الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة فراق العراق

سعدي جبار مكلف

2016 / 9 / 7
الادب والفن


فراق العراق
لقد هربنا منك مُحَّملين بلوعٍة وحزنٍ ، سنين طوالا عشناه معك ، حملنا جوازات سفرٍ كُتب عليها ممنوعّ من السفر ، فزادت حقائبُنا الما وحزنا في الغربةِ بسبب فراقك يا وطني الجريحَ نحبّك ياعراق أيّ لغز فيك ؟ أينما كنَّا حزنُك يلاحقّنا ....
هل سيأتي يومّ فيه ؟
أستطيعُ أن أنسى العراق ؟
أأنسى آلامَ الفراق ؟
ألله ما أقسى فراقَ العراق
فراق أهلي ، صحبتي ، وطفولتي
أأنسى الرفاق ؟
في كلِّ ليلةٍ مناحةّ
دموعّ تجري كالسيوفِ
كطبولِ دفانِ الغريق
كيف أنسى ؟ من أينِ أبتدىُ المسير؟
أني هنا في سيدنيّ الخرساءِ مجهولُ المصير
من اين أبتدىّ الحكايةَ ؟
من النخيلِ
من القصيرِ من الطويلِ
من الرحيل ِ
من ماءِ دجلةَ والفرات السلسبيل
كيف أنسى بصرتي ، محبوبتي ؟
وعشقَها الغرَّ المثيل
كيف أنسى ؟
أضيعُ كاالاعمى أسيرُ بلا دليل
بلا عيون أو موانئ
بلا خليلٍ ...بلا أصيل
ماذا أخبّيُ وماذا أنسى ؟
أتغيبُ عن بالي الدروب ؟
أيضيع عن بالي الشوارع ؟
كيف أنسى المدارسَ ؟
كيف أنسى فالحَ بنَ أبريج
يعزفُ لحنَ بحَّار عليل
أمُّ البرومِ الحبيبةُ روحي فيها
تستجيرُ كحمامِ ينشدُ بالهديل
نسيانُها نارُ سعير مستحيل
نارّ تهبُّ من الوريدِِ الى الوريدَِ
ويعودُ نوتي الفيصليةِ من جديدِ
يرنو الى سوقِ المغايز
سوق حنّا
ويعيشُ في لهفٍ شديد
في كلّ يومِ فيك عيد
من جديدِِ الى جديد ِ
أني هنا ناعورُ لحن الانتظار
لا ربيعَ ، ولا خريف َ
لا شتاءَ ... والفُ لا
بلا قرارِ ...بلا فرار
نحنُ هنا أمواتّ كما ألاحياء
أحياءُ كما ألاموات
لا نملكُ المسار
أحرقتُ أشرعتي وأمتعتي
أصبحتُ مجهولَ المصير
وحقائبُ السفر المحملةً بالمرار
يقودُني صمتي الى تلك الديار
الى العراق ...
يا سندبادُ اليومَ أرحل
دمعُك لا يطاق
كيف نسيانُ العراق ؟
كيف نسيانُ العراق ؟
سعدي جبار مكلف
سيدني استراليا
2-8-2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??