الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آسيا رمضان عنتر ، أنجلينا جولى الأكراد

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2016 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


آسيا رمضان عنتر ، أنجلينا جولى الأكراد
أيتها المقاتلة الكردية ، ليس بإمكان هذا الجمال الساحر ، تحرير شبر واحد من البشاعة ، ومع ذلك قلبى مع الحرية وهو ينبض من أضلاعك ، طوبى لك وطوبى لهذه الإبتسامة الداعمة للسلم الأرضى والسمائى ، العالم مازال بحاجة إلى الملائكة فى حربه البشعة.
بهذه الكلمات وصف صديقى المثقف المغربى عزالدين الخراط ، صورة مقاتلة كردية حسناء تحمل السلاح ، كنت طوال اليوم ، إذا ماتأملت الصورة ، وإذا ماتأملت الكلمات ، إحترت أيهما أجمل . تبدد هذا الشعور بالحيرة عندما ظهرت صورة الملاك الفانى ، على موقع الديلى ميل ، وهو يحمل السلاح وقد ودع الحياة. تبدد شعور الحيرة ليحل محله شعور بالحزن العميق ، وإدراك ، لمن كتب صديقى عز الدين هذه الكلمات. كأنها كانت رثاء آسيا رمضان عنتر ، أنجلينا جونى الأكراد.
نحن لانعرف الكثير عن آسيا رمضان عنتر ، فتاة فى الثانية والعشرين ، من محافظة القامشلى فى شمال سوريا ، ومن مدينة الحسكة بالتحديد ، تعمل فى قوات حماية الشعب الكردية فى جناح حماية المرأة ، إستمدت شهرتها من شبهها القريب بالممثلة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جونى ، سقطت فى المعارك التى دارت حول مدينة جرابلس فى شمال سوريا الأسبوع الماضى ، الخبر لم يؤكد رسمياً حتى اليوم ، لكنه ذاع على وسائل التواصل الإجتماعى ، كما أن من قتلها بالتحديد ، داعش ، أو طرف آخر من أطراف الصراع العبثى الدامى ، ربما لن يؤكد أيضا، لكن المؤكد أن آسيا ، بإستشهادها ، قد أصبحت رمزاً للمرأة الكردية ، تلك الحسناء ، القادمة من أعالى الجبال ، مكشوفة الحجاب ، منزوعة السواد، فى القلب والمظهر ، تحمل بندقية ، وروحاً جميلاً ، ووطناً . تلك الحسناء الكردية ، التى أصبحت اليوم ، جزء من حيانا الشرق أوسطية الجريحة ، تطل علينا بين الحين والآخر ، فتمنحنا الأمل والقوة ، بينما تلوح لنا ، بميثاق الدولة الكردية .
كل الرهانات السياسية ، تحمل معها مخاطرها ، فبرغم حق الأكراد المشروع فى إقامة دولتهم ، وتجميع أجزاء الوطن الممزق بلا مبرر أو منطق ، وبرغم التوازن المفهوم الذى قد تحضره كردستان الكبرى بين الأجناس المتصارعة أبداً ، العرب والفرس والترك ، برغم كل هذا الحق والمنطق ، تظل للرهانات السياسية مخاطرها ، وكما قال عاشق الأكراد ، المستشرق الروسى الكبير ، باسيلى تيكيين ، أننا لانستطيع أن نضمن ، إذا ماكانت كردستان الكبرى ، سوف تؤدى إلى السلام ، أم إلى إلى مزيد من الصراع فى الشرق الأوسط. لكننا اليوم ، وبالتأكيد ، نستطيع أن نضمن ، أن دولة الأكراد ، حتى ولو لم تحضر معها السلام المنشود ، فسوف تحمل معها الروح المنشود ، أهم مايحتاجه الشرق الأوسط اليوم ، روح الحسناء ، القادمة من أعالى الجبال ، مكشوفة الحجاب ، منزوعة السواد ، فى القلب والمظهر ، تحمل بندقية ، وروحاً جميلاً ، ووطناً ، روح آسيا رمضان عنتر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف طريف بين عمار وحماته ????


.. بريطانيا تحقق في مراهنة مسؤولين في حزب المحافظين على موعد ال




.. هل بإمكان الديمقراطيين استبدال بايدن في الانتخابات الرئاسية؟


.. في هايتي -المنسية-.. نصف السكان يعانون من جوع حاد




.. فيديو صادم يظهر 180 ألف نحلة تعيش في سقف غرفة نوم رجل