الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كردستان بين الإستقلال والمساومة

حسين علي الحمداني

2016 / 9 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أكثر من مرة يطرح مشروع تقرير المصير لإقليم كردستان،والطرح عادة ما يكون في حالة وجود أزمة بين الإقليم والمركز وبالتالي تندرج هذه التصريحات في خانة( التهديد)أكثر مما هي مشروع حقيقي وبالتالي ومع تكاثر الأزمات التي صاحبها تكرار مصطلح تقرير المصير والانفصال أصبح هذا المشروع لا قيمة له لدى المواطن الكردي الذي يعرف جيدا إن الغاية من طرحه تختلف عن مضمونه. ما الذي يمنع الإقليم من الاستقلال؟ربما البعض يقول هنالك رفض دولي وبالتحديد إيراني تركي أمريكي،وهذا التعليل غير مقبول سيما وإن رئاسة إقليم كردستان وبموجب ما موجود حاليا من واقع ملموس إنها تحتفظ بعلاقات جيدة مع هذا الثلاثي وكل منهم لديه قنصلية في أربيل ولهم مصالح كبيرة جدا في جغرافية هذا الإقليم قد تكون أكثر من مصالحهم في عموم العراق وهذا ما يجعلنا نستنتج بطريقة أو أخرى إن مشروع الاستقلال لا يصطدم بالرفض الإقليمي بنسبة عالية جدا حيث يمكن استثمار المواقف الدولية لصالح مشروع الدولة الكردية في ظل الفوضى العارمة في المنطقة .وقد يقول البعض إن بغداد ترفض استقلال كردستان،وهي بالطبع ترفض هذا التوجه لكنها في نفس الوقت غير قادرة على منع وقوعه ولعل مشروع قيام الدولة الكردية في شمال العراق كان متاحا بنسبة كبيرة جدا ما بين عامي 1991- 2003 أي بعد حرب تحرير الكويت وفرض منطقة عازلة وحتى بعد 2003 كانت الأجواء الداخلية مهيأة تماما لولادة الدولة الكردية بالشكل الذي كانت عليه حدود الإقليم قبل 9 أبريل 2003 فما الذي منع الزعماء الأكراد من تحقيق ذلك الحلم ؟ الرفض الذي ربما يستبعده الكثير من المراقبين يكمن في الرفض الكردي للانفصال عن العراق هذا الرفض غير المصرح به علنا لكنه موجود في عقلية الأكراد سواء السياسيين منهم أو المواطنين الذين تقع على عاتقهم مهمة التصويت بنعم أو لا،وهذا التصويت حتى هذه اللحظة غير مضمون لمن يريد طرح مشروع استقلال كردستان خاصة وإن الكثير من أكراد العراق يشعرون إن الاستقلال مجرد شعار يعزف عليه البعض على وتر المشاعر القوية من أجل تحقيق مكاسب سياسية من جهة ،ومن جهة ثانية إبقاء هذا المشروع دون تحقيق يوفر فرصة إزاحة المعارضين لرئاسة الإقليم كما جرى مع حركة التغير في منع نوابها من دخول البرلمان في أربيل على خلفية رفضهم التمديد لولاية جديدة لرئيس الإقليم.وهذا يعني إن الكثير من القوى السياسية الكردية لا تريد لمشروع الانفصال أن يرى النور على ألأقل في هذه الفترة التي يهمين فيها الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني على مقاليد الحكم وهو يمتلك قوة عسكرية كبيرة جدا تؤهله لأن يتزعم هذه الدولة الجديدة أطول فترة ممكنة وقد تضطر القوى الأخرى لأن تخوض حرب أهلية على غرار التي حدثت بعد عام 1991 ،وبالتالي يخسر الإقليم الكثير من مواقع القوة فيه ولاسيما الاستثمارات التي توافدت عليه بعد 2003 بحكم الاستقرار الذي شهده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي