمره بمستقبلٍ لائق به في ألمانيا، بقيَ ضائعاً دون أن يجرؤ على المشي ولو خطوة واحدة باتجاه الوراء. هناك حالات استثنائية بالتأكيد.
*****

التقدم بطلب للجوء من قبل البعض الذي يعيش في ألمانيا منذ فترة بشكلٍ نظامي بغية تحقيق فائدة مادية ... شيء مخجل!
*****

اللاجئون عالمياً هم بريكاريات القرن الحادي والعشرين!
ضمن هذه الكتلة الشعبية الاِجتماعية/السياسية/الاِقتصادية الواسعة وغير المتجانسة ثمة شرائح وفئات، منها ما يُمثل شريحة برجوازية اللجوء (20%)، شريحة أنصاف برجوازية اللجوء (30%)، شريحة أشباه برجوازية اللجوء (10%) وشريحة القعر الاجتماعي لِلجوء (40%) أو ما تُعرف في علم الاجتماع بتسمية اللاجئ اَلْلومبي.
*****

يجب على دول العالم التي تحترم نفسها العمل على توحيد ظروف اللاجئين عالمياً، مادياً ومعنوياً!
*****

يبلغ الحد الأدنى للأجر الشهري لبائع الشاورما "دونر وكبب" اللاجئ السوري في تركيا حوالي 350 يورو... ولبائع الشاورما اللاجئ السوري في ألمانيا حوالي 1500 يورو... ولبائع الشاورما السوري في سوريا حوالي 50 يورو مثلاً!؟
*****

ليس من العدل بشيء، أن يعيش بعض السوريين في ألمانيا والسويد مثلاً ويتمتعون بالعطايا دون وجه حق، بينما تعيش الأكثرية في سوريا أو البلدان المحيطة بها، ظروفاً في منتهى السوء.
*****

الحياة أكبر من ثلاثية "الشِّواء والأركيلة والنَّميمَة".
*****

اللحم الألماني الأصلي غالي جداً، ضريبة التحرش به أغلى بكثير.
بالألمانية "لا" تعني: لا!
من سيترجم هذه الكلمات للمتوحشين في محطة قطار مدينة كولونيا؟
*****

إذا أردت الذهاب إلى شاطئ البحيرة للاسترخاء، اذهبْ صباحاً فالغرباء نيام.
*****

العزلة الاِجتماعية في البلدان الرأسمالية وغياب الرؤية والأفق وانعدام المستوى الثقافي والحاجة للقطيع، كلها أسباب تقود إلى استعراضات مظاهراتية فقيرة ومخجلة عند بعض الهاربين.
*****

أحد معسكرات اللاجئين في مدينة هامبورغ-هاربوغ، عبارة عن سفينة راسية في المرفأ الصغير للنهر (بطول حوالي 110 متر وعرض 11 متر وارتفاع حوالي 15 متر)، تحتوي على عشرات الغرف والمطابخ ودورات المياه، تدفع حكومة هامبورغ إيجاراً شهرياً للسفينة ما يعادل 123000 € لصاحبها الهولندي، وذلك لمدة خمس سنوات.
هنا يتمتع اللاجئ القادم من مختلف البلدان، بشروط حياتية رائعة جداً إذا ما قُورنت بشروط حياة اللاجئ في معسكرات لبنان والأردن أو في داخل سوريا... عفواً المقارنة خاطئة.
هنا لا يحتاج اللاجئ لمساعدة من الناس، تكفيه عطايا الحكومة ريثما يجيء اليوم الذي يجب أن يعود فيه إلى الوطن الذي هرب منه!
*****

على السلطات والمعنيين في كل بلدان العالم بفتح الجوامع في وجه اللاجئين، لإيوائهم وإطعامهم والعناية بشؤونهم!
*****

حتى لو شارك الرئيس الألماني يواخيم غاوك المسلمين إفطارهم الجماعيّ في رمضان!
حتى لو قال الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف تلك الجملة التي رددها غيره من السياسيين "الإسلام اللاجئ ينتمي إلى ألمانيا"، تلك الجملة التي لا تعجب الشعب...
سيبقى الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا،
سيبقى "الإسلام اللاجئ" كما "الإسلام التركي" جسداً غريباً عن جسد الشعب الألماني.
*****

ليس لأغلب اللاجئين مستقبلاً واضحاً في ألمانيا!
سيعودون إلى بلدانهم في أقرب فرصة.
*****

سيندم معظم اللاجئين السوريين يوماً ما لأنّهم وصلوا إلى ألمانيا، حيث لا شيء يشبههم هنا! سيندمون حتماً لأنّهم غادروا تركيا ولبنان، حيث كل شيء يشبههم هناك.
*****

في الجامعات، في المدارس، في المشافي، في الشركات الصناعية وفي كل مكان تقريباً من ألمانيا يوجد مطاعم لتناول وجبات الغداء والشراب وأحياناً العشاء، بطريقة مدنية، بأسعار مدعومة وبمواصفات صحية، ناهيك عن توفير الوقت...
الطلاب والأساتذة والأطباء والمهندسون والعمال يأخذون وجبة طعامهم اليومية في هذه المقاصف... ما عدا شريحة من السادة اللاجئين، رغم أنّ وجباتهم مجّانية!... رغم أنّها حلال خالية من لحم الخنزير... يتظاهرون ويضربون عن الطعام على أنغام أغنية الراحل عبد الحليم:
"اللاجئون حائرون، يفكرون، يتسألون في جنون: اتركونا نطبخ بجانب السرير، أكلات باكستانية وهندية وأفغانية، نأكل حتى التعب ثم ننام على أنغام روائح الطبخ"...
*****

بدأت القصة في العام الماضي 2015 ، دون نهاية تلوح في الأفق!
لاجئ سوري مثالي وجد مبلغ وقدره حوالي 500 يورو في جيب الجاكيت التي أُهديت له من قبل عائلة ألمانية، أعادها للبوليس وفرح البوليس وفرحت العائلة الألمانية وصفقت له.
لاجئة سورية مثالية وجدت مبلغ وقدره حوالي 1000 يورو في أحد الكراجات، أعادتها للبوليس وفرح البوليس وفرحت كل الكراجات الألمانية وصفقت لها.
لاجئ سوري مثالي أيضاً وجد مبلغ وقدره حوالي 20000 يورو في درج الطاولة أُهديت له من قبل عائلة ألمانية، أعادها للبوليس وفرح البوليس وفرحت العائلة الألمانية وصفقت له.
...
.....
واليوم:
لاجئ سوري مثالي جداً وجد مبلغ وقدره حوالي 150.000 يورو في درفة خزانة أُهديت له من قبل محل محترم للأثاث المستعمل، أعادها للبوليس، فرح البوليس وصفق له الشعب الألماني، عاش الجميع في سعادة، صار الشاب بطل وتزوج بنت الملك.
.....
وهكذ يجد اللاجئ السوري كل أسبوع حوالي 25 لقية ويسلمها للبوليس...
ما الذي يحدث مع اللاجئ السوري في ألمانيا؟
ما هذا الغباء الألماني في إضاعة النقود بعد مجيء اللاجئين؟
ألا يوجد بنك في ألمانيا؟ ما هذا التخلف ؟
*****

رب الأسرة الفلسطيني/السّوري الذي هرب إلى لبنان مع مع ابنته وولده وترك زوجته في سوريا...
الرجل الشهم الذي استغل الطفولة ولعب دوره بشكل صحيح...
الرجل الذي باع الأقلام الزرقاء وهو يحمل على كتفه ابنته الفقيرة...
السيد عبد الحليم العطار الذي ساعده الصحافي الأيسلندي...
جمع تبرعات وصلت إلى قيمة 200.000 يورو،
السيد الذي لم يقدم أي يورو لزملائه من اللاجئين،
أصبح رجل أعمال، لديه ستة عشر موظفاً،
يملك ويُدير مطعماً، مخبزاً ومحلاً للوجبات الخفيفة،
السيد اللاجئ سابقاً
نَسِيَ زوجته في سوريا.
السيد اللاجى خسر أموال التبرعات بسبب...
*****








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم الممر مميز ليه وعمل طفرة في صناعة السينما؟.. المؤرخ ال


.. بكاء الشاعر جمال بخيت وهو يروي حكاية ملهمة تجمع بين العسكرية




.. شوف الناقدة الفنية ماجدة موريس قالت إيه عن فيلم حكايات الغري


.. الشاعر محمد العسيري: -عدى النهار- كانت أكتر أغنية منتشرة بعد




.. تفاصيل هتعرفها لأول مرة عن أغنية -أنا على الربابة بغني- مع ا