الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم التسجيلى فى زمن القنوات الفضائيه

سيد سعيد

2016 / 9 / 9
الادب والفن


لقد آن الأوان لبدء حوار عميق حول الفيلم التسجيلى بوصفه نوعا سينمائيا متميزا بما بتجاوز حديث العموميات والمسلمات التى سيطرت طويلا حول المصطلح والمفهوم والوظيفة، وأعاده النظر فى كل صيغه وأشكاله والتى سبق أن تكونت فهذه النوعية الفيلميه رغم عراقتها لا تزال قوتها التكوينيه والتصنيفيه فى حاله سيروره تجعلنا عاجزين عن التنبؤ بما يمكن أن تتيحه لنا إمكانياتها الهائلة والمرنه والتى تتكيف مع التطورات المعرفية والتقنيه والجمالية
نحن نظن أننا فى حاجه إلى تأملات عميقة ودراسات مفصلة وقبل ذلك نحتاج إلى مايمكن تسميته اعاده تشكيل الرؤيه من حيث كونها المفهوم الأوسع والارحب والذى يجب أن يعاد استكشافه على ضوء متغيرات العصر من تطورات خاصه فى ظل المتغيرات العميقة والواسعه الناتجه عن الثوره الهائلة فى تكنولوجيا الاتصال ووسائلها وادواتها من أقمار صناعية وقنوات فضائيه وانتشارها المتنامي والتى يكاد تأثيرها الطاغي يشمل مساحه الكره الارضيه وبصورة فعاله وغير مسبوقة فى التاريخ الانسانى. .بالاضافه الى امكانيه رائعه لتطور مذهل فى تقنيات التصوير وبخاصة التصوير الرقمي وحيث وصلت إلى مستويات رفيعة عبر أجيال من كاميرات الفيديو فائقة الجودة H.d واقتراب جوده الصوره الرقمية من صوره الفيلم كلالسينيمائي والتى كانت سببا فى ظهور مصطلحى what you see .What you get اى كل ماتراه هو ماسوف تحصل عليه
لذلك من الاهميه أيضا أن نشير إلى ظهور الكاميرات الخفيفه والصغيرة الحجم والتى تختزل مثير من المكونات التى أدت اليها الإلكترونيات الدقيقه مع تقليل التكلفة وبساطة وسهولة الاستخدام هذا بجانب ظهور التزاوج بين الكمبيوتر والفيديو ونظم المحاكاة الآلية وتقنيات الواقع الافتراضى virtual reality ..فضلا عن التطور المذهل فى نظم العرض الرقمية فائقة الجودة والتى أمكنها أن تصل ولأول مره إلى إسقاط بصرى يماثل حجم شاشة العرض السينيمائي ولا يفوتنا هنا الاشاره إلى اكتشاف الأقراص الممغنطه واسطوانات d.v,d.v فى ظهور صوره جديده لتوزيع الفيلم الرقم

وبالرغم من أن السينما التسجيلية تستهدف أساسا الرأى العام بالمعنى الواسع للكلمة حيث تمده بوسائل تساعده على تعلم كيف ينظر إلى مايجرى حوله فى الواقع وإدراك مغزاه إلا أن هذه السينما وللأسف قد أصبحت وبخاصة فى عالمنا العربى مهمشه ومعزوله وقد اقتصرت عروضها على المهرجانات والجمعيات المهتمة بالشأن السينمائى خاصه بعد عزوف دور العرض العامة عن عرض تلك النوعية السينمائيه مما جعل الهوة تتسع بين تلك الافلام والجماهير التى تستهدفها
ولكن مع ظهور القنوات الفضائيه وانتشارها المتنامي ظهر أفق جديد أمام الفيلم التسجيلى ليمنحه بعض سبل الحياه واسترداد دوره فقد خصصت بعض هذه القنوات الفضائيه جزءا من مساحة البث للأفلام التسجيلية بل إن بعض المحطات قد أنشأت قناه خاصه للفيلم التسجيلى كما قام بعضها بإنتاج أو تمويل ودعم الافلام التسجيلية وقد أدى هذا إلى ظهور شركات صغيره تقوم بإنتاج هذه النوعية من الأفلام والتى أصبحت تدر عائدا معقولا يمكن أن يساعد فى تدوير رؤوس الأموال وبالتالى الاستمرار فى الإنتاج
أما الفنان فقد رأى أفلامه وهى تعبر الفضاء بلا حواجز أو جمارك ولتصل إلى جمهور أوسع مما يتخيل
والواقع أن هذا التغير الايجابى فإنه ومما لايخفى على أحد أن هذا الأفق لا يزال شاحبا إذ لا تزال تلك القنوات خاصه فى محيطنا العربى تعانى من ضغوط سياسيه ورقابيه واجتماعية وثقافية فى واقع شديد التعقيد محكوم بثوابت وتركيبات تقف كعقبه أمام توسيع المساحه المطلوبه للفيلم التسجيلى

للحديث بقية

د. سيد سعيد
كاتب ومخرج سينمائى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي